المفاجأة

أقصوصة

د. عامر البوسلامة

[email protected]

رجل جاد جداً، صارم المحيا، بعيون جامدة، لكنها وديعة، كأنها ظبي نام وسط غابة خضراء، طويل القامة، من غير شرود، ولا تباعد، حاضر الحس، يذكرك بالحذر الذي ينام بعين واحدة.

منضبط بمواعيده، شعاره في الحياة ( المنضبطون في موعيدهم، هم صناع المجد) وأكبر جريمة عنده، التأخر عن الموعد، يجهز نفسه لموعده مبكراً، إذا اقترب عقرب الساعة من موعده المحدد، ينتفض كأن عقرباً ضخمة لسعته، لا يهدأ حتى يكون جاهزاً، من كل الجوانب، وربما يذهل عن أناقته، فلا يلبس ( الكرفتا) أو لا يضع العطر المناسب.

يتمتع بذاكرة حديدية، تؤدي دور ( أجندة) حاضرة أمامه، على مكتب حياته المتشابكة، وجدول أعماله المثقل، وتقاطعاته المتداخلة، وهذا زاد الطين بلة، ورسم حالة بؤس على مسيرته اليومية، التي تغص بشوك التناقضات، وتعج بالمترادفات غير المتناغمة، والصراعات الصامتة.

من مكدرات الحياة بالنسبة له، أن صاحبه ( سمير ) الذي يحبه كثيراً!! لا يعرف الالتزام، مشتت، مضطرب، حياته تحكي قصة ساقية، فيها عطاء، لكنها خاملة، بفعل عوامل التغذية من المصدر، وبعض الأتربة التي أخذت جزءاً من قاعها، لكنه منتج.

وفي يوم من الأيام، جهز نفسه للقاء سمير.

يدق جرس الهاتف : أهلاً سمير، كيف حالك ؟

-         حياك الله .

-         هل غيرت رأيك في الحضور للمنتدى؟

-         كلا، أنا في انتظارك، على باب البيت.

-         أي باب؟

-         باب بيتك.

-         - وقد أخذته الدهشة، وحيرته المفاجأة – معقول !؟

-         يا سيدي، العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم.