مدرسة بابا طاهر (3)

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز

أخرج من البيت عند السابعة والنصف صباحا من حي بستان، وأصل إلى المدرسة والتي تقع على بعد أقل من مئة متر من مخفر الشرطة عند الثامنة إلا ربعا.

اليوم وجدت الزملاء يتكلمون حول طالب اسمه رعد، يقولون أن لا جدوى من حضور هذا الطالب وهو لا يمتلك أية موهبة للتعلم!

لكنه اليوم وعندما طلب منه زميله: اعطني باكونه!

رد عليه موجها: ألم يقل الأستاذ إنها محاية؟!

ليس هذا فحسب، بل أصبح رعد في حصتي مصححا لغويا للطلاب. وكنت قد نبهتهم أن لا يخلطوا في كلامهم من كل لغة مفردة.

فالطالب رعد والذي لا تفارق وجهه البسمة لحظة، ذو موهبة في اللغة العربية.

ولكن لا شك أن لدى هذا الطالب مشاكل شخصية أو عائلية على الجهات المختصة أن تعالجها، خاصة وإن أخاه الأكبر قد انتحر قبل شهر بسبب البطالة والإدمان، وربما هناك أسباب أخرى لم يخبرنا بها رعد.

أما ضياء والذي يجلس جنب رعد، يكاد أن لا يعرف من اللغة الفارسية جملة واحدة.

فإن بلّغهم المساعد عن أمر، طلب ضياء من جاره رعد أن يترجم له ما قيل؛ فيلتفت رعد إليه ويقول: 

تسألني وكأنني أعجمي!

فيضطر ضياء أن يلجأ إلى زميله عبدالكريم والذي يجلس أمامه.

ذات مرة دخل المساعد فأخبرهم:

هر كس ميخواهد به استخر برود، با خود حوله بياورد.

رفع أحدهم يده يسأل: آقا حوله چیه؟! ... ولك أن تتصور مدى ضرورة التدريس بلغة الأم.

وسوم: العدد 786