قضايا منوعة 914

حقوقيون: الإخفاء القسري جريمة ممنهجة ترتكبها السلطات المصرية

"فقد جزئي للذاكرة نتيجة للتعذيب والصعق بالكهرباء، أفقده القدرة على معرفة من حوله أو تمييز الأماكن أو تذكر الأحداث"، كان هذا توصيف أسرة المرشح البرلماني المصري السابق "ع. غ"، لحالته بعد تعرضه للاعتقال مرتين، تم إخفاؤه قسريا فيهما بسجن "العزولي" في الإسماعيلية، وبمقر "الأمن الوطني" في الزقازيق.

ورفضت أسرة "ع. غ" طلب "عربي21" نشر التقارير الطبية الموثقة لحالته؛ خوفا من البطش الأمني، أو تعرضه للاعتقال مجددا رغم حالته، خاصة مع اعتقال نجله وأخيه منذ سنوات.

ويصنف الاختفاء القسري بأنه انتهاك للقانون الدولي وللمادة (2) من الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، وتعتبره المنظمات الحقوقية "جريمة ضد الإنسانية، وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية والمواثيق الأممية لحقوق الإنسان".

ومنذ الانقلاب العسكري في مصر منتصف 2013، تقول منظمات حقوقية محلية ودولية بشهاداتها إن "السلطات المصرية تمادت بجرائمها تلك، وساعدها صمت حلفائها الدوليين"، وفق توصيف تقرير لمجلس "جنيف للحقوق والحريات" في حزيران/ يونيو 2019، أكد فيه تورط السلطات المصرية بانتهاكات الاختفاء القسري ضد معارضين وحقوقيين وصحفيين.

"منظمة العفو الدولية" من جانبها، قالت في آذار/ مارس 2018، إن "للسلطات المصرية سمعة سيئة باستخدام الإخفاء القسري لإسكات الحقوقيين والمعارضين"، وبتقريرها السنوي شباط/ فبراير 2020، وثقت 710 حالة اختفاء في عام 2019.

وحول أشهر جرائم الإخفاء، وفي آذار/ مارس 2019، طالبت "هيومن رايتس ووتش" مصر بالكشف عن مكان الناشط مصطفى النجار، المختفي منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وحتى اليوم، وفي تقريرها كانون الثاني/ يناير 2020، قالت إن "الشرطة وجهاز الأمن الوطني ارتكبت بشكل روتيني الاختفاء القسري والتعذيب".

منظمة "كوميتي فور جستس" الحقوقية الدولية، وثقت نحو 1989 حالة إخفاء قسري بمصر، بين آب/ أغسطس 2017 وآب/ أغسطس 2018.

ووثق "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" نحو 5500 حالة إخفاء قسري، من تموز/ يوليو 2013، وحتى آب/ أغسطس 2017، منها 44 تم قتلهم خارج نطاق القانون.

وقالت اللجنة المصرية للحقوق والحريات، في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، إن "عدد المختفين قسريا بمصر منذ 2015 فاق 2700 شخص".

وفي "اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري"، 30 آب/ أغسطس 2020، وثقت 3 منظمات مصرية نحو 10 آلاف حالة اختفاء منذ صيف 2013، وخلال 7 سنوات، ومقتل 57 منهم.

وفي محاولاتها حجب الحديث عن جرائم الإخفاء القسري، وفي أيلول/ سبتمبر ٢٠١٧، اعتقلت السلطات المصرية مؤسس رابطة أسر المختفين قسريا المحامي إبراهيم متولي، قبل سفره لعرض قضية المختفين قسريا على الأمم المتحدة.

وفي المقابل، تنفي مصر ارتكاب سلطاتها الأمنية جريمة الإخفاء القسري، وفي أحدث تلك الردود قال رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب طارق رضوان، 25 كانون الثاني/ يناير 2021، إنها "نكتة سخيفة".

أكثر من 11 ألف حالة

الحقوقي المصري محمود جابر فرغلي، قال إن "إجمالي حالات الإخفاء القسري التي رصدناها منذ عام 2013 حتى آخر 2020 هو 11224 حالة"، مشيرا إلى أن "الإخفاء القسري جريمة ممنهجة ترتكبها السلطات المصرية بشكل موسع وكبير، وتشمل كل فئات المجتمع المصري".

مدير مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان"، أكد لـ"عربي21" أن "السلطات المصرية ما تزال تنكر حدوث الجريمة، رغم تقديم الأهالي مئات البلاغات بإخفاء ذويهم عقب اعتقال الشرطة بزي مدني ورسمي لهم، وأمام جمع من الشهود".

وأشار إلى أن "النيابة العامة لم تفتح تحقيقا واحدا بالبلاغات المقدمة، ولم يثبت وكلاء النيابة وبعض القضاة بالمحاضر الرسمية معاناة المخفي بفترة اختفائه".

وحول حالات المختفين قسريا لعام 2020، أكد فرغلي أنها نحو (2847) حالة، منهم 39 سيدة وفتاة تعرضن للإخفاء القسري، لافتا إلى أن هناك حالات لمختفين قسرا لم تظهر حتى اليوم، اختفوا بأحداث فض اعتصام "رابعة العدوية" و"النهضة"، وما بعدها.

وأكد أن "هناك حالات تم إلقاء القبض عليها، ولم تظهر حتى الآن لأكثر من عامين"، مبينا أن "أبرز هؤلاء المختفين، الطالب عبدالله صادق من محافظة المنيا، المختفي قسريا منذ اعتقاله تعسفيا في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر2017، واقتياده لجهة مجهولة".

**************************************************

ما سر البلاطات السوداء في الأقصى؟

الجواب ...

ترمز البلاطات السوداء  في الأقصى لدلالات كثيرة؛ منها اتجاه القبلة، ومعالم سفلية،

ومكان صلاة الصالحين قديما 

بلاطات سوداء رخامية تتوزع في أماكن متفرقة قليلة بساحة صحن قبة الصخرة في المسجد الأقصى، تنفرد بلونها وشكلها المغاير عن محيطها، في دلالة رمزية وظيفية لا جمالية، لا يلاحظها إلا فاحص باحث، متسائلا عن سرها ودلالتها في ظل غموضها وشُح آثار السلف والخلف عنها.

صمدت حتى اليوم بلاطتان فقط من أصل 4، وهما بلاطة سوداء على شكل محراب باتجاه القبلة بين قبة الشيخ الخليلي وقبة الخضر، وأخرى مستطيلة في قبة الأرواح شمال قبة الصخرة، أما الأخريات فبلاطة عند البائكة الجنوبية أزيلت خلال الترميم العثماني، وأخرى عند باب الجنة شمال قبة الصخرة أزيلت في عهد الوالي العثماني أحمد جمال باشا (السفاح)، وهي الأهم بينها.

ويرجح سبب إزالة بعض البلاطات إلى قطع ارتباط المصلين بها بعد تداولهم خرافات بشأنها وتقديسها وارتكاب البدع حولها، لكن ما دلالة هذه البلاطات؟ وما الروايات المأثورة بشأنها؟ توجهت الجزيرة نت إلى عدد من الباحثين في تاريخ المسجد الأقصى، والذين أجمعوا على أن وجود البلاطات حول صخرة المعراج لم يكن صدفة أبدا.

قداسة شعبية شفوية

ينفي الباحث في تاريخ القدس والأقصى إيهاب الجلاد ارتباط البلاطات السوداء بأصل ديني ثابت، مؤكدا أنها اكتسبت قدسية شعبية شفوية تطورت عبر الزمن بتطور المفهوم الشعبي للقداسة.

ويبين الجلاد للجزيرة نت أن المسلمين في العهد الفاطمي مثلا حاولوا الربط بين المسجد الحرام والأقصى، فنصبوا حجارة سوداء في الأقصى تيمنا بالحجر الأسود في الكعبة ورمزيته كأحد حجارة الجنة، ولتعميق ارتباط الأقصى بالسماء على اعتبار أنه "بوابة السماء وموقع المعراج".

بلاطة قبة الصخرة

تركز روايات كتب فضائل بيت المقدس القديمة على ذكر البلاطة السوداء داخل قبة الصخرة قرب باب الجنة، ويقول الجلاد إن أول ذكر لها كان في كتاب "فضائل البيت المقدس" للإمام الخطيب أبو بكر محمد الواسطي، والذي كتبه في القرن الرابع الهجري (900 ميلادي) في العهد الفاطمي.

وكتب الواسطي في كتابه تحت باب "فضل البلاطة السوداء" قائلا "حدثتنا بُجيلة -وكانت ملازمة لصخرة بيت المقدس- فقالت: لم أعلم يوما إلا وقد دخل عليّ من الباب الشامي (باب الجنة) رجل عليه هيئة السفر فصلى ركعتين أو أربعا ثم خرج، فتعلقت بطرف ثوبه، فقلت: يا هذا، رأيتك قد فعلت شيئا لم أدر لأي شيء فعلته، فقال لها: أنا رجل من أهل اليمن، وإني خرجت أريد هذا البيت (الأقصى)، فمررت بوهب بن منبه (تابعي)، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: بيت المقدس، فقال: فإذا دخلت المسجد فادخل الصخرة من الباب الشامي، ثم تقدم إلى القبلة فعلى يمينك عمود وأسطوانة، وعلى يسارك عمود وأسطوانة، فانظر بين العمودين والأسطوانتين رخامة سوداء فإنها على باب من أبواب الجنة، فصلِّ عليها وادع الله، فإن الدعاء عليها مستجاب".

حقيقة أم خرافة؟

يقول شهاب الدين المقدسي في كتابه "مثير الغرام إلى تاريخ القدس والشام" معلقا على رواية "بُجيلة" عن البلاطة السوداء "قاتل الله القُصاص الوضاعين (الذين يسردون القصص في المساجد)، ولا شك في فضل هذا المسجد، ولكنهم غلوا (زادوا)، إنما صح ذلك لمسجد رسول الله في قوله "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"، مع أن بعض العلماء تأوله، وبعضهم حمله على ظاهره".

وعن البلاطة السوداء قرب باب الجنة أيضا، يقول الباحث الجلاد إن مسامير من فضة ثُبتت عليها في فترة ما حتى ظهرت خرافة تقول إن زوال كل مسمار منها يشير إلى اقتراب يوم القيامة.

دلالة سفلية

بدوره، يرى مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو أن لبعض البلاطات السوداء دلالة سفلية، فيقول للجزيرة نت إن هضبة بيت المقدس التي بنيت فوقها قبة الصخرة ليست صخرة صماء في مجملها، وإنما تحتضن أسفها آبارا وقناطر ومغارات.

وأضاف أن البلاطة السوداء قرب قبة الصخرة يوجد أسفلها فضاء سفلي أو صهريج سمي "زاوية الخضر"، وتحول لاحقا إلى مكتب لدائرة الأوقاف الإسلامية، أما الجلاد فيعتقد أن البلاطة المضافة في العهد الأيوبي تشير إلى مكان صلاة الخضر واستجابة الدعاء شأنها كشأن بلاطة قبة الصخرة.

ويعتقد عمرو أن البلاطة السوداء في قبة الصخرة تشير أيضا إلى دلالة سفلية، مبينا أنها علامة أموية على مدخل سرداب طويل سفلي طويل يخرج من تحت القبة شمالا، وله درج ينزل لسرداب آخر تحته يوصل إلى المغارة الشمالية تحت صخرة بيت المقدس.

ويستدل على ذلك بما أورده شهاب الدين المقدسي في كتابه "مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام" في القرن السابع الهجري (1300 ميلادي)، قائلا" روى الوليد بن حماد قال: حدثنا علي بن سلامة، حدثنا أبو سلامة عن أبيه عن جده قال "أمرني المهدي (الخليفة العباسي) أن أزيد المسطبة التي عند البلاطة السوداء في الصخرة ففعلت، وقلعت بلاطة من البلاط الذي عند البلاطة السوداء فإذا زقاق مضيء، فنزلت ومشيت فيه نحو الباب الشامي (الجنة)، وإذا ثَمّ كوة (فتحة للتهوية والإضاءة) مما يلي القبة..".

بلاطات أخرى

أما عن البلاطة المزالة قرب البائكة الجنوبية فيقول الباحث الجلاد إنها ارتبطت رمزيا بالمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب القدس، وعن البلاطة السوداء داخل قبة الأرواح المبنية من نفس حجارة صخرة هضبة بيت المقدس الأصلية يقول عمرو إنها لم ترد في كتب فضائل بيت المقدس، ولكنها تدل على رمزية علوية كشأن باقي البلاطات.

آثار مرتبطة بالتصوف

بدوره، يقول أستاذ دراسات بيت المقدس في جامعة "إسطنبول 29 مايو" عبد الله معروف للجزيرة نت إن البلاطات السوداء في الأقصى ترتبط بالتصوف، حيث كانت توضع بأماكن رأى بعض شيوخ المتصوفين في منامهم أن صالحا يصلي عليها كالخضر مثلا، وتشير -أينما وجدت- إلى موضع مرتبط في الذاكرة الشعبية الصوفية باسم نبي أو صالح، وتم تمييزها لمن أحب الصلاة عندها.

ويشير معروف إلى أن هناك موضعا غرب قبة الصخرة رُجح أن النبي عليه الصلاة السلام صلى فوقه إماما بالأنبياء في ليلة الإسراء والمعراج، فعُلّم ببلاطات حمراء وبنيت فوقه قبة لاحقا سميت قبة "محراب النبي".

ويضيف أن أغلبية البلاطات السوداء في الأقصى أقيمت بعد الاحتلال الصليبي، وذلك في الفترات الأيوبية المتأخرة أو المملوكية، فيما أضاف العثمانيون القباب إلى بعضها.

**************************************************

لقاء عمل بين مكتب قيصر في وزارة الخارجية الأمريكية وتحالف قيصر للعدالة والحرية والديمقراطية .

تقرير اللجنة الإعلامية

في لقاء مثمر و بناء، إجتمع ممثلين عن فريق قيصر في الادارة الامريكية مع ممثلي لجنة إدارة تحالف قيصروذلك في 26 كانون الثاني 2021 .

وجاء اللقاء بدعوة من فريق قيصر بالإدارة الأمريكية رغبة منهم بالتعاون من أجل الوصول إلى استراتيجيات ناجعة تخدم  بتطبيق قانون قيصر.

هذا وافتتح اللقاء المنسق العام لتحالف قيصر مقدما التهنئة للرئيس بايدن ولنائبته كمالا هاريس.

بعد ذلك قام بالتعريف باعضاء التحالف المشاركين معبراعن أمله بان يؤدي تطبيق قانون قيصر وزيادة ضغوط الحكومة الأمريكية وحلفائها لتسريع خلاص الشعب السوري من النظام الأسدي والاحتلال الروسي والايراني، ثم تناول بحديثه أهمية قانون قيصر وضرورة تشكيل التحالف، ودعم الشعب السوري الواسع لقانون قيصر الذي يشكل بارقة امل  له وذلك من خلال التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الديموقراطية، موليا أهمية كبيرة للضغوط الاقتصادية والسياسية على النظام وحلفائه.

وتابع أمين سر التحالف حديثه مسلطا الضوء على الانتهاكات التي يقوم بها النظام وأعوانه ومحاولاتهم المستمرة للالتفاف على قانون قيصرمن خلال تهريب النفط من مناطق قسد الى مناطق النظام، ودخول البضائع عبر تجارة الترانزيت عن طريق الاردن حيث يتم تفريغها لتفتشيها، وتخرج السيارات فارغة من سوريا وتُختم أوراقها بأنها خرجت بحمولتها، وطالب بالعمل على اعتبار جوازات السفر المنتهية الصلاحية في الولايات المتحدة والدول الصديقة صالحة لمنع تمويل النظام بمئات الملايين من الدولارات والتي معظمها تدخل الى حسابات نظام الاسد بطريقة غير نظامية عبر نقلها بالحقاىب الدبلوماسية كما تحدث أحد أعضاء التحالف المشاركين عن تجارة المخدرات والصفقات التي ضبطت مؤخرا مقترحا عليهم تفتيش حمولات السفن القادمة من الموانئ السورية في عرض البحر قبل الوصول الى وجهتها.

وطرح مجلس الإدارة الحاجة الملحة لوقف القصف الذي يقوم به النظام على المناطق الخارجة عن سيطرته في انتهاك واضح لقانون قيصر لحماية المدنيين والحاجة الماسة لحل قضية مئات الالاف من المعتقلين الذين يعانون آلاما لاتنتهي اضافة الى معاناة الناس في الداخل والحاجة الى ضبط المعابر مع مناطق سيطرة النظام.   

 وعبر الجميع  عن الدور الإعلامي التوعوي الذي كان لهم دائما بالمرصاد من خلال المتابعة والنشر في صفحات التحالف.

وبعد أن انتهى ممثلو تحالف قيصر من طروحاتهم وتساؤلاتهم، قام فريق قيصر بالإدارة الأمريكية بالإجابة والشرح باهتمام بالغ متحدثا عن انجازات قانون قيصر في حرمان النظام من مصادر مالية كبيرة كان سيحصل عليها لتمويل آلته الحربية وكيف ساهمت العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر في منع اعادة الاعمار والتطبيع الاقتصادي والسياسي مع نظام الاسد، كما انها منعت شركات وحكومات عديدة من المشاركة في اعادة الاعمار طالما لم يرضخ النظام للالتزام بالقرارات الدولية. واثنوا على الطروحات التي تم تقديمها و عبروا عن الرغبة باستمرار التعاون في مختلف المجالات.

وعن مسألة الجوازات أجابوا أنه من الصعب ان يتدخلوا في انظمة الهجرة والداخلية للدول الاخرى. وتحدث عن كيفية التعامل في حال وجود مخالفات لتطبيق قانون قيصر في الدول المختلفة  بتشجيع الدول الصديقة للتعاون مع ممثلي تحالف قيصر في تلك الدول،  وكانت الاجابة بان يتم التخاطب مباشرة مع تلك الادارات وفي حال عدم التجاوب ابلاغ فريق قيصر لتفعيل التعاون معها بشكل دوري حول العقوبات.

