الشرطة في خدمة الشعب 2

الشرطة في خدمة الشعب

القسم الثاني

أبو الشمقمق

ذهب الملازم . تقدم أحد الشرطة الثلاثة وتسلم النقود وأنا صاغر..!!

 ثم أخذ يصفر بفمه تعبيراً عن نشوته وانتصاره ولاينظر إليّ استهتاراً بي . سلمني إيصال

 المخالفة وترك معه الأرومة .. وقبل أن يمتطي دراجته النارية مع رفاقه وينطلق قلت له :

-  حسناً . لقد انتصرتم عليّ ...هل أسألك سؤالاً قبل ذهابكم .؟

-  نحن لم نتصر عليك ...القانون هوالذي انتصر ..تفضل ، اسأل ..!

-  إذا ذهبت الآن وتقدمت بشكوى إلى رئيسكم ، أو رفعت عليكم دعوى قضائية في القصر العدلي ، ماذا أنتم فاعلون ...؟

 ضحك الشرطة الثلاثة دفعة واحدة . وقال أحدهم :

-  هل تتكلم جاداً ..؟ أنا أراك رجلاً متقدماً في السن ولابد أن لديك خبرة أكثر من ذلك . ولا تعلم في أي بلد نعيش ...!

-  أعلم .. لكن مايقهرني أنكم استوليتم على تقاعدي كله .

 قال أحدهم هازئاً :

-  لاتكبّر الموضوع ...! الشهر القادم قريب وستحصل على تقاعدك كاملاً...ّ!

 بعد أن قهقه الثلاثة معاً ، قال كبيرهم :

-  يبدو أننا نضيع وقتنا معك ، كان من الممكن أن نحصّل أربع مخالفات إضافية في هذا الشارع ..! أصلحك الله ...!! عطلت عملنا ...يجب ان تعلم أنه لايطالنا نحن الثلاثة مما نجمعه في اليوم أكثر من عشرة إلى عشرين بالمئة ..!

-  إذن .. لمن تجمعون ..؟

-  سلامة معرفتك .. للذي تريد أن تشكونا إليه ..!

-  كانت دهشتي كبيرة ليس لاعتراف الشرطة بصاحب الغلة ، لكن لاعلانهم الصريح عنه دون خوف ..لقد تجاوزا مرحلة التحوط والحرص والخشية منذ زمن بعيد .. فقلت :

 - سوف ارفع دعوى قضائية عليكم .

 - رح بلط البحر ...!!

 قلت دون وعي ولاتفكير وقد بلغ مني اليأس مبلغه :

- سأشكوكم إلى الشرطة ....!