متى اللقاء

سمر حامد العامودي

سمر حامد العامودي

حمل إليها بعض المسافرين من معارفها رسالةً من أهلها والأحبّة في فلسطين، ضَمتها إلى صَدرها وأخذت تسألُهم بحرارة عن أخبارهم، فلم يجيبوها، وأشاروا للرسالة. فسارعتْ بدورها إلى قراءتها  بشوق وحب ودموع الفرح انهمرت بغزارة، فنظرتْ إلى السماء شاكرة ربّ العالمين، فالآن ستنعُم بمعرفة شيئا عن أحبتها، فلطالما انتظرتْ أخبارهم بلهفة وشوق بالغيْن.

وبعد أن قرأتْ الرسالة تناولتْ قلمها، وسرعان ما جرى على الورق بخفة ومهارة معبّراً عن مشاعرها الحبيسة داخل قلبها منذ مدة طويلة وكتبتْ:

عادت رُسلي من الطيور بعد الغياب والهجر

بكتْ عيني لفرحي بهم وعلا صوتي بم جئتم وما الخبر؟

وسألتُهم عن أحبتي أين هم مني وقد مضى دهر بعد دهر

طيرٌ بكى وصمت طيرٌ ورحل الأخر

لكنّ صوتي علا وما زال يعلو علو القمر

ما الخبر يا طيرُ ما الخبر؟

قطر قلبي دما لفراقهم تشقق الصخُر والحجر

رفع طيرٌ رأسه قائلاً: سلامٌ من الأحبة ! سلامٌ من الأرض والشجر

قلتُ أسلامٌ بعد سلام يا طيُر أنتظر؟؟

أريد خبراً عنهمُ عن حالهم عن الصحّة والعمر

فعيني ما زالت باكيه وقلبي ما زال يقطُر!

نكّس الطير رأسه ونزلتْ عبراتٌ كالدُرر

قال: أهكذا يفعل المُحِّب أم أنك فقدت الصبر؟؟

فإن قضى الله البعدُ بينكمُ والهجر

فالبعد بالقلوب ليس بالمسافات والسفر

وهذا حكم الله فآمني بالقضاء والقدر

عجبتُ للطير الحكيم وأبديتُ له الشكر

ونظرتُ للسماء داعيةً ربي أنْ يلهمني الصبر

وإنني سألقاكم إن شاء الله وقدّر لي عمر.