إذا ساء فعل المرء

كانت امرأة خمسينية محتشمة، جلست على كرسيّ المراجعين، وقالت على استحياء:

-       أنا أمّ زميلك وضّاح.. جئت لأشكوهُ إليك.. وأطلب منك أن تنصحه.

استعذتُ بالله من الشيطان الرجيم ثم تساءلتُ:

-       خير إن شاء الله؟

ابتسمت في وقار وقالت:

-       بلغت به الوقاحة أن يشكّك في زوجته الطاهرة، وهي بنت أخي، صائمة، مصلّية، ويغلب عليها الحياء.

لاحَظَتْ هالةَ الحزن على وجهي وفي عينيّ، فتابعت كلامها في حزن وارتباك:

-       أرجوك ساعدني..

فقلت:

-       صدق الشاعر عندما قال:

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءت ظنونه *** وصدّق ما يعتادهُ من توهُّم..

-       لم أفهم!

-       الذي يرتكب المعاصي والسيئات والفواحش، يشك حتى في زوجته وأمه، والعياذ بالله..

نهضت وانصرفت وهي تردد:

-       أعوذ بالله، أعوذ بالله من غضب الله..

وأنا أردد:

-       ومن البلية عذلُ من لا يرعوي *** عن غيّهِ، وخطاب من لا يفهمُ..

وسوم: العدد 788