حكاية نسمة الشامية

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

أنا لم أعرف في عمري...       حكم   الإنسان  ... لا عدم الإنسان

من عمر أبي أو أكثر ..... لم أعرف  في بلدي .... إلا هذا الحيوان

في البيت يقال لنا :  أسد     أ سد ... وله في كل  زاوية   ذنب

في الشارع ينبح كلب مسعور : أسد.. أسد   ويهز   له  ا لذ نبا

لم أفهم .. لم كان أبي ... يخوفني ويقول :إحذر يا ولدي هذي الأذناب

لم أفهم  .. لم كان الناس يمشون في الطرقات  ... كالأخشاب

حتى في المدرسة ...وفي كل فصول التعليم .. لم نسمع توجيها نبويا ..

لم نتل آية قرآن .. لم نهتف يوما بعفوية .. يحيا فليحيا الإنسان

لم يسرد علينا معلمنا  أبدا .. أبدا   إلا سيرة هذا الحيوان

لكن .. وفي ذات صباح ... وفي طلة شمس ربيعية

كنت أحيي بكل سرور .. تلك الوردة الشامية

فاجأني ... استولى علي ... صوت حلو .. ملأ قلبي ... صوت حلو .. ملأ عقلي  

وأصم حتى أذني .. يهتف نشوانا للحرية .. يتادي بكل إباء : يا حرية ... يا حرية

ووجدت روحي تنساب ... شعاعا  حرا  ذهبيا  تنادي بقوة إيمان ... والورد يرقص حوالي

أنا فداء للحرية... أنا فداء للحرية ... انا فداء للحرية