أوبئة العصور كلها ، أقلّ بشاعة وقسوة ، على شعب ما ، من حاكمه المستبدّ

لابدّ من التذكير، مرّة أخرى ، بأن القراءة أخذ ، والكتابة عطاء . وإذا كان لا يَعجزأحد عن الأخذ ، فكذلك لا يَعجز أحد عن العطاء ! وكل بقدر مايطيق ، ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعَها . وفي مجال الكتابة خاصّة ، كلما أكثرَ المرء من الأخذ ، ازدادت قدرته على العطاء . بَيدَ أنه لا يَعجز أحد ، بداية ، عن كتابة الكلمة الطيّبة المشجّعة، حول موضوع أعجبَه ، مِن مثل ( جزاك الله خيراً ـ وفق الله الكاتب ـ أحسن الله إلى مَن كتبَ الموضوع ، ومن نقله إلى المنتدى ـ أعان الله أمّة الإسلام على مستعمريها الأجانب والأقارب ـ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا ـ ..).

أمّا مَن كان يخشى أجهزة الرعب في بلاده ، حتى عندما يكتب كلمات في هذا المنتدى ، فليستحضر قولَ نبيّه الكريم : إذا هابت أمتي أن تقول للظالم : ياظالم .. فقد تـُودِّع منها !

أعان الله أمتنا على أوبئة العصور، المتجسّدة ، كلها ، في بؤرة واحدة ، اسمها الاستبداد ..! فلو جمِعتْ أوبئة : الكوليرا ، والجدري ، والسرطان ، والأيدز، والملاريا ، والتهاب السحايا ، والتهاب الكبد الفيروسي ، والطاعون ، والشلل ، والسلّ ، والتيفوئيد .. وكل وباء عرفته البشرية في تاريخها ، لما فعلتْ بالأمّة ما يفعله الاستبداد ، من سَحق ، ومَحق ، ومَسخ ، وتشويه ، وتحطيم ، وإهانة ، وإذلال .. بل مايفعله طاغية مستبدّ واحد ..!

وليس ثمّة منقذ لعباد الله ، من جبابرة الأرض ، إلاّ جبّار السماء ! فهل يَعجز الضعفاء ، عن ساعة دعاء في السحر ، يتضرّعون فيها ، إلى ربّهم ، العزيز الجبّار، لينقذهم ، ممّا هم فيه ، من البلاء !؟

أين أنتم من هذه الساعة المباركة.. يرحمكم الله !؟

وإذا كان ما يعانيه المسلمون مِن طغاتِهم ، هو من أشدّ أنواع العذاب ! أفلا يتذكرون قول ربّهم عزّ وجلّ : (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبَهم وهم يستغفرون) !؟

ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وكفـّر عنـّا سيّئاتنا وتوفـّنا معَ الأبرار

وسوم: العدد 761