٥ حزيران ١٩٦٧ او مؤامرة الخيانة العظمى على الامة العربية

اعزائي القراء..

بعد أن تأكد "لتحالف اسرائيل-حافظ الاسد" انتهاء الحرب فعلياً على الجبهة المصرية  بدأ طرفا التحالف بتنفيذ المؤامرة على الجبهة السورية في اليوم الرابع من بداية الحرب ، حيث بدأت مؤامرة تسليم الجولان  لاسرائيل في خطة مكشوفة تكلم عنها كل المسؤولين السوريين من مدنيين وعسكرين. فهي مؤامرة تمت وفق معادلة الجولان لاسرائيل وسوريا لعائلة الاسد والتي يناضل الشعب السوري عملياً منذ اكثر من ثمان سنوات للتخلص من العار الذي الحقة الخائن حافظ الاسد وابنه بالامة العربية. 

لقد حاول بطل الخيانة الكبرى حافظ الاسد ازالة كل شهود خيانته فقام بإتلاف أرشيف ووثائق الجيش السوري  المتعلقة بخيانته بشكل متعمد ومركز،فكان لابد من تحري الشهادات الشخصية للذين حضروا الأحداث وعلموا وشهدوا تفاصيلها مما حرص حافظ أسد على متابعتهم ايضاً وتصفية بعضهم وسجن البعض الآخر أو نفيه،ورغم ذلك فقد تم التثبت من عدة شهادات سواءاً في مقابلات إعلامية او مسجلة في مذكرات وهي كثيرة جداً يحتاج جمعها لكتاب ولكن اذكر بعضاً منها؛ 

-شهادة الدكتور محمد الزعبي وزير الاعلام في فترة حرب ١٩٦٧ كشف لقناة العربية: أن إسرائيل إحتلت الجولان من دون مقاومة من الجانب السوري. و يذهب الدكتور الزعبي الى أبعد من ذلك ليقول إن "البلاغ ٦٦" صدر بناء على طلب من وزير الدفاع وقتها حافظ الأسد لإعلان سقوط القنيطرة في حين كانت أقرب دبابة إسرائيلية الى المنطقة تبعد نحو ٤ كيلومترات عنها..وبحسب الوزير السوري الأسبق قدّمت قيادتا "البعث" والجيش وقتها الجولان الى إسرائيل  خشية أن تصل قوات الأخيرة الى دمشق، بعد نكسة حرب العام ٦٧.

-شهادة  المقدم محمد رباح الطويل وزير داخلية سابق: فقد روى لأحد زملائه  اللاذقانيين الذين حصلوا على الشهادة الثانوية معه من إحدى ثانويات اللاذقية (زميله من المقربين لجماعة الإخوان المسلمين , وهو من اللاذقية , و اسمه أبو بدر , و عمل مدرسا في مدينة جدة السعودية) , روى له قصة  هامة عن خيانة حافظ الاسد عندما التقيا في سجن المزة العسكري، حيث كان كلاهما معتقل في فترة السبعينات، تحدث الزميلان القديمان لبعضهما وقال الرفيق محمد رباح الطويل موصياً صديقه الإخواني :

سلم لي على والدتي، عندما تخرج، وطمنها عني، وقل لها صحتي جيدة والحمد لله، ولاتقلق علي . فأجابه صديقه : سبحان الله، أنا وأنت في السجن، وأنت البعثي الوزير، تظن أن يفرج عني قبلك !!!؟ فأجاب محمد رباح الطويل : أنا لن يفرج عني أبداً ، وسوف أموت في السجن، وسوف أشرح لك لماذا ؟ كي تصدق، وكي تحفظ هذه الشهادة للتاريخ، أنا شاهد على جريمة العصر، وسوف أموت في السجن، وهؤلاء الرفاق معي، كلنا سنموت في السجن، لأننا شهداء على جريمة العصر !!!؟

