توضيح ضروري، وهام جداً، حول اسم إسرائيل عليه السلام

ابتداءاً .. إن الكاتب لم يسب المسلمين، ولم يشتمهم ! حينما كتب هذا المقال: 

#إسرائيل_ليست_دولة_وإنما_هو_نبي_الله 

وا حر قلباه.. وا كبداه !!! وا لوعتاه ..وا مصيبتاه !!!

على جهالة وحماقة .. وبلاهة مسلمي اليوم !!!

..يسبون ويشتمون ويلعنون إسرائيل وهو نبي ابن نبي ابن نبي .. 

ويحققون بذلك مكر وكيد بني إسرائيل .. الذين خططوا كي يتم لعن نبي الله الكريم الذي لا يؤمنون به أصلا..

ولكي يخدعوا المسلمين الجهلة بأنهم يحبون نبيهم.. وهم كاذبون !! 

ولذلك سموا هم.. دويلتهم المصطنعة .. باسم نبي الله إسرائيل .. ليجعلوا المسلمين الجهلة.. الحمقى .. المأفونين يعترفوا بها من جهة .. ويسبوا نبي الله الكريم .. من جهة ثانية.. 

فيا أيها الجهلة..!!!

يا أيها الحمقى !!!

يا أيها الأميون !!! 

قولوا دويلة الاحتلال اليهودي.. الصهيوني .. بدلاً من أن تقولوا دولة إسرائيل.. فتعترفون بها .. وتلعنون نبي الله الكريم إسرائيل . 

ما ينبغي لكم أن تلفظوا كلمة دولة إسرائيل - إن كنتم مسلمين !! 

الله يهديكم .. ويصلح بالكم .. وينقذكم من ظلام الجهالة والضلالة الذي أنتم فيه تعمهون .. وتمرحون .. وتسرحون !!! 

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++ 

فهذا ليس من خلقه، ولا من أدبه، ولا من تربيته أن يفعل هذا . 

ولكن الذين يكرهون الحق المر – وهم الأكثرية – يظنون أنه يسبهم ! 

لأنهم يريدون، ويحبون، أن يدغدغ الكاتب عواطفهم ، ويجامل أحاسيسهم ومشاعرهم ، وأن يربت على أكتافهم ، ويوافقهم على جهالتهم، وأهوائهم !!! 

فإن فعل ذلك ، يرفعونه إلى السماء ، ويغمرونه بالإعجاب ، والمديح ، والثناء !

وإن لم يفعل ذلك .. فيظنون أنه يسفه أحلامهم ، ويشتمونه ‘ ويُنزلونه إلى أسفل السافلين! 

كما كان كفار قريش يفعلون بالضبط ، اتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم ، بأنه يشتم آلهتهم ، ويسفه أحلامهم ، حينما قال لهم بصريح العبارة – التي تعتبر الآن قاسية جداً – ( لقد جئتكم بالذبح ) ! 

مع أنه هو الموصوف من رب العالمين : 

( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ )(1).

 

فإذا كان الرسول العظيم ، ذو الخلق العظيم ، صلى الله عليه وسلم ، اتهم بأنه يسفه أحلام الناس، ويشتم مقدساتهم، وأربابهم ، ويقسو عليهم ! . 

فمن باب أولى .. أن يُتهم الكاتب بأكثر من ذلك ! 

علماً بأنه ما كان هدف الكاتب ، إلا أن يبين للناس ، مكر وخبث وكيد يهود ، في تسمية دويلتهم المصطنعة ، باسم نبي الله الكريم إسرائيل! 

إلا لكي يسب المسلمون بجهالة، وعدم معرفة، وبأمية مغرقة في الظلام .. وعدم إدراك ، هذه النبي الكريم بدون قصد ، وبدون شعور .. بذريعة ، وحجة أنهم يسبون دويلة الاحتلال اليهودي !

فأرشدهم الكاتب .. إلى أن يقولوا بدلاً من إسرائيل : دويلة الاحتلال اليهودي . 

ولكنهم أبوا .. ورفضوا ! 

وهذا يدل على الغفلة ، والجهالة ، والأمية الواقعة في مسلمي اليوم .. 

وحينما يقرر الكاتب ، ويؤكد ، ويثبت هذه الغفلة ! فهي ليست مسبة لهؤلاء المسلمين! 

وإنما هي حقيقة واقعة مثبتة ، ومؤلمة ، ومحزنة .. قررها الخالق البصير بعباده في الآيات التي ستأتي فيما بعد !!! 