وأنهى حديثه عن ضرورة التواصل والمناصرة و بناء شبكة عبر دول مختلفة لتنشيط تطبيق قانون قيصر و بيّن أهمية هذا القانون في حماية المدنيين في ظل العجز الدولي عن وقف معاناة السوريين بسبب تصرفات حلفاء النظام في مجلس الامن و بان هذا القانون هو رسالة للطغاة و للشعوب، بوجود أمم و شعوب تهتم بحياتهم و حقوقهم. وأكد على الحاجة الى اعداد تقارير دورية ترفع لفريق قيصر في الخارجية الامريكية تتضمن كل ما تمّ إنجازه والصعوبات و التحديات التي تواجه تطبيق القانون على أمل استمرار الحوار و اللقاءات بشكل دوري.

**************************************************

مؤرخ: إسرائيل اعتقلت آلاف الفلسطينيين عام 1948 داخل “معسكرات اعتقال” شبيهة بسجون النازية

الناصرة- “القدس العربي”: يواصل مؤرخ إسرائيلي الكشف عن انتهاكات اقترفتها إسرائيل بعد قيامها غداة نكبة 1948 بحق المتبقين في وطنهم وصاروا يعرفون بـ”فلسطينيي الداخل” ويتوقف مجددا عند “معسكرات الاعتقال” التي أقامتها وقتها لاعتقال الآلاف منهم لتحقيق عدة غايات معلنة وخفية.

واستعرض المؤرخ آدم راز في محاضرة له هذه المعتقلات الصهيونية التي قامت بين 1948 و1949 في طول البلاد وعرضها بناء على وثائق أرشيفية إسرائيلية تتطابق مع مصادر فلسطينية بهذا المضمار. وقال راز إن إسرائيل احتجزت آلافا من سكان البلدات الفلسطينية عام 1948 في معسكرات جماعية، وصفت بأنها “غيتوهات محاطة بأسلاك شائكة” أسماها المعتلقون بتسميتها الإنكليزية “الكيج”، وأن هؤلاء المحتجزين كانوا من السكان المدنيين الذين لم يشتركوا في القتال، ممن بقوا بعد النكبة والتهجير.

وقال إن وثائق ما جرى في هذا الاحتجاز موجودة في مئات الملفات التي احتفظت بها (وزارة شؤون الأقليات) الإسرائيلية التي شكلت وقتها وتولاها موسي شاريت وإن هناك مستندات أخرى توثق يوميات الاحتجاز، موجودة في “أرشيف الدولة” ووزارة الأمن الإسرائيلية. وكشف أن هناك محاولات جارية لإخفاء وفلترة هذه الوثائق، ليس لاعتبارات أمنية وإنما لأنها يمكن أن “تزعج الأذن اليهودية” لا سيما أنها تبعث تداعيات حول معسكرات التركيز النازية بحق اليهود.

كشف راز أن اجتماعاً وزارياً تم في 1948، اتخذ قراراً بتجميع سكان اللد في أحياء معينة لإفساح أماكن للمهاجرين اليهود القادمين

وكشفت أن اجتماعاً وزارياً تم في 1948، خاصاً بما يعرف بـ”لجنة الممتلكات المتروكة”، حيث اتخذ قراراً بتجميع سكان اللد في أحياء معينة لإفساح أماكن للمهاجرين اليهود القادمين، وقال فيه مدير شؤون الأقليات جاد مكين، إنه لم يعد مُبرَّراً إبقاء العرب في معسكرات جماعية محاطة بأسوار، وقد تم التأشير على هذا التصريح بالحجب في الوثائق الإسرائيلية، طبقا لأوامر إدارة “أرشيف الدولة”، وأن منطق إخفاء هذا التصريح هو “عدم إطلاع مواطني إسرائيل – يقصد فلسطينيي 1948 – عما جرى مع أسلافهم”، منوها أن إسرائيل أقامت غيتوهات في كل البلدات الفلسطينية التي تم احتلالها، ونظراً إلى أن تعبير (غيتو) كان من الصعب ابتلاعه في تلك الفترة بالنسبة للإسرائيليين، فقد تم استخدام تعبير آخر لوصف ما جرى مع الفلسطينيين، وهو نقل العرب إلى منطقة أمنية”.