قال المدرس : وماهي جريمة العصر !!؟ أجاب محمد رباح الطويل : في عام (١٩٦٦) حضر من الولايات المتحدة الأمريكية وفد من اليهود الصهاينة الأمريكان، ووصلوا إلى دمشق لأنهم يحملون جوازات سفر أمريكية، وجنسياتهم أمريكية أيضاً، وكلهم من كبار أثرياء العالم، جاءوا يعرضون علينا في القيادة القطرية أن نؤجرهم هضبة الجولان، أو نبيعها ونطلب الثمن الذي نريد !!!ورفض هذا الطلب بالإجماع من الشرفاء في القيادة، وسافر الوفـد إلى بيروت تمهيداً لعودته إلى واشنطن، وفي بيروت لحقهم، وزير الدفاع يومذاك حافظ الأسد، وتعهد لهم بتسليمهم الجولان، وتعاقدوا على أن يساعدوه بواسطة المخابرات المركزية الأمريكية على استلام الحكم في سوريا، ثم تثبيت حكمه فيها، وتعهد لهم بتسليم الجولان، وحصل على سلفة مقدماً، وبقية الدفع عند الاستلام ...وهكذا كانت حرب (١٩٦٧) كما عرف العالم كله أنها( استلام وتسليم ) . وكلكم تعرفون إذاعة بيان سقوط القنيطرة، وكلكم تعرفون مجرى الحـرب .. الحرب الخيانة، التي اعتقلنا نحن ( الكلام للطويل ) عندما قررت القيادة تنحية حافظ الأسد عن وزارة الدفاع، ومصطفى طلاس عن رئاسة الأركان، وهذا أقل مايجب فعلـه لنحفظ ماء وجـهنا، فكانت النتيجة كما ترى، (ما سمي بالحركة التصحيحية) التي اعتقل فيها حافظ الأسد رفاقه أعضاء القيادة وزجهم في السـجن، ولن يخرجوا إلا أموات . (انتهى كلام رباح الطويل ).

-شهادة الدكتور عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة السوري آنذاك:

ذكر الدكتور اكتع مايلي:كنت في جولة تفقدية في الجبهة وفي مدينة القنيطرة بالذات عند إذاعة بيان سقوط القنيطرة وظننت أن خطأً قد حدث, فاتصلت بوزير الدفاع حافظ الأسد وأخبرته أن القنيطرة لم تسقط ولم يقترب منها جندي واحد من العدو وأنا أتحدث من القنيطرة ودهشت حقاً حين راح وزير الدفاع "حافظ الأسد" يشتمني شتائم مقذعة ويهددني إن تحدثت بمثلها وتدخلت فيما لا يعنيني. فاعتذرت منه وعلمت أنها مؤامرة وعدت إلى دمشق في اليوم الثاني وقدمت استقالتي".

-شهادة الدكتور سامي الجندي وزير الإعلام في(كتابه كسرة خبز) حيث أكد أمر البيان المشؤوم رقم ٦٦ وأن السقوط كان زائفاً تماماً، ويزيد في زمن دخول الاسرائيليين للقنيطرة فيقول: (لماذا يصدر "الأسد" البلاغ المشؤوم قبل وصول القوات الإسرائيلية إلى القنيطرة بيومين؟)

-شهادة الدكتور دريد مفتي الوزير السوري المفوض في مدريد عام ١٩٦٧ قرأ مذكرة الخارجية الإسبانية التي لعبت دور الوسيط الناجح بين الحكومة السورية واسرائيل عبر جهات أمريكية استخبارية،_ وكان في المذكرة موافقة على الاستجابة لـ:"رغبة الحكومة السورية في المحافظة على الحالة الراهنة الناجمة عن حرب حزيران سنة ١٩٦٧"وعندما استفسر المفتي عن الأمر من التابعين الكبار لحافظ أسد قالوا له: "إن الجولان تُركت وسلمت لاسرائيل  لأن حماية الحكم  الثوري التقدمي في دمشق أهم وأولى"....ولمّا سرّب المفتي هذا الأمر للصحافة اللبنانية فيما بعد قتلوه هناك في لبنان.

 -شهادة ضابط المخابرات العسكرية السوري في الجولان الذي عمل هناك قبل سنة ١٩٦٧ الرائد خليل مصطفى والذي ألف كتابه (سقوط الجولان) وسُجن بسبب ذلك الكتاب عام ١٩٧٥ لمدة ثلاثين عاماً ولم يفرج عنه إلا عام ٢٠٠٥ والكتاب دراسة  عسكرية تفصيلية وتكاد تكون تحقيق موثّق ومحاكمة بحثية دامغةتكلم خليل مصطفى عن تحصينات الجولان وتكلم عن الإعداد المسبق الطويل لمنع سقوط الجولان, وتكلم عن مجريات الهزيمة الجريمة بالتفصيل و تحت عناوين: "المؤامرة يوم التنفيذ" وفصّل في صدور الأمر العسكري من وزارة الدفاع بالانسحاب الفوري والكيفي يوم الخميس ٨ حزيران لكافة قطعات وصنوف الجيش السوري على الجبهة وكيف هرب القادة العسكريين الكبار وتركوا الجبهة لصغار الجند ليواجهوا مصيرهم وكيف قدموا الجبهة الحصينة  هديـة سهلة لينـة لقوات العـدو ... دونما أي جهد سوى ما اقتضته ضرورة التمثيل ، وغير ما لاقت من الضراوة بسبب المقاومات الفردية التي مارسها بعض القادة  وبعض أفراد الشعب حين تجاهلوا أوامر قيادة وزارة الدفاع التي طالبتهم بالانسحاب .

