إسلام عبد الله بن سلام أحد أحبار اليهود

إسلام عبد الله بن سلام

أحد أحبار اليهود

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

لما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم  إلى المدينة كان عبد الله بن سلام يقطف بعض ثمار نخيله، فلما سمع بقدومه انطلق إلى دار أبي أيوب الأنصاري رضي الله فسلم عليه وأعلن إسلامه، وقال: يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبد الله ورسوله، وأنك جئت بحق وقد علمَتْ يهودُ أني سيِّدُهم وابن سيدِهم، وأعلَمُهم، وابن أعلمِهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ ونعتوني بأقبح النعوت.

فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهود فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا معشر اليهود، ويلَكُم اتقوا الله، فوالذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقاً، إني جئتكم بحق، فأسلموا)).

قالوا: ما نعلم أنك رسول الله.

كررها عليهم ثلاثَ مرات، فكان ردّهم هو هو، لا يعلمون أنه رسول الله!.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فما مكانة عبد الله بن سلام فيكم؟)).

قالوا: سيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، وأعلمُنا وابن أعلمِنا.

قال: ((أفرأيتم إن أسلم ما أنتم قائلون؟)).

قالوا: حاشا لله، ما كان ليسلم.

قال: ((أفرأيتم إن إسلم؟)).

قالوا: حاشا لله ما كان له أن يسلم.

قال للمرة الثالثة: ((أفرأيتم إن أسلم؟)).

قالوا للمرة الثالثة: حاشا لله، ما كان له أن يسلم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا ابن سلام، اخرج عليهم)).

فخرج عبد الله بن سلام فقال: يا معشر يهود اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله ،وأنه جاء بحق.

قالوا له مصرين على كذبهم، كذبت، أنت أجهلُنا وابن أجهلِنا، كذّاب.

فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنهم مفترون، كاذبون، وأن الإيمان لن تُخالط بشاشتُه القلوبَ المظلمة التي يحملونها في صدور قاسية.

فقال لهم: ((اخرجوا)) فخرجوا ملعونين مطرودين من رحمة الله.

البخاري مجلد 2 جزء 4 ص160