إيران ترفض اتفاق المنطقة الآمنة وتحتج عليه ، فبأي أي حق ؟!

أعلنت الحكومة الإيرانية بالأمس احتجاجها على إعلان المنطقة الآمنة المتفق عليه بين تركية والولايات المتحدة الأمريكية . وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي " إن التصريحات والتوافقات الأمريكية حول إنشاء منطقة آمنة شمال سورية:

مستفزة ومثيرة للقلق ، واعتبر ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للدولة السورية يقصد - المحافظة الإيرانية الخامسة والثلاثين !!"

ولحظ المراقبون أن عباس موسوي تجنب ذكر الدولة تركية صراحة في انتقاده ، إلا أنه أرسل رسالة ضمنية للحكومة التركية بأنها يمكنها أن تحافظ على أمنها القومي دون اللجوء إلى الحرب . معتبرا قرار إنشاء المنطقة الأمنية قرار حرب . وهي إشارة لها أبعادها ومغزاها ولاسيما حين تستظل بها عصابة الأسد فقد نقلت وكالة سانا الأسدية تصريحات موسوي على طريقة " القرعاء " التي تتباهى بشعر ابنة خالتها .

ورغم كل شيء فقد جاءت تصريحات موسوي مدعيّة وفظة ومتبجحة وتنم على حجم العدوانية في الخلفية النفسية للساسة الإيرانيين . فبأي حق ينصب موسوي نفسه سيدا على الشعب السوري وهو المحتل الدخيل والقاتل المغتصب ..؟!

إن تنفيذ الاتفاق حول المنطقة الآمنة بحقها في الشمال السوري أصبح قضية أكثر أهمية وإلحاحا بالنسبة لملايين السوريين الذين دمر عليه الروس والإيرانيون المحتلون ديارهم.

ونقول لعباس موسوي أكثر ..

أنه وحكومته وميليشياته وثقافته سيظلون مرفوضين في سورية ترفضهم الجغرافيا وترفضهم الديمغرافيا كما ترفض كل محتل أثيم .وأن مشروعهم الصفوي الحاقد الكريه في عقول وقلوب أبناء الأحرار من أبناء هذه المنطقة هو صنو المشروع الصهيوني لا ينفك عنه بل يتطابق معه حذو النعل بالنعل ..

إنه ليس للروس ولا للإيرانيين ولا للأسديين أن يقرروا من هو العدو ومن هو الصديق على الأرض السورية . فهم في تحالفهم المريب هم العدو والعدو هم .

 وإن غدا لناظره قريب ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 838