وأضافت الصحيفة أن النموذج ذاته (الغيتوهات) تم تطبيقه على العرب الذين نقلوا من مكان إلى آخر، حيث أبلغ بن غوريون أهل حيفا الفلسطينيين بعد احتلالها بيوم واحد، أن عليهم الانتقال إلى وادي نسناس بالنسبة للمسيحيين، ووادي الصليب بالنسبة للمسلمين. وأضافت أن عضو حزب “مبام” المسؤول عن الملف العربي وقتئذ، يوسف فاشيز، ذكر أن قرار بن غوريون نفسه، تسبب في فوضى لأن تجميع الفلسطينيين في حي واحد، أيا كان سكنهم الأصلي، كان يعني إجبارهم على الإقامة في منازل مهجورة بلا ماء أو كهرباء، وهو فعل عنصري لخلق (غيتو) عربي في حيفا، موضحا أن فاشيز دان إحاطة العرب بأسوار، وقال إن تلك المعسكرات الجماعية حددت شكل العلاقات المستقبلية مع العرب في إسرائيل بعد 1948، وحددت ما إذا كانت إسرائيل ستصبح دولة ديموقراطية، أو دولة إقطاعية تملك عادات عصور وسطى وقوانين نورمبرغ، وأنه منذ تلك الواقعة أصبح ممنوعاً على العرب في إسرائيل أن يعيشوا في المكان الذي يرغبون فيه.

ويتابع راز في كشف الأرشيفات الإسرائيلية بهذا الخصوص “تقرر في يافا أيضاً إزاحة العرب من أحيائهم بالطريقة نفسها. طبقاً لما قاله الحاكم العسكري، مائير لانيادو، أمام اللجنة العربية عام 1948، فإن موشيه آريم الذي ترأس إدارة شؤون الأقليات لإعادة التأهيل، احتج أمام الوزير شطريت، بشأن إعادة تسكين الفلسطينيين في حي العجمي، الذي كان محاطاً من جميع الجهات باليهود”.

غيتوهات محاطة بالأسلاك

 ونقل عن آريم قوله وقتها: إن العجمي سيحاط بسور من الأسلاك الشائكة، ويتحول إلى غيتو محاصر، نحن نزرع البذور السامة في قلوب العرب، كيف نصنع غيتو محاطاً بأسلاك شائكة ممنوعاً من الاتصال بالبحر؟ هل هذا يمكن أن يكون تصوراً سياسياً؟ ودحض راز مزاعم مؤلف كتاب “الاستقلال مقابل النكبة – الحرب العربية الإسرائيلية 1948” يواف غليبر، من أن فكرة إقامة أسوار حول أحياء يافا تم التراجع عنها مشيرا لشهادة للحاكم العسكري الإسرائيلي لانيادو، أنه خلال تلك الفترة كان يفكر في “تقليل الأسلاك الشائكة المحيطة بالفلسطينيين”، والسماح لهم بحرية الحركة حتى لا يشعروا بأنهم في معسكر اعتقال”.

وأشار لإحاطة حي العجمي في يافا بأسلاك شائكة لمدة شهر، وأن وزارة شؤون الأقليات، ظلت في خلاف دائم مع السلطات العسكرية الإسرائيلية حول هذا الأمر، حيث سعت الأولى مراراً إلى الحصول على تصاريح للفلسطينيين للخروج من الأسلاك الشائكة”. وينقل راز عن الشيخ إسماعيل أبو شحادة من يافا قبيل رحيله في الأسبوع الماضي (جد النائب سامي أبو شحادة عن التجمع الوطني اليموقراطي) قوله عن تلك الأيام القاسية “أحاطنا الإسرائيليون بأسلاك شائكة لم يكن فيها أي بوابات، وكان مسموحاً لنا بالخروج فقط للعمل في البساتين المحيطة، وذلك عبر حصولنا على تصريح معين من موظف مختص”.

كما استذكر المؤرخ الإسرائيلي شهادة أخرى للإسرائيلي موشيه شيرانك، الذي عمل حاكماً عسكرياً قبل لانيادو، يقول فيها “انتهكت إسرائيل شروط اتفاق الاستسلام الذي استولت بموجبه على البلدات الفلسطينية، والذي منح سكانها الفلسطينيين حق الحركة في المدينة”. كذلك يشير راز إلى ما شهدته مدينة اللد وشكل مصدر إلهام للكاتب إلياس خوري في بعض رواياته بقوله إنها قد شهدت تجميع العرب في أحياء معينة وحدهم، وفرض عليهم حظر التجول. كما حدث الأمر نفسه في الرملة، بما دفع مجموعة من الشخصيات الفلسطينية إلى كتابة عريضة جماعية وجهوها إلى بن غوريون، قالوا فيها إنه تمت إهانة كبار السن والنساء والأطفال والشباب، وتم إجبارهم على الوقوف تحت الشمس الحارقة من دون ماء أو طعام، ومن دون أي سبب حقيقي يستوجب ذلك، سوى السخرية منهم وإذلالهم وانتهاك كرامتهم”.

