قرن الشيطان الفارسي

د. حامد بن أحمد الرفاعي

قرن الشيطان الفارسي

د. حامد بن أحمد الرفاعي

قال ضيفي الكريم:يسعدني أن أزوركم اليوم بعد انطلاق عاصفة الحزم..حيث انتعشت الآمال وتجددت الثقة بولاة أمرنا سلمهم الله..قلت:أوافقك بما عبرت عنه ولكن ما علاقة زيارتك لي بهذا الأمر..؟قال:أتيت لأعبر لكم عن خالص اعتزازي بسبق نظرتكم السياسية الثاقبة..وقد حدثتنا قبل ما يزيدعن خمسة سنوات في أحدية الأخ الدكتور أنور عشقي عن مخاطر المشروع الإمبراطوري الفارسي القادم..وحذرت من الممارسات الإيرانية في العراق وسورية ولبنان والبحرين واليمن..التي تحضر وتؤسس بها لتحقيق مشروعها الفارسي التوسعي..متخذة من العمامة الشيعية خدعة ماكرة لخدمة مشروعها القومي اللاديني..وقد أنكر بعض الحضور طرحك ومنهم السفير الإيراني في منظمة التعاون الإسلامي بجدة..فأجبتهم:أقول لكم ولعل الأيام تريكم دقة ما أقول:أن الشيعة هم الضحية الكبرى للمشروع الفارسي..مثلما هم اليهود الضحية للمشروع الصهيوني وسترون..!وهاهم اليوم الخاصة والعامة يعتقدون أن نمو وتضخم أنياب المشروع الفارسي هي المبرر لاتخاذ قرار انطلاق عاصفة الحزم..قلت:حقاً إنه قرار تاريخي حازم شجاع لوقف ووأد المشروع الفارسي المدمر..وأخبركم أنني كتبت بعد تلك المحاضرة التي أشرت إليها عدة مقالات أنبه وأحذر من المطامع الفارسية..ومنها مقالة مختصرة تحت عنوان(التحالف الصهيوني-الفارسي)جاء فيها:الإمبراطوريتان الفارسيِّةُ والرومانيِّةُ هُما قُطبا العالمِ القديمِ..والحربُ الرومانيِّةُ-الفارسيِّةُ التي أشعلتها المحّرقةُ الأكبرُ..التي اقترفَها الحِقدُ اليَهوديُّ الصهيوني بتدبير وتشجيع من المكر الفارسي بِحقِّ نَصارى منطقةِ نَجران-لا لذنبٍ إلا أن يقولوا ربُّنا الله- لم تتوقفْ إلا بَعدَ ظُهورِ الإسلامِ..حيث جاء بثقافةِ أنّسنةِ القيمِ والوئامِ بين الأممِ..وأعاد تشكيلَ النظامِ العالميِّ على أساسِ من إجلالِ الإخوةِ الإنسانيةِ وتَقديس ِكرامةِ الإنسانِ وحريتهِ وإقامةِ العدلِ والتعايشِ الآمنِ بينَ المجتمعاتِ..واليومَ يَذرّ قرنُ الشيطانِ الفارسيِّ من جديد لإفساد ما أصلَحَهُ الإسلامُ..وإعادتِها جَذعَة تَتحارِب المجتمعاتُ وتتطاحنُ وتُفتحُ الأخاديدُ من جديدٍ..يُحرّقُ الإنسانُ وتُقطّعُ الأجسادُ ويُدفنُ الناسُ أحياء بِلا رحمةٍ ولا شفقةٍ..أجل إنَّ المتأمِلَ بما يَجري بالمشهدِ العالميِّ الراهنِ..يَلمحُ أنَّ تحالفاً صهيونياً-فارسياً آخذٌ بالتشكُلِ..وأحسبُ أنَّ الأخاديدَ القادمَة ستفتح بأبشعِ مشاهدها للمسلمين..لإنهاءِ وجودهمِ السياسيِّ والثقافيِّ والاجتماعيِّ وإعادةِ تشكيلِ النظامِ العالميِّ كما كان قبلَ الإسلامِ..وإلغاءِ كُلِّ ما أنجزتهُ ثقافةُ الأنّسنةِ والكرامةِ والإخوةِ والعدلِ والسلامِ..وليُدمّر من بعدُ النظامُ العالميُّ القائمُ لِحسابِ نُظمِ الأخاديدِ والمحارقِ والدمارِ..وبعد من أجل وقف هذه الشرور ووأدها..كانت انطلاقة عاصفة الحزم المظفرة بعون الله ونصره..وإنا لنرجو أن يفرح المؤمنون بنصر الله قريباً وأن يُصرف الفساد عن الأرض.والله غالب على أمرة وهو ولي المتقين سبحانه.