الاجتماع.. في بيت الطفولة!

أمس...

رأيت أني اجتمعت بكم، يا أبنائي وبناتي وأحفادي والأسباط، ويا إخوتي وأخواتي، الذين تفرّقوا في الأمصار.

رأيت، فيما يرى النائم، أننا في حلب، في بيت أبي وجدّي، الكائن في "زقاق الزهراي".

من عجبٍ أني لم أر البيت مقصوفًا ولا مهدوما. وكانت النافورة تُؤدّي ألحانها، والبِركة تطفح بالماء، وعلى حوافيها أصصُ الزريعة بأزهارها كما تركتها جدّتي.

وكانت الياسمينة معرَّشة على باب الغرفة التي فيها وُلدت، والعسليّة (العراتليّة) تملأ الحوض الكبير، والعبير يملأ الأرجاء..

وكان الصغار يلعبون في أرض الحوش، والكبار في الليوان يسمرون.

سألت نفسي: كيف كنت أظنّ أنّ بيت الطفولة قُصف، وأنّ الأهل تفرّقوا!

لما استيقظت وجدتني في سريري، في بيتي الدمشقي، معرّضًا لكلّ سوء... فتمنّيت لو أني لم أُفِقْ من هذا الحلم الجميل!

وسوم: العدد 721