جُهَينة العالمية : مَن هي ؟ وأين هي ؟ وأيّ خَبرٍ يَقينٍ عندها ؟

المَثل العربي القديم ، متضمَّن في بيت الشعر التالي :

والمثلُ العربي ، هو الشطر الثاني ، كاملاً !

قصّة المثل : خرج الشابّ حُصَين ، من بيت أمّه ، وانتظرته أياماً طويلة ، ولم يعد إليها، فخرجت تسأل عنه ، تطوف في البوادي ، وهي تسأل الناس: من رأى حصيناً؟ هل شاهد أحد حصيناً ؟ وهكذا.. ! فسمعها مرّة رجل من جهينة ، يعلم أن جهينة ، قتلت حصيناً، وكتمت أمره، فأشفق على المرأة ، وقال بيت الشعر، المتقدّم ذِكره ، فذهب شطره الثاني مثلاً !

واليوم : العالم كلّه ، ينتظر جهيناته ، ليأتينه بأخبار اليقين ، ولكلّ دولة جُهينتها، ولكلّ قبيلة جهينتها ، ولكلّ حزب جهينته.. وأحياناً لكلّ فرد جهينته !

نماذج :

سورية لها جهينات عدّة ، لكلّ دولة محتلّة جهينتها ، التي تخبرها ؛ ماذا تفعل في سورية ، في مواجهة الجهينات المتعدّدة ، ومتى ترحل من سورية !

شعب سورية ، له جهيناته : لكلّ فئة فيه جهينتها ، وللوطن جهينته !

اليمن له جهيناته ، لكلّ دولة ، من الدول المتدخّلة فيه ، جهينتها ، وللحوثي جهينته ، وللشعب جهينته!

ليبيا لها جهيناتها المتعدّدة ، جهينة الشعب ، وجهينات المتدخّلين ، في الدولة وشؤونها !

العراق له جهيناته : جهينة الوطن العراقي ، وجهينة الرافضة ، وجهينة السنّة ، وجهينة الكرد !

لبنان له جهيناته : جهينة الوطن ، وجهينات الطوائف ، التي يتكوّن منها الشعب اللبناني، وجهينات القوى المتدخّلة ، في الدولة وشؤونها !

وهكذا تتعدّد الجهينات ، داخل أمّتنا ، وتتنوّع ! ومن الطريف ، أن أخبار كلّ جهينة ، مرتبطة بأخبار الجهينات المختلفة ، التي تنافسها أو تصارعها ، في ساحة وجودها !

ولن نتحدّث ، هنا ، عن جهينات سائر الدول ، في شرق العالم وغربه .. ولا عن جهينات شعوبها ؛ فهذا أمر يطول الحديث فيه ، ولا نرى داعياً للخوض فيه ، أصلاً ، في سطورنا هذه! حسبُنا ، هنا ، جهينات أمّتنا ، الغريبة والقريبة ، وحُصَيناتها ، من : الأوطان والشعوب ، والفئات والأفراد !

والشعوب : هي الضحايا ؛ هي الحُصَينات ، التي تبحث عنها أمّهاتها !

والقضايا شديدة التعقيد ، وليس لها من دون الله  كاشفة !

وسوم: العدد 843