وأوضح أنه في عام 1949، طلبت وزارة الأقليات الإسرائيلية من السلطات العسكرية تدمير السلك الشائك المحيط باللد، وعليه تم منح حرية الحركة للفلسطينيين في منتصف يونيو من العام نفسه، لكن الأسلاك الشائكة لم تُزَل، والأمر نفسه شمل المجدل وغيرها، منوها لوجود وثائق كل ما جرى في هذا الاحتجاز موجودة في مئات الملفات التي احتفظت بها “وزارة شؤون الأقليات” الإسرائيلية، التي شُكّلت حينذاك.

ويقدم كتاب بحثي واسع بعنوان “أسرى بلا حراب” للمؤرخ بروفسور مصطفى كبها والزميل وديع عواودة الكثير من التفاصيل عن هذه القضية. الكتاب الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2013 يستند لأرشيفات الجيش الإسرائيلي والصليب الأحمر ولـ100 شهادة شفوية سجلها أسرى فلسطينيون اعتقلوا لفترات تتراوح بين ثلاثة شهور وبين سنة وثلاثة شهور داخل نحو عشرة معسكرات اعتقال في “إجليل” و”تل ليفينسكي” و”عتليت” وغيرها.

 وتوقف الكتاب عند ظروف الاعتقال الصعبة والقاسية التي تعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال (يقدر عددهم بـ12 ألف أسير) خلال نكبة 1948 وقدم بعض الأمثلة على الضرب والقتل والحرمان والتجويع والنوم على الأشواك في العراء، علاوة على تدني الشروط الصحية. ويفيد الكتاب أن الأسرى في شهاداتهم، على سبيل المثال، نقلوا أن القمل تفشى داخل المعتقلات وسار على أرضيتها كالنمل.

ويلفت الكتاب إلى أن بعض الآباء زاروا المعتقلات وقتها ولم يتمكنوا من التعرف على أبنائهم المعتقلين، نتيجة تغير أشكالهم بسبب الهزال الشديد، كما أكد الشيخ عبد الحميد عدوي من طرعان قضاء الناصرة في شهادته. كما يتوقف الكتاب عند الأسباب الحقيقية لبناء معتقلات إسرائيلية عام 48 اعتقل فيها آلاف الشباب الفلسطينيين ومنح كل منهم رقما، ما يثير تداعيات حول معتقلات تاريخية أخرى في أوروبا.

ومن هذه الأسباب احتلال وعي المتبقين في وطنهم بالصدمة والترويع وتشغيلهم بالسخرة لسرقة محتويات البيوت في المدن والفلسطينية المحتلة عام 1948 وفي أعمال بناء أخرى فيما زعمت إسرائيل أنهم أسرى رغم الحقيقة أن كثيرين منهم لم يحملوا سلاحا يوما وأن الاعتقال جاء بعد انتهاء عمليات الاحتلال وهذا ما يشير له عنوان الكتاب.

ويوضح المؤرخ كبها إن إسرائيل أرادت من هذه المعتقلات منع أي خلايا تعمل للمقاومة الفلسطينية، كسر شوكة المتبقين في وطنهم، مساومتهم على حريتهم مقابل مغادرة البلاد، الانتقام ممن شارك بمجهود وطني، تشغيلهم بالسخرة ولتفريغ المدن والقرى المهجرة وجمع الغنائم. وتتوالى هذه التداعيات حينما يروي الأسرى في شهاداتهم أن السجانين برروا الحرمان من الطعام بالقول إن الألمان لم يقدموا لهم الطعام خلال معتقلات التركيز خلال الحرب العالمية الثانية. ويكشف الكتاب ما شهدته المعسكرات الإسرائيلية من عمليات صمود وبقاء وتحصيل حقوق إنسانية حقيقية خاضها الأسرى داخل المعتقلات، رغم الانهيار والانكسار المترتب على نكبة 48.

 شهادة من اللد: ذبحوا الضحايا داخل المسجد وأجبرونا على إحراقها قبل اعتقالنا

ومن ضمن الشهادات الكثيرة الواردة في الكتاب شهادة للشيخ فائق أبو منة من مدينة اللد الذي اعتقل هو وأربعة من أشقائه في معسكرات الاعتقال هذه وفيها كشف عن تفاصيل مروعة عما ارتكبته منظمات صهيونية من جرائم. في شهادته بلغته العامية يقول أبو منة “كنا ساكنين في حي الأوردة في اللد وأصلنا من الرملة. كان في اللجنة القومية شخصيات من دار كيالي والحسيني والهنيدي والعلمي ودهمش وشموط. كنت أطلع أحرس مع بارودة محل خالي عطا الله. كنا نروح وين بناية البلدية في مركز البلد. كنا 40 نفر في البيت عمامي وقرايبنا من يافا. سكنا في غرفتين. نصبنا خيمة في الجنينة. دخل اليهود علينا وظلينا بالدار وصاروا يروحوا وييجوا وثاني يوم وصلوا الحي وما حكوا معنا. بعدين أخذونا نشتغل بالتنظيف. يوم أجوا علينا وطلعونا من الدار وأجبرونا على ترك الدار فتركنا فيها ستاتي الثنتين تركناهن وهني يعيطوا. شو بدنا نعمل. ما في اليد حيلة فتركناهن ونحن نبكي أيضا”.

“وبعدين فهمنا إنه في اليوم الأول لما جمعوا الناس عند مسجد دهمش كان شاب من عنا يعمل على إنتاج فيلم سينمائي عن اللد قبيل النكبة يدعى جميل هيرون. ألقى قنبلة يدوية على بعض الجنود قبالة المسجد فقتل اثنين منهم قبل أن يقنصه جندي آخر كان على سطح المسجد. وبعدين قام أحد الجنود الصهاينة بالانتقام بواسطة حصد العشرات داخل قاعة المسجد كيف فهمت من بعض الأهالي ثاني يوم. الجيش الإسرائيلي اقتادني من بيتنا بعد أسبوع مع عشرة شبان عرب آخرين منهم شقيقي خليل وابن عمي أنطون أبو كامل الزين إلى مسجد دهمش. كانت الدنيا صيف. ما أن وصلنا روعنا مشهد غير إنساني ما تخيلته في أفظع كوابيسي. كانت حوالي 70 جثة مكدسة في غرفة بجنبات صحن المسجد وكانت جدرانها ملطخة بالدم. والأرض بركة دم والحيطان مخردقة بالفشك. كانت رائحة الجثث المتعفنة ملأت الفضاء ولما دخلنا الغرفة من جهة اليمين ذهلنا لمشاهدة كمية هائلة من جثث الناس الذين حشروا في غرفة ورموا بالنار”.

سيدة وتوأمان

فيما كانت تصغي زوجته بخشوع استرسل أبو منة في فتح صناديق ذاكرته فتابع “الضحايا كانوا من الرجال عدا سيدة ارتدت لباسا فلاحيا بجنبها طفلتين في السابعة من العمر من القرى المجاورة. كنا نرفع الجثث على أكياس من الخيش وأحيانا كان ينسلخ اللحم عن العظم ولم نتمكن من التعرف على أحد لأن الوجوه كانت منتفخة”، متكئا على عكازه وبعينين تطاير الشرر منهما بعدما أججتهما الذكريات الساخنة وقف أبو منة قبالة مكان إضرام النار بالجثث داخل مقبرة اللد الإسلامية التي اصطحبناه إليها.

استذكر بأسى وحسرة فقال “تم نقل الجثث بتعليمات الجيش إلى المقبرة بالسيارات وكان الجنود الصهاينة منعونا من دفن الجثامين وأجبرونا على حرقها عدا جثث السيدة والطفلتين اللي دفناهن في قبر جماعي بالركن الشمالي الشرقي للمقبرة. جمعنا الأخشاب والأعشاب اليابسة في المقبرة وأمرونا بجلب القماش والملابس من المنازل المجاورة وتكديسها على الجثث. أذكر إنا وخلال بحثنا في المنازل المهجرة عن كل ما هو قابل للاشتعال وجدنا بدلة عروس أيضا بدت جديدة ولم ترتديها صاحبتها بعد. بللنا الجثث بالكاز وأضرمنا النار بها بعد أن “نظفنا” ملابس الموتى من الأدوات البسيطة كالسكاكين الصغيرة والمصاري والخواتم التي كانت معهن واللي أخذها الجنود طبعا وما هي لحظات حتى ارتفعت ألسنة اللهب نحو 20 مترا”.

معسكر إجليل

 وعن الاعتقال أضاف “بعدين اقتادونا إلى الاعتقال لسجن في منطقة إجليل…. الجنود سألونا عما إذا كان واحد منا حافظ الفاتحة. فقام صديقي أبو كامل الزين صاحب مطعم في رام الله اليوم. وتلاها قبل إضرام النار بالجثث. وبعدين سمعت من بعض الجنود اليهود ممن أقاموا في المدينة بعد سقوطها كيف أعدموا المواطنين في المسجد وكيف رجعوا بعد دقائق معدودة من المذبحة ونادوا بالعربية وكأنهن عرب جاءوا للنجدة: في  جرحى. ولما قام أكم واحد من بين كوام الجثث حصدوهن بالنار ثانية. لما خلصنا حرق الجثث أخذونا بالسيارات على الدار وما كان إشي نوكل. اعتقلوا 33 شاب من اللد بالفوج الأخير وأنا معهن وحطوا السلاح على صدورنا. ويعقوب بطشون كان أسير معنا في إجليل. في الأسر ولدت مرