أمنيتي حقيبة

وجده يبكي بكاءاً شديداً، كان يجلس بجوار شجرة يابسة الأْوراق , عمره لا يتعدى الست سنوات , وكانت الشمس تسلط أشعتها بقوة على وجهه فيزداد بكائه من شدة الحرارة , أقترب منه محمد بخطوات مسرعة متعجباً و سأله ماذا يبكيك يا صديقي ، كان محمد لا يعرف الطفل الذي يبكي و لكنه أراد أن يساعده وجلس محمد بجواره و قال له بصوت هادئ و رقيق لماذا تبكي ؟ فقد أساعدك و أخرج محمد من جيبه منديلاً ورقيا ً و أخذ يمسح دموع الطفل فشعر الطفل بالراحة مع محمد وقال له أنا مازن وأبي قد تُوفي و أمي هي التي تعمل حتى نستطيع أن نعيش و لكنني أريد أن أذهب لأتعلم و ليس معي حقيبة لأضع فيها كتبي ، فضحك محمد و قال أهذا ما يبكيك ؟ فقال نعم وقد طلبت من أمي أن تشتري لي حقيبة للمدرسة فقالت ليس معي أموال و دار نقاش طويل بين محمد الذي كان في المرحلة الثانوية وصديقه الجديد مازن وفرح مازن بمحمد ومسح دموعه وشعر بالأمان وقرر محمد في لحظات أن يساعد مازن وطلب منه أن ينتظره في هذا المكان، ذهب محمد مسرعاً إلى منزله وكان قريباً من المكان  وأخرج كل أمواله التي أدخرها من مصروفه من درج مكتبه وقرر أن يشترى حقيبة لمازن واستأذن محمد والده في هذا الأمر وذهب مسرعاً واشترى حقيبة رائعة  ووضعها في كيس أنيق وذهب بها إلى مازن وقدمها له ففرح مازن فرحاً كبيراً وقال له محمد الأهم أن تذاكر دروسك فرد مازن عليه أشكرك جدا وسأذاكر بجد وتفوق حتى استطيع أن أردّ إليك ثمن الحقيبة في يوم من الأيام ابتسم له محمد وقال له وفقك الله (عز وجل ) وكل ما أطلبه أن تساعد في المستقبل كل محتاج تقابله في حياتك فرد مازن بالتأكيد سأفعل ذلك كما ساعدتني. 

وسوم: العدد 704