وأما الذين لا يعرفون، أن إسرائيل هو نبي الله ، وإنما يعرفون أن اسمه يعقوب فقط ، فهذا يدل أيضاً على الجهل المطبق ! وفقدان الثقافة العامة ، وعلى عدم قراءة القرآن ! 

فالله تعالى ذكر اسمه صراحة: 

(كلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلّٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَٰٓءِيلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَىٰةُۚ)(2).

وذكر اسم بني إسرائيل 41 مرة في القرآن .. 

وأما الذين يريدون المقارنة بين الكاتب ، وبين الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله، الذي توفي منذ 56 سنة . 

فنقول لهم : 

أما الفرق ما بين الكاتب ، وبين الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله ، وللمعلومية هو ليس والده عضوياً ، وإنما الكاتب يعتبره والده فكرياً .. احتراماُ له ، وتقديراً لشأنه ، وهو في الحقيقة ابن عمه الأكبر . 

إلا أن ثمة فرقاً كبيراً بينهما : 

  1. إن الجيل الذي كان أيام زمان ، قبل ستين سنة ، كان أكثر وعياً ، وأكثر نضجاً من الجيل الحالي .. وأكثر أدباً ، واحتراماً للآخرين .
  2. كتاباته كان فيها شيء من المداهنة للحكام وللناس ، مع التلطف واللين المفرط في مخاطبتهم – وهذا ما يعجب الناس – ولكنه – وللأسف - ما كان صريحاً في تبيين الحق الواضح ، الناصع .
  3. كان يجامل الحكام والناس على حساب الدين ، وهذا عكس الكاتب تماماُ .. الذي يجابه الحكام المستبدين والناس الجاهلين بقوة ، وبقناة لا تلين .. ولا تأخذه في الله لومة لائم .
  4. فالكاتب لا يهمه إطلاقاً رضاء الناس ، ولا يعول على إعجابهم .. وإنما يهمه رضاء الله فقط ، ويهمه إظهار الحق – الذي بطبيعته مراً – والذي لا يقبله معظم الناس .. إلا قليلاً منهم ..
  5. والأدلة على مداهنة ومجاملة الشيخ مصطفى للحكام ، والناس كثيرة :
  6. نذكر منها على سبيل المثال:

1- تأليفه كتاب ( اشتراكية الإسلام ) في أيام الوحدة المشؤومة .. ظناً منه أنه سيحبب الناس بالإسلام ، على اعتبار أن موضة الاشتراكية ، كانت منتشرة في ذلك الوقت ، ولإرضاء عبد الناصر ، الذي كان رئيس الجمهورية العربية المتحدة ... ولذلك استغل عبد الناصر اللعين ، كتابه ، أبشع استغلال ، ووزعه على الناس مجاناً .. 

2- وقد اعترض عليه الشيخ محمد الحامد ، وانتقده أشد الانتقاد .. وبين أخطاءه الكثيرة . 

3- قبوله حل جماعة الإخوان المسلمين ، لأن الطاغوت عبد الناصر طلب حل جميع الأحزاب والجماعات في سورية ، ليكون هو الحاكم الفرد ، حينما تمت الوحدة بين مصر وسورية في عام 1958 ، وكان هو المراقب العام الأول للجماعة . 

4- قبوله أن تكون الشريعة الإسلامية أحد المصادر من مصادر التشريع ، وليست هي المصدر الوحيد للتشريع ، علماً بأنه كان هو أحد المشاركين في تشكيل دستور 1950 .

5- وهذا القبول هو .. شرك خفي ، لا يعلمه إلا القليل .. أن يجعل تشريع الله ، بنفس مستوى تشريع العبيد ! 

6- قبوله المشاركة في الانتخابات النيابية الهزلية المسرحية التمثيلية ، مما أدى إلى إصابته بالشلل، عقب فشله بالنجاح في الانتخابات ! 

7- أفكاره العامة ، بالرغم من أنه كان له الفضل الأكبر في نشر فكرة الإخوان المسلمين في بلاد الشام والعراق ، إلا أنها كانت ساذجة ، مقارنة بأفكار سيد قطب رحمهما الله ، الذي كان أكثر جرأة في قول الحق ، وأكثر نضجاً في معرفة الحق ، ولو كان مراً على الناس ، وقدم حياته قرباً لله ، شهيداً في سبيله ، لأجل هذا الحق . 

8- لذلك أكثر الناس ، يمدحون مصطفى السباعي ، وأكثرهم يذمون سيد قطب ، لأن طبيعة البشر تحب الأمور السهلة في الدين ، وتحب الذين يعطونهم الرخص في الدين ، والتوافق مع الحكام المستبدين .. ولا تحب تطبيق الدين الحق ، الذي أمر الله تعالى به .. ولا يحبون الاشتباك مع الحكام المتجبرين .. فدائماً يؤثرون السلامة ، ويفضلون التصالح معهم ، ولو خسروا الآخرة ! 

9- فبالرغم من قرابة الكاتب العائلية، بالشيخ مصطفى السباعي .. وبالرغم من أن البعض ، يتوهم أنه ابنه العضوي ، لأن والد الكاتب اسمه مصطفى أيضاً ، إلا أنه يفضل أفكار سيد قطب الثورية ، الحقة ، على أفكار مصطفى اللينة المجاملة! وينتقدها ، ويرفضها جملة وتفصيلاً ، إلا بعضاً منها. 

10- فالذين يحبون الحق - ولو كان مراً علقماً ، ويحبون الآخرة - سيؤيدون الكاتب بالتأكيد – وإن كان كلامه ظاهرياً فيه شيء من القسوة والعنف والقوة – ولكنهم – للأسف - قلة قليلة ... لأن هذه طبيعة البشر ، التي وصفها رب البشر : بأن القليل ، القليل منهم ، هم المؤمنون ،والقليل منهم هم الصالحون ، والقليل منهم هم الشاكرون ! 

11- فلن آسى على قلة المؤيدين ، والمعجبين ، لأني أعلم علم اليقين .. أن أكثر الناس ، لا يؤيدون ولا يدعمون ، إلا من يدغدغ شهواتهم ، ويجاريهم في أهوائهم ، ويتلاطف مع رغباتهم ، ومع اهتماماتهم الدنيوية ، وتطلعاتهم الدينية التقليدية الكلاسيكية ، التي لا تتصادم مع الطواغيت ، والأنظمة العلمانية ، وتفضل التصالح معها ، باسم الديموقراطية والوطنية المزيفة !!! 

وهذه بعض ، من آيات الله المثبتة ، أن المؤمنين هم القلة دائماً وأبداً في الحياة الدنيا .. 

( فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ )(3).

( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ )(4).

( فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ )(5).

( فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا )(6).

( وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا )(7).

( قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ )(8).

( وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ )(9).

( قَلِيلٗا مَّا تُؤۡمِنُونَ )(10).

 

12- هذه هي بعض الآيات الربانية ، التي تثبت بشكل يقيني ، وقاطع ، وحاسم ، أن المؤمنين ، والصالحين ، والشاكرين ، والعارفين ، هم دائماً القلة في كل زمان ومكان ، حتى يوم القيامة .

13- فلا نأسى ، ولا نحزن على المعرضين ، والمخالفين ، والمنتقدين ، والمهاجمين ، والمعارضين! 

14- لذلك فلا قيمة للرعاع ، والدهماء، المعترضين على الحق ، وهذا ليس من باب التكبر والاستعلاء على الناس ! 

15- وهذا لا يعني أن الكاتب هو أفضل الناس ، وأفهم الناس ، وأنه هو الأعلى ! معاذ الله . 

16- من يظن ذلك ، فهو سقيم الفهم ، مريض القلب ! 

17- ولكن الكاتب همه الوحيد ، أن يبين الحق فقط ، ويقرر ما قرره العليم الخبير ، أن أكثر الناس جهلاء ولا يعلمون ، وأنهم بحاجة مستمرة ، ودائمة إلى التعليم ، والتوعية ! وإن رضي الناس ، أو سخطوا ، لأن رضاهم لن يُدخل الكاتب الجنة ، وسخطهم لن يُدخله النار . 

18- فمن يحب أن يتعلم ، ويسلك طريق الحق – وإن كان مراُ ومملوءً بالأشواك – فليسلكه بغض النظر عن الكاتب ، فهو لن يغني عن الناس من الله شيئاً ، ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً .

المصادر: 

  1. القلم 4 .
  2. آل عمران 93
  3. البقرة 88 .
  4. البقرة 246 .
  5. البقرة 249 .
  6. النساء 46 .
  7. النساء 142 .
  8. الأعراف 10 .
  9. سبأ 13 .
  10. الحاقة 41 .

وسوم: العدد 889