رغبة متأخرة

كنتُ أخال أن العقاد وتوفيق الحكيم وشوبنهاور هم سبب عزوف صديقي وناس عن الزواج!

صديقي يطالع الكتب كثيرا، وقد جعل من العقاد كاتبه المفضل، والعقاد عُرف عنه كرهه للمرأة! وها هو يقترب من الستين من عمره، ولم يتزوج، رغم أنه موظف منذ مدة طويلة جدا، ومسكنهم فسيح متعدد الغرف!

يديم النظر في كتب الفلسفة، ويلتهم كتب الجيب الأدبية التهاما... وكانت له بعض المغامرات العاطفية العابرة بين الحين والأخر، فجعل ذلك الناس من جيران أو أقارب يستغربون؛ كيف يحب النسوة ويشتهيهن ولا يرغب في الزواج؟..

في الأسبوع الماضي قال لي كلاما هزّني ..

كنا في المقهى، لم نثرثر حول الأدب، وإنما قال متأثرا:

ـــ لقد أكشفتُ خطأي، بل غبائي، لأني لم أتزوج... بعد وفاة أمي لم أجد أحدا يهتم بي غيرها، تسأل عني ، وتهتم إن تعشيتُ أم لا ...وهل ملابسي نظيفة أم لا ... ولا تنام حتى أدخل الى بيت رغم أنها عجوز ، وفي أحيان كثيرة أتأخر...أما الآخرون فلا يبالون ، لكل واحد حياته الخاصة ، حتى أختي....

ثم صمت طويلا.... لم أقل شيئا!...

ربما هو يرغب في الزواج ، لكن ربما يراها رغبة متأخرة!

وسوم: العدد 1077