إلى متى؟

إلى متى ستقتحمين غفوتي في كل ليلة؟ إلى متى سأبقى خائفا من أن تغفو عيني كي لا أرى شريط ذكرياتنا؟ إلى متى سأظل أستيقظ على أنغام صوتك وأنت تنادين بإسمي؟ إلى متى ؟

كَرهت نفسي، كرهت سريري، كرهت وسادتي، كرهت كل ما حولي، كرهت قلبي الذي حتى الآن لا زال ينتظر منك رسالة لن تَصل إلاّ في منامٍ بائس، منام ساذج، منام سيفجر كل ما فيّ من مشاعر؛ لأخطو خطوة على أرض الواقع أمام نافذة غرفتك وأطلب منك العفو؛ لأبوح لكِ بكل ما يصيبني في كل منام أراكِ فيه وألامِسُ فيه يدكِ التي قطعت عليها وعدا بأن لا تلامس يدا غير يدي؛ لأخبرك عن عمق الجرح الذي لم يشفَ، عن حجم الفراغ الذي تركتيه داخلي؛ لأخضع أمام جبروت جمالك، وقساوة قلبك المتحجر الذي لم يهجرني حتى داخل غرفتي، على سريري وفي منامي، لأطالب بالعدل لهذا القلب الذي يحتضر في كل ليلة، وفي كل لحظة تكونين فيها بعيدة عن نبضاته، لكن ما فائدة المطالبة بالعدل إن كان أحدهم قد اقتحم حياتكِ وخضعتِ له ؟

ما فائدة الكلام الآن أصلا؟

ما فائدة كل ما يشعر به قلبي الهَش لطالما تغير اتجاه بوصلتكِ منّي إلى متمردٍ لم ولن يضحي لكِ بما ضحيته؟

ما من فائدة الآن سوى أن أخضع للغفوة نفسها مجددا؛ لأعيش فيها ما عجزت عن عيشه في الواقع، وأحقق وعودنا في عالم الخيال على أمل أن يأتي ذاك اليوم وأعيشه على أرض الواقع لا الوهم.

أمّا الآن؛ فأنا هنا وأنتِ هناك، والفرق بيننا بعد السماء عن الأرض؛ فرق الغريب والحبيب؛ فرق الربيع والخريف؛ فرق الشروق والغروب ؛ بيني وبينك فَرق حياة بأكملها لن أعيشها إلّا بِقربكِ .. إلّا بِقُربكِ.

وسوم: العدد 733