لا نُلزمهم بالخير.. فلمَ يُلزموننا بالشرّ؟

نحبّ لهم الخير، ولا نُلزمهم به ، وليس من حقّنا ذلك .. ونَكره الشرّ ، لهم ، ولأنفسنا، وهم يلتزمون به ، ويسعون إلى إلزامنا به ، ويرون من حقّهم ذلك !

نحن - أتباعَ الأنبياء- وهم -أعداءَ الأنبياء- منذ القدم ، كذلك !

نصحَ نوح قومه:(فقلتُ استغفِروا ربَّكم إنه كان غفّاراً * يُرسلِ السماءَ عليكم مِدراراً* ويُمددكم بأموال وبنين ويَجعلْ لكم جنّاتٍ ويجعلْ لكم أنهاراً) .

وقالوا له : ( لئن لمْ تنتهِ  يانوحُ لتكوننّ من المَرجومين ) .

قال الله لنبيه محمد : ( فذكّر إنّما أنتَ مُذكّر* لستَ عليهم بمُسيطر). وكان عندهم الصادق الأمين ، وقد وضعوا أماناتهم عنده ! وقد رفض ، حين سأله جبريل ، إن كان يريد ، أن يُطبق عليهم الأخشبين ، وتمنّى أن يُخرج الله من أصلابهم ، مَن يعبد الله ، ولا يشرك به شيئاً ، قائلاً : اللهمّ اغفِر لقومي ، فإنهم لايعلمون ! وهم حاصروا بيته ، ليلة هجرته ، ليقتلوه ، ونجّاه الله منهم !

 وقال تعالى : ( قل يا أيّها الكافرون * لا أعبد ماتعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابدٌ ماعبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم وليَ دين) .  

وقال الشواذّ ، من قوم لوط :

(أخرِجوا آلَ لوطٍ من قريتكم إنّهم أناسٌ يتطهّرون).

 وعن النبيّ شُعيب : (وقال المَلأ الذين استكبروا من قومهِ لنُخرجنّك ياشُعيبُ والذين آمنوا معكَ مِن قريتنا أو لتعودُنّ في ملّتنا قالَ أوَلو كنّا كارهين) .

وقال والد إبراهيم ، لإبراهيم ، حين نصحه ، بألاّ يعبد الشيطان : ( أراغبٌ أنتَ عن آلهتي يا إبراهيم  لئنْ لمْ تنتهِ لأرجمنّك واهجُرني مَليّاً ) .

واليوم ، يقول أحفاد أبي جهل ، المشركون .. وأحفاد ابن سلول ، المنافقون : نحن في عصر التقدّم والتحضّر، ولامكان بيننا ، لهؤلاء ، الذين يريدون إعادتنا ، إلى ألف وأربعمئة سنة ، إلى الوراء .. أيْ : إلى شريعة الإسلام ، التي أنارت العالم ، وجعلت من الأمّة المتخلفة المتناحرة ، سيّدة البشرية !

إنهم يرفضون الإسلام ، ويخنقون كلّ صوت ينادي بالإسلام ، في بلاد ، تدين أكثرية أهلها بالإسلام .. وهم  ينادون بالديموقراطية ، وحرّية الرأي .. فأيّ بشَر هؤلاء !؟

وسوم: العدد 885