بين الحقيقة والخيال

يُحكى أنّ ديكاً كان يُؤذّنُ للفجر كلّ يوم، فقال له صاحبه: أيها الدّيك لا تُؤذن وإلا ذبحتُك!

قال مولانا الدّيكُ في نفسه: الضروراتُ تبيح المحظورات، ومن السياسة الشّرعيّة أن أتنازل قليلاً حتى أحافظ على نفسي، وعلى كلّ حال هناك ديوك غيري سوف ترفعُ الأذان!

وبعد أسبوع جاء صاحبُ الدّيك وقال له: لا يكفي أن لا تُؤذن، إن لم «تُقاقي» كالدجاج، ذبحتُك!

فعاد الدّيكُ وقال في نفسه: الضرورات تبيحُ المحظورات، ومن السياسة الشرعيّة أن أنحني قليلاً حتى تمرّ العاصفة، ولا بأس ببعض «المقاقاة»!

وبالفعل بدأ مولانا الدّيكُ «يُقاقي»!

وبعد أسبوع جاء صاحبُ الدّيك وقال له: الآن إما أن تبيض كالدجاج أو ذبحتُك!

عندها بكى الدّيكُ وقال: يا ليتني متُّ وأنا أُؤذّنُ ولا عشتُ وأنا أحاولُ أن أبيض!

يحكى أن ديكا كان يخطب في الناس بأفكار الإسلام، فيدعو إلى تحكيم شرع الله وإلى الوحدة والجهاد في كل درس، فقال له الحاكم بأمر الشيطان: أيها الديك لا تدعو إلى هذه الأفكار وإلا لأذبحنك، أو لأصلبنك في جذوع النخل!

قال مولانا الديك في نفسه: الضرورات تبيح المحضورات ، ومن السياسة الشرعية أن أتنازل قليلا حتى أحافظ على نفسي، لكي أبقى أخطب في الناس بأحكام الإسلام الأخرى، وعلى كل حال هنالك ديوك غيري سوف تدعوا الى هذه الأفكار!

وبعد أسبوع جاء الحاكم بأمر الشيطان وقال له: لا يكفي أن لا تدعو لتحكيم شرع الله والجهاد في سبيله، إن لم تدعو إلى الدولة المدنية، وتتوقف عن الدعاء على اليهود، وتمنع الدعاة من الخطبة على منبر رسول الله، لأذبحنك أو لأصلبنك في جذوع النخل!

فعاد الديك وقال: إن طاعة ولي الخمر لواجب شرعي، فلا بأس للدعوة إلى سماحة الإسلام وإظهار وسطيته السمحاء!

وبعد أسبوع جاء الحاكم بأمر الشيطان وقال له: إما أن تجعل للشيطان فرجة بين المصلين أو لأغلقن بيوت الرحمن!

فدعى الديك إلى جعل فرجة للشيطان بين المصلين، ونشر الرعب بين المصلين قائلا: إن أولئك المتراصين في الصلاة هم دعاة لإغلاق بيوت الله!

وبعد أسبوع جاء الحاكم بأمر الشيطان لإغلاق بيوت الله!

عندها بكى الديك وقال: يا ليتني كنت كسحرة فرعون وقلت: فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

ومت وأنا ثابت أدعو لتحكيم شرع الله!

 قوله تعالى: إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.