-شهادة العميد الطبيب د. عادل حسني باشا وهو من حلب و مازال حيا يٌرزق وروى شهادته للذي أوصلها بأمانة لهذا المقال ...

شهادته تؤكد شهادة وزير الصحة د. عبد الرحمن الأكتع وتتكامل معها :

  كان مديرا للمشفى العسكري الرئيسي في القنيطرة ويوم السبت ١٠ حزيران  كان في المشفى وبعد سماعه لبيان سقوط القنيطرة أرسل بأوامر مباشرة منه على عجل مفرزة استطلاع لتحرِّي الأمر وكشف تحركات العدو باتجاه القنيطرة وتوغلت المفرزة أكثر من أربعة كيلومترات جنوبا وباتجاه الجنوب الغربي والشرقي دون أن ترى أي جندي اسرائيلي راجلاً كان او محمولاً....فأصدر د. عادل أمراً بوضع المفرزة على مشارف القنيطرة باتجاه العدو للمراقبة وأمر بتفكيك الأجهزة الرئيسية في المشفى وتوفر لديه الوقت لتحميلها على شاحنات وتوجه ليلاً إلى دمشق ووصل مع أجهزة المشفى سالماً بعد إذاعة بيان السقوط بأكثر من اثنتي عشر ساعة وعند وصوله تعرض للتوبيخ والمحاكمة لتأخره في تنفيذ الأوامر بالانسحاب الفوري والكيفي...ولكنه نجا بالخروج النهائي من سوريا بعد تسريح تعسفي عاجل.

 -شهادة اللواء المهندس محمد راجي غزال أسود الذي حرص قبل وفاته على تبليغ شهادته لأحد أقربائه "الثقات" واستطاع هذا "العدل الثقة" أن يوصل هذه الشهادة "غير المنشورة" لهذا المقال.

اللواء المهندس محمد ناجي غزال أسود  كان وقت النكسة السوداء على جبهة الجولان في سلاح الهندسة برتبة عميد وهو من حلب ورغم سجله العسكري الناصع وقدمه العسكري  الا ان المجرم الاسد حجب عنه موقع القائد العام لسلاح الهندسة ولكنه كان المسؤول عن حقول الألغام وتخطيط توزيعها وتفعيلها على طول الجبهة وكانت هذه الحقول موزعة على الخطوط الدفاعية الثلاثة وكل خط دفاعي كان أمامه ثلاثة حقول من الألغام مما يجعل العدو يواجه تسعة حقول متتالية من الألغام إن أراد اقتحام الجبهة إضافة فوق هذا كله للأسلاك الشائكة والاستحكامات المنيعة وقد وصف مراسل مجلة التايم الأمريكية هذه الخطوط فيما بعد بـ" تسعة خطوط ماجينو"... و "خط ماجينو" الدفاعي بين فرنسا وألمانيا في الحرب العالمية الثانية كان وقتها الخط الدفاعي الأشهر ....وعلى جوانب التلال الصخرية كانت هناك تلغيمات خاصة إضافية...وكل أرض الجولان التي ترتفع ٥٠٠ متر عن سطح البحر أرض بركانية وعرة جدا و ذات صخور بازلتية ضخمة تشكل أصلاً موانع طبيعية صعبة خاصةً من جهة الأراضي المحتلة الأشد انحداراً ...انحدارات تبلغ في كثير من نقاط الجولان ٨٠ درجة انحدار, مما يجعل من المستحيل على الدبابات تسلق هذه النقاط وقد انقلبت فعلا دبابات إسرائيلية عدة وهي تحاول التسلق واضطرت إسرائيل إلى وضع سائق الدبابة وحده ونقلت الطواقم بالطائرات العمودية في ظل انعدام أي استهداف ضد القوات المتقدمة أو قل الداخلة بهدوء إلى عرين الأسد....

ووضعت على الخرائط العسكرية تفاصيل حقول الألغام وتوزع الأنواع المختلفة فيها حسب توقع نوع العدو من أفراد وآليات وتركت ممرات آمنة محددة على الخرائط من أجل أي هجوم أو تقدم للقوات السورية لمهاجمة العدو بهجوم مبادئ أو معاكس...

وكانت هناك الملاغم ويقصد بها العبوات المعدة التي تُزرع على الطرقات والممرات بشكل مؤقت  عبر مصفحات خاصة وتُفجر في اللحظات المناسبة لمنع تقدم العدو منها .

