الصديقة المخلصة

خرجت سارة من بيتها في الصباح الباكر بلباسها المحتشم وحجابها الإسلامي الذي أكرمها وشرفها به ديننا الحنيف.. متمسكة بدينها وأخلاقها الإسلامية السامية وحيائها ووقارها.. وسارت إلى الجامعة بكل ثقة.. التقت سارة ومنذ اليوم الأول بصواحبها الجدد في كلية الأدب العربي اللواتي يشتركن معها في الحجاب والخلق والدين والحشمة والوقار..

لقد كانت العلاقة بين الفتيات المسلمات المحتشمات تتوطد أواصرها يوماً بعد يوم حتى اتفقن على إنشاء لجنة لمسجد الطالبات حيث تساهم كل فتاة من أعضاء هذه اللجنة ببعض المال لتحسين مسجد الطالبات إضافة إلى المساهمة في تفعيل مكتبة المسجد ومجلة الحائط الأسبوعية المعلقة على جدار المسجد.. وكان لهذه اللجنة النشطة الأثر الفعال في جذب العديد من الفتيات إلى المسجد والمواظبة على الصلوات في أوقاتها وقراءة القرآن وقراءة كتب الحديث الشريف وقراءة الكتب والمجلات الإسلامية المفيدة بعيداً عن توافه الأمور وبعيداً عن ضياع الأوقات بالثرثرة واللهو والكلام الفارغ الذي لا فائدة منه..

كانت سلوى من أنشط الفتيات في لجنة المسجد.. وكانت تقوم بإعداد مجلة الحائط الأسبوعية وتزينها بالزهور والزخارف والصور الإسلامية والمقالات المفيدة وتقوم بطباعتها على جهاز الحاسوب.. وكانت تستعين ببعض الفتيات من أعضاء اللجنة في إعداد وكتابة المواضيع الإسلامية والتوجيهات الأخلاقية حتى تخرج المجلة جميلة جذابة مفيدة لجميع الطالبات.. وكان للجنة المسجد هذه اجتماع أسبوعي.. لتدارس أمور المسجد والأنشطة الإسلامية اللازمة من أجل تنوير الطالبات وإبعادهن عن الأفكار الضالة المنحرفة والعادات الفاسدة التي يبثها أعداء الإسلام صباح مساء.. وفي أحد الاجتماعات قامت سلوى بافتتاح الاجتماع وهي تقول:

سلوى: يجب علينا يا أخوتي المسلمات بذل المزيد من الجهد..

سارة: وكيف ذلك يا أختاه.. إنك تبذلين جهداً كبيراً في لجنة المسجد..

سلوى: بل علينا أيضاً إيصال الفكر الإسلامي الصحيح إلى جميع الطالبات.. يجب أن ننقذهن من الأفكار السيئة الدخيلة على أفكارنا وأخلاقنا الإسلامية.. يجب أن ننير لهن طريق الهداية.

سارة: يجب علينا أن نعد مجلة الحائط في المسجد ونضمنها كل مفيد وجذاب.

نجوى: ويجب أن نحثهن على قراءتها.

سلوى: ويجب كذلك أن نجهز مكتبة المسجد بالعديد من الكتب الإسلامية الثقافية والأدبية النافعة المفيدة..

سارة: أنا جاهزة لهذا العمل.. ووالدتي امرأة طيبة لا تبخل في عمل الخير..

سلوى: سننتهز بعض المناسبات من أجل توزيع الكتب المفيدة على الطالبات..

نجوى: عندي اقتراح من أجل أن تعم الفائدة..

سلوى: تفضلي يا أختاه..

نجوى: سنحاول شراء كتب متنوعة ونطلب من الفتيات تداولها فيما بينهن لتعم الفائدة بين جميع الطالبات.

سلوى: فكرة صائبة يا أختاه.. وسنضعها في مكتبة صغيرة في المسجد لتجذب الطالبات إلى المسجد أيضاً..

سارة: سأقوم أنا بشراء مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكتب الإسلامية المفيدة.. لنوزعها على الطالبات لتعم الفائدة.

سلوى: سأطلب من أخي طباعة لائحة بأسماء أهم الكتب المفيدة للفتيات.. فهو أعرف بمثل هذه الكتب.

سارة: حسن.. سأنتظر منك هذه اللائحة لأقوم بشرائها إن شاء الله تعالى.

سلوى: شكراً لك يا أختاه.. لقد كنت أتمنى أن يكون معي فضلة من المال لأساهم معكن في عمل الخير..

سارة: أرجو أن تتركي هذا العمل لي.. هل تريدين أن تستحوذي على الخير كله؟!

نجوى: "بهلجة بلدية محببة" وتكوشي على كل الحسنات..

تضحك سارة وسلوى ونجوى ويخرجن من المسجد فقد كان وقت المحاضرة الثانية..

وسوم: العدد 774