شركة المرعبين المحدودة

إيمان شراب

[email protected]

حياة حشرة ، شركة المرعبين المحدودة ، نيمو ..............

أفلام مذهلة  لديزني ، غاية في الإبداع والجمال والخيال  ، من يراها لا بد وأن تعجبه وقد تبهره ( طبعا بغض النظر عن فقدان الجانب التربوي فيها ) ، ولطالما شعرت بالغيرة والحسرة : لماذا لا نصنع أفلام رسوم متحركة بهذا المستوى   المبدع ؟  لا نستطيع ؟ الكل يعرف أننا نستطيع .

ثم ذهلت أكثر بل وأصبت بالرعب الشديد وصدمت لما رأيت ( القادمون ) ، وهو فيلم وثائقي من أجزاء ،  يعرض كيفية رسم شخصيات أفلام وقصص ديزني ! فكل رسومات شخصياتهم تبدأ برسم الأعضاء الجنسية للذكر أو الأنثى ويبني الرسام فوق هذا الأساس الشاذ  ليكمل رسم الشخصية ، لتبدو لأطفالنا الصغار والكبار بالشكل  النهائي الذي تظهر به كما يرونها ونراها في الفيلم !!

تتسلل هذه الصور - المخفية بدهاء وخبث - كشيطان ودون جهد إلى المخ لتسكن في الذاكرة ، وفي موقف ما يستحضرها المخ ، ويكون الأبناء جاهزين للخطأ والرذيلة بسهولة لأن هناك صورا في المخ سبق تخزينها !!

 نيكولوديان رسوم متحركة أفلامها في غاية البشاعة ، تقتل الذوق وتقضي على الجمال  وتدمر الأخلاق وتربي على السب والشتم واعتياد كل ما هو مقزز ومقرف ! وعجبا ! يحبها الأطفال !!

لوفي ، ناروتو .. رسوم متحركة يابانية ، صُممت على ما أعتقد  لمراهقينا نحن الذين يعشقونها ويحمّلون مئات الحلقات منها !

ونستطيع أن نمر على باقي شركات الرسوم المتحركة ونعمم أذاها وتخريبها دون تردد !!  وإن وجدت بعض الأفلام الجيدة النادرة ، أو التي تم التعديل في حوارها في الدبلجة ،  فإنها لا تعجب الأبناء ولا تملأ عيونهم ابتداء من سن السادسة ، ويعتقدون أنها أفلام للصغار ويتجهون لأفلام المغامرات والعنف والمسخ !

وأعود لغيرتي وحسرتي وألمي ! إلى الآن لم ننتج رسوما متحركة ترضي رغبات أبنائنا الذين يبحثون عن أفلام المغامرات وال ( الأكشن ) ؟ لا نستطيع ؟ من قال ؟

المال فيضانات في عالمنا ... والخيال مبدع حتى لدى صغارنا .. والمواهب طاقات تكاد أن تنفجر أو انفجرت ولكن من قلة الفرص !

لا أدري لماذا أتخيل برنامجا واحدا يتيح فرصا للمهتمين والدارسين والمتخصصين  والتربويين والمبدعين  في جميع الدول العربية والإسلامية لصناعة رسوم متحركة ابتداء بالفكرة وانتهاء بآلية التنفيذ ...

ثم تخيلت أطنان الأفكار والقصص والمشاريع والأفلام التي يمكن أن تنتج ، والأجمل من ذلك أنني رأيت أن عالمنا كله قد تحول إلى ورشة عمل ضخمة اجتمعت من أجل هدف واحد !

أحلم ؟