حول تجربة حركة طالبان ...

أخيرا الولايات المتحدة تعترف بحركة طالبان ، وتوقع معها اتفاقا ، وتدمجها في المنتظم السياسي الأفغاني . ولا أريد ان أبالغ فأقول إن طالبان فرضت شروطها فلست مطلعا على تفاصيل ما كان ..

وإذا صح ما ينقله البعض عن مشروع طالبان والذي يتهمونها فيه بأنها مع مشروع ماضوي يستنكر حتى تعليم البنات فلست مع كل ما ينسب في هذا الاعلام .. ويحب ان نتريث حتى نتبين لو كنّا مضطرين ان يكون لنا في مشروع طالبان كلام .

الذي لفتني في تجربة طالبان هو قدرتهم العجيبة على التماسك ، والحفاظ على جسمهم العام ، وهيكلهم التنظيمي على الرغم مما تعرضوا له من تحديات !!

وأزعم أن قدرة الحركة على التماسك هو مقدمة لقدرتها على الصمود ومن ثم الانتصار ..

حين أراجع ما صار إليه وضع الثورات العربية ، وحالة الهشاشة والتفشي الذي آلت إليه أوضاع ثورات في مجتمعات ما تزال تتباهى بالعصرنة والتمدن والديموقراطية وتنظيمات عريقة تفاخر ان عمرها قرن من الزمان ..لم يبق من حقيقتها إلا عناوين وأعملت سياسات الإقصاء والنبذ فيها ما لم تعمله على طول الزمان ..

لم أنس انقلاب الجهاد الأفغاني على نفسه بعد سقوط كابل وانسحاب السوفييت ولكن على أنقاض ذلك الاضطراب قامت حركة طالبان ولعل عمرها اليوم ثلاثة عقود من الزمان ..

لا أميل إلى التفسيرات الأحادية ، ولا إلى التفسير الايديولوجي كعامل وحيد ، ولا إلى السبب العشائري فعندنا في سورية كم انشقت العشائر على نفسها ؟!

والذي أرى اننا بحاجة إلى دراسة تفيدنا كيف تماسكت حركة طالبان ..

أريد أن أتعلم كيف يكون الفرد لاعبا في فريق يمرر الكرة لزميله الهدّاف...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 866