الحمامة واليمامة (3)

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز

رجعت اليمامة في اليوم الثاني إلى الحمامة لعلها تستطيع أن تنهي الخصام وتجمع بين الشملين، فهدلت بصوت ذي حنان مخاطبة صديقتها الحمامة:

اسمعي هذه القصة يا صديقتي، لعلها تنتهي بنا إلى الوفاق والانسجام ومن ثم إلى التحالف ضد أعدائنا:

لي ابنة عم تشتاق إلى أبويها كثيرا، ولهذا سموها ذات التوق.

ورأت إحدى صديقاتها نموا لريش أحمر على رقبتها فأصبحت تناديها بذات الطوق، ثم وبعد فترة وجيزة وعندما اكتمل طوق ابنة عمي على رقبتها أمرت صديقتُها السربَ أن ينبذ الاسم القديم ويلتزم بالاسم الجديد والذي يغيظ الطيور الجوارح بطائه العربية.

ثم وبعد عقد من الزمن أمست بعض الحمامات الناشطات تهاجم من هدلت بالاسم القديم، أي ذات التوق؛ وتتهمها بالجبن والخيانة ضد السرب.

وحصلت مشاحنات كان السرب في غنى عنها تماما، حتى هتفت ذات صباح ابنة عمي بالحمام قائلة: 

أصدقائي وصديقاتي، لا فرق بين اسمي القديم واسمي الجديد، كلاهما اسم عربي كما تقول القواميس، فمن أراد أن يناديني بذات التوق، فإني ما زلت أشتاق إلى أمي وأبي وإليكم جميعا إذا ما فارقتكم يوما أو ساعة.

ومن أحب أن يناديني بذات الطوق، فهذا طوقي الأحمر يشهد له على صحة تسميته.

فلماذا هذا الجدل الذي لا طائل فيه ولا غناء، سوى إنه يجلب لنا التفرقة التي تفرح أعداءنا الطيور الجارحة؟!

وعندما أتت اليمامة إلى نهاية قصتها، قرت الحمامة بصوت متقطع استهزاء، وطارت مبتعدة وكأنها تتعمد مغايظة اليمامة.

وسوم: العدد 784