عشت قبل الثورة السورية حياتي الواعية معارضاً لنظام البعث والاستبداد وحكامه المنقلبين

انقلب حزب البعث على السلطة الشرعية منذ 1963 وعمري ستة عشر عاما . وخطف حافظ أسد الدولة السورية وعمري 23 عاما ولم أعرف نفسي إلا معارضا لهذه الزمرة الفاسدة المستبدة الطاغية من زعران المجتمع وحثالاته معارضة إيجابية فاعلة حسب ما أتيت من قدرة .

- أخرجت من سورية وعمري 32 عاما . وانخرطت منذ اليوم الأولى في معارضة عملية فاعلة حسب الإمكانات المتاحة . بعض الناس يظن أن معنى أن تكون معارضا أنك قادر مقتدر على كل شيء قدير ..

- كنت في المرحلة الأولى أحد مؤسسي نشرة النذير . ثم انصرفت عنها إلى تأسيس نشرة البيان . كما كنت أحد مؤسسي نشرة المجاهد . ووقفت عمري على نصرة المظلومين من أبناء شعبي ...

بعد الثورة السورية المباركة ..

- لم أنخرط في أي مؤسسة من مؤسسات العمل الوطني . غير فترة محدودة في المجلس الوطني الأول . ولم أحضر له أي لقاء .

- كنت قبل الثورة الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية وحتى 2012 أعلنت استقالتي من هذا الموقع حرصا على أداء الأمانة لأهلها . وتمسكا بحقي الفردية في رؤية مستقلة لا تلزم إخواني بما لا يوافقوني عليه .

- وخلال هذه السنوات - سنوات الثورة - قدمت نحوا من خمسة آلاف لقاء تلفزيوني طويل وقصير على قنوات عربية وعالمية مختلفة شارحا ومعلقا على الأحداث ومحددا لموقف وطني منها ..

- كتبت أكثر من عشرة آلاف مقالا وتحليلا وتعليقا ودراسة ..

- كانت كل دعوتي للتحرر من الاستبداد والفساد وسأظل إن شاء الله

- كان خطابي إسلاميا - كما أفهم الإسلام - ووطنيا لا يتعالى على الناس لا باسم الدين ولا باسم الثقافة .

- لم أدعُ في أي منها إلى ظلم أو عداوة أو كراهية أو بغضاء أو طائفية . ودائما أكرر إن رفضنا للطائفية لا يجوز أن يجعلنا طائفيين ..

- لم أحرض على عنف وإنما دعوت دائما إلى رفض الاستكانة للظالمين العنيفين ..وحق الانتصار من الظلم مقرر في شريعة الله وفي قوانين الأرض ..

في موقفي الاستراتيجي من الثورة منذ 2012 ..

- دعوت دائما الثوار إلى رفض الاستراتيجية التي فرضها عليهم - غيرهم - في ظروف عملياتية غير مكافئة . ولا تصح حسب قوانين الحروب . وعند كل محطة أكرر الكلام نفسه ، ولا أمل ، وهذا لا يعني أنني أخذل قومي أو أتخلى في أي لحظة عنهم .

- على المستوى السياسي أدنت منذ الأيام الأولى سياسة - الاسترسال - مع الأدعياء التي ركنت إليها مؤسسات المعارضة السورية بطريقة تثير الشفقة وتبعث على الرثاء ..والذهاب معهم إلى كل طاولة دعوا إليها ..

- أدنت دائما جر قادة الفصائل إلى السياسة ومنتدياتها ..

- بينت أن فرز القوى على أسس قويمة هو أساس العمل السياسي والعمل الثوري . وأن الاستفادة من التقاطعات الوقتية هو أصل في هذا الميدان ..

- ما زلت أكرر أن أمتنا تطحن اليوم بين رحيين امبرياليين استكباريين رحى المشروع الصهيوني ورحى المشروع الصفوي . وهذان المشروعان متوحدان على تقديم الخدمات الوظيفية لقوى الاستكبار العالمي ، ولكل منهما في الوقت نفسه مشروعه للنفوذ والهيمنة . لكل منهما مشروع إقليمي يتقاطع مع مشروع الآخر بقدر كبير. ويتناقض معه بقدر أقل .

- آمنت وما زلت أؤمن أن ما جرى ويجري على أرضنا في سورية كان تنفيذا روسيا تحت المظلة الأمريكية . وأن حرمان شعبنا من السلاح النوعي القادر على لجم العدوان الروسي الأسدي الإيراني هو جزء من استراتيجية متفق عليها بين قوى الشر العالمي جميعا . ..

- آمنت وما زلت أؤمن أن الطرف الأقوى في المعادلة السورية هو الشعب السوري . هو هذا الشعب البطل الذي اجتمعت عليه كل قوى الشر العالمي لتجعله ينكسر . وأن تغيير مسار المعركة في أي لحظة رهين بقادة جادين يأخذون الأمر بقوة وبجدية وبعلمية وحسم . وأن تغيير مسار المعركة رهين ببضع عشرات أو مئات من الرجال قليل من العدد مع قليل من العدة ، وكثير من الإرادة والعلم والعقل . وإنما غير مسار معركة اليرموك سبعون رجلا استجابوا لعكرمة رضي الله عنه عندما نادى : من يبايع الموت .

- إن معارك الشعوب ولاسيما حين تتحول المعركة المحلية إلى عالمية لا تحسم في عام ولا في عقد وهذه حلقة من معركة شامنا المبارك مع الفرنجة والتتار ..

- معركتنا ليست خاسرة إلا إذا أردنا أن نخسر . أو كان البوم حادينا .

- كل ما أذكره هنا ليس ادعاءً .. وإنما هو مكتوب منشور موثق مؤرخ يمكن الرجوع إليه في موطنه بأي لحظة ..

- من كان يبحث عن موقف عام في إطار العموم وجده ، ومن أراد موقفا خاصا في إطار الخصوص وجده .

وإنما تحدثت بنعمة الله عليّ لأرد على من زعم ..

وأجمل الردود :

( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )

( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ )

وكل هذا من فضل الله علي وليس بحول مني ولا طول ولا قوة ..

والحمد لله رب العالمين

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 838