كل ذلك كان هائلاً وكان يوضع على خرائط خاصة وكان اللواء محمد ناجي غزال أسود يحرص كل الحرص على أن يكون تداول هذه الخرائط محدوداً للغاية واقتصر الأمر على ثلاثة أشخاص غيره ووزير الدفاع...ولشدة حرص اللواء محمد ناجي كان يمنع اطلاع ومساعدة المعاونين العاملين بالمساحة العسكرية وكان يصرُّ على وضع النقاط والحقول وتوزيعها مع الممرات الآمنة على الخرائط بخط اليد, بيده و بأيدي الثلاثة الثقات من الضباط العاملين معه ...وكان وزير الدفاع يطلع على الخرائط وعلى كل تحديث لها بنسخة خاصة تصله بالبريد العسكري "سري للغاية".

وكانت صاعقة كبرى للّواء ولمجموعة الضباط الذين معه حين تتبعوا مسارات تقدم القوات الإسرائيلية فيما بعد وعلموا أن التقدم كان عبر كل الممرات الآمنة التي وضعوها وأن القوات الإسرائيلية قد تجنبت كل حقول الألغام والملاغم التي زُرعت ونُشرت بالملايين.

 يؤكد في شهادته على ثلاثة أمور :

أولاها – إن القوات الإسرائيلية لا يمكنها أن تتقدم وتعبر الخطوط الدفاعية وتحتل الجولان إلا بعمل هندسي عسكري آمن يستمر لأسبوع كامل إلا إذا حصلت على خرائط الألغام والملاغم وأنها فعلا دخلت بدقة بالغة من الممرات الآمنة المثبتة على الخرائط.

ثانيا- إن تسرّب الخرائط لا يمكن أن يكون من الضباط القلّة الذين عملوا معه لمعرفته الوثيقة بهم وللعمل اللصيق الدائم الذي كان بينه وبينهم.

ثالثاً- كان وزير الدفاع حافظ أسد يصرّ وقتها دائماً أن تصله نسخة حديثة من خرائط حقول الألغام والممرات الآمنة أولا بأول مع أي تغيير يجري فيها.

ويحمِّل اللواء محمد ناجي المسؤولية الكاملة عما أسماه تسليم خرائط الجبهة إلى اسرائيل...يحمل المسؤولية "كاملة" على وزير الدفاع وقتها "حافظ أسد".

 هذه شهادة تكمّل شهادة خليل مصطفى وتؤكدها و تقرب الصورة باتجاه حافظ أسد ...المتهم الأول في تسليم الجولان لإسرائيل, ولابد  أن يتتبع كل السوريين شهادات أخرى للذين مازالوا على قيد الحياة و كانوا هناك ...هناك في الجولان يوم اقتُطع هذا الجزء من الوطن و سُلّم لاسرائيل  .

-شهادة المحامي جريس الهامس : ..

...أما رئيس أركان الجيش السيد أحمد سويداني وبعض الضباط الوطنيين منهم المقدم الوطني مصطفى العاص وغيره فقد طالبوا بمحاكمة المسوْولين عن الهزيمة الكارثة . كان مصيرهم الإعتقال بعد إنقلاب الأسد ١٩٧٠ وظلوا رهن الإعتقال الكيفي عشرات السنين ... بينما منح الضباط الذين فروا من الجبهة الرتب الإضافية والرواتب والمكافاّت ... وسرح كل من كشف تاّمر وزير الدفاع الأسد أما قائد الجبهة أحمد المير كوفئ بتعيينه عضواّ في القيادة القطرية للحزب القائد 

...... بعد الإنسحاب الكيفي وتشرذم بل تشتت الجيش اصبحت دمشق مفتوحة تماما أمام العدو وكما قال لي أحد الضباط الكبار الشرفاء : لم تبق قطعة عسكرية نظامية بين دمشق والقنيطرة ولوا أراد العدو دخول دمشق لدخلها على الدراجات - ولا تزال دمشق عسكرياّ تحت رحمة العدو . وتعتبر ساقطة عسكرياّ وفق إتفاقية الأسد كيسنجر بعد حرب ١٩٧٣  

اعزائي القراء...

خيانة آل الأسد الكبرى يجب ان تبقى حية في مدارك أولادنا وأحفادنا حتى يتعرفوا على ام الخيانات والتي قل نظيرها بالتاريخ حيث بيع الوطن ليعطى للخائن حق حكم سوريا  وشعبها  .

واليوم يعتبر المجرم بشار الاسد ان من حقه ان يقتل  ويذبح  ويحرق  ويدمر ويأتي باسياده لاحتلال الوطن كما فعل ابوه قبله ،فهو يعتبر ان أباه دفع سلفاً قيمة بقائه متحكماً بالشعب السوري عندما باع لاعدائنا الوطن واشترى بدلاً عنه كرسي الخيانه المهزوز .

واليوم يدفع الشعب السوري دمه وماله وأملاكه  ثمناً لتحطيم مؤامرة الخيانة  العظمى لآل الاسد وسينجح باذن الله .

وسوم: العدد 828