مقتل بائع الورد الصغير

كانت أسرة "أحمد جاويش" تسكن منطقة "الجزماتي" شرقي حلب، نزحت في الأحداث إلى قريب من "باب الفرج"، ولكن الطفل كان يفضّل أن تكون مدرسته في منطقة "الموجامبو"، يحتضنه الجدان، ويخرج في غير أوقات المدرسة يبيع الورد، أو البالونات، او العلكة، يُعين بذلك أهله.

أمس، الأحد سويعة الإفطار، كان يتناول، على رصيف "مطعم فراريح" على كتف ملعب "الاتحاد"، وجبة صدقة من صاحب هذا المطعم. رأى رجلا يشتري الفروج، فتوسّم فيه شاريا للورد الذي بين يديه. تقدّم منه يعرض. قال الشهود إنه لم يُظهر إلحاحًا، ولكنّ الرجل صرخ به أن "ينقلع من قدّامه". استغرب أحمد هذه اللهجة، قال بأدب: "أنا ماشي، بس لا تغلط معي!"، واستدار. أخرج الرجل مسدسه. صديق للطفل هتف به: "أحمد انتبه!"، ولكنّ الرصاصة كانت قد اخترقت الرأس ونفذت من الجبين. والقاتل استقلّ سيارته المغيَّبة فيها "النمرة"، ومضى. قالوا إنّ الكاميرا في المطعم رصدت وصوّرت!

في اللقاء التلفزيوني الذي أُجري مع الأمّ، اليوم، تصدقون أنها عبّرت عن استنكارها أن يكون سلاح في أيدي الداخلين إلى المطاعم، والحدائق العامة، وملاعب الأطفال!

أحمد أضاف نقطة في بحر دماء السوريين.

وأمه... لمّا تحدّثت عن ألمها، لم تنسَ الوطن... حيّوها معي.

وسوم: العدد 724