التخلف

أيقظتها أمها من النوم قائلة ، اليوم ستنقلون السماد الى الأرض جنوبي القرية ، استيقظت الفتاة من نومها وهي تعرك عينيها وتثا ْبت قائلة : عند الفجر استيقظت وأطعمت البقرات ، وسقيتهم الماء ، لما لم توقظي أخي .

قالت الأم : انه تعب فلح الأرض شرقي القرية ، وهو بحاجة الى الراحة .

أذعنت الفتاة غير راضية ، أخرجت الحمار من الاصطبل ، وهيأته لحمل السماد ، وخرجت الى مكان جمع القمامة ( المزبلة ) ، حمل الحمار حمله ، وضربته بالعصى موجهة الى الطريق .

للوصول الى أرضهم لابد من السير في طريق فاصل بين قطعتي أرض مملوكتين لآخرين ، وهذا طريق معترف به ، يسلكه الجميع .

يبدو أن الفتاة المتعبة أرادت اختصار الطريق ، فداست وحمارها أرضا مجاورة للوصول الى أرضها . صدف قدوم صاحب الأرض ورأى الفتاة والحمار يسيران في أرضه ، فصاح وسب وشتم ولعن وأبدى وهدد الفتاة بالضرب .

وصلت الفتاة أرضها ، ورمت حملها وعادت الى المنزل تقص قصة جارهم صاحب الأرض المجاورة ، وكيف سبها وشتمها وشتم أهلها ، وزادت في تعبئة النفوس بقولها أنه أقدم على ضربها .

اغتاظ شقيقها وانتفخت أوداجه وأسرع بعصاه يريد تأديب جاره في الدار القريبة من دارهم ، وما أن وصل قرب الدار حتى بدأ بالصراخ والسب والشتم ، والوعيد والتهديد . 

خرج الجار وهو يسب ويشتم ويهدد وبيده بندقية ، وفي لحظة جنون وعصبية أطلق عدة طلقات عسى أن يرتد خصمه الا أن الخصم لم يرتد وتابع في الاقدام والسب ، فأطلق ، ثانية وكانت القاضية .

أصيب الفتى بطلق ناري ناحية القلب ، نزف فارق الحياة . 

اجتمع سكان القرية من الطرفين ، كل ينتصر لفريقه وبدأت مرحلة جديدة ، في حيات القرية ، يسودها الخصام وحب الانتقام ، والانتقام ليس ممن قتل فهو في السجن يلاقي جزاء فعلته ، الانتقام من كل قريب .

وهكذا أضحت القرية ساحة صراع ، لاسلام ولا كلام ، لاتعامل ولا بيع ولا شراء ، كل ينتظر الآخر للآنتقام .

وهذه حالنا في بلدنا سورية الحبيبة ، فرضت قوانين جائرة ، بالقوة ، استشرى الفساد ، عمت الفوضى ، وضع الحجر في غير مكانه ، استشرت المحسوبية ، هذا من جماعة الرئيس ، وذاك محسوب على رئيس فرع الأمن ، هذا ممنوع من التوظيف رغم الكفاءة لأنه ذو ميول اسلامية ، 

قام المصلحون والوجهاء الحكماء بتوجيه النصح ، لكن وجهت البلد بالحديد والنار ، أشعلوها ، ولم يعد بأيديهم اطفاؤها . 

ماهو الحل والى متى ونحن مشردون . كف-------------------------------------------ى .

وسوم: العدد 706