لماذا استدعي فيصل المقداد إلى طهران !!

وبعد تعيين فيصل المقداد بشهر ، تسبق طهران إلى دعوة المسمى وزير خارجية الأسد ، إليها ..

يخطئ كثير من المحللين حين يتساءلون : لماذا كانت طهران القِبلة الأولى إلى طهران ؟ في الحقيقة لا بشار الأسد ولا فيصل المقداد يملكان أن يحددا أي وجهة لهما . فعدا أن عواصم العالم مغلقة في وجهيهما ؛ فهما لا يملكان قرار زيارة موسكو أو طهران . وربما موسكو قد توقفت منذ زمن عن التعامل مع وزارة الخارجية الأسدية ، منذ بدأ الرئيس بوتين ، ومندوبوه ، يزورون سورية دون إخطار مسبق ، كما يرجع كل إنسان يوما إلى بيته .. وللعلم فأن بوغدانوف يلتقي مع أي صنف يريد لقائه ، لو كان الصنف " ريجي "

لنعيد طرح السؤال بطريقة علمية سنقول إذن : لماذا استدعي فيصل المقداد إذن إلى طهران ..

على الصعيد الشخصي يجب أن نؤكد أنها طريقة من طهران للتأكد من ولاء وزير الخارجية - الجديد شكلا - مع معرفة أنه كان من قبل محسوب - شلليا- على طهران أكثر منه على موسكو . وأنه ليس مثل ابن منطقته - حوران-رستم الغزالة ، الذي قتل لأنه كان يعترض على تغول الضباط الإيرانيين على الضباط السوريين . وتأكيد الولاء والتأكد منه له وراء الكواليس مقدمات ومتطلبات وترتيبات لا تخفى على المتابعين .

على الصعيد العام يأتي استدعاء المقداد إلى طهران مرتبطا بثلاثة ملفات ، تريد إيران أن تملي تفاصيلها مباشرة على مسمى وزير الخارجية ..

الملف الأول متعلق باغتيال العام الإيراني محسن فخري زادة ، وما قد تكون تحضر له طهران ، أو تريده من سورية في هذا السياق ..

والملف الثاني ملف التغيير في إدارة البيت الأبيض ، وما تتوقعه طهران هناك ومن هناك ، وما هو الدور الذي تنتظره من بشار الأسد .

والملف الثالث ، وهو الملف الأكثر إحراجا ، والأكثر أهمية ، والذي ما يزال وجه طهران يتسخم بسببه ، عند الصباح وعند المساء .. ملف إعادة الانتشار الإيراني في سورية ، تحت ضغط عاملين ؛ الأول العدوانات الصهيونية التي لا تتوقف ، والثاني الترتيبات الروسية التي لا قبل لبشار الأسد ولا لخمنئي بها. ولا بد أن لدى الإيرانيين بعض التصورات لإحداث نوع من التوازن ، وأنهم ينتظرون من السياسة الأسدية أن تكون معينة لهم على ذلك .

كل ما يريد الإيرانيون من سورية الوطن والشعب والثقافة لا يحتاج إلى عرض على رئيس ولا على وزير ولا على مدير ..فاليد الإيرانية الصفوية المريبة ، طليقة على الأرض السورية لا يعيقها عائق . وكلمة الإيراني في سورية ، ليس فوقها فوق .

يتساءل بعض الناس : متى سيستدعى فيصل المقداد إلى موسكو ؟ والجواب ولماذا يلتقي بوتين أو لافروف بفيصل المقداد ،ما دام باب بشار الأسد بالنسبة إليهم بلا بواب ..؟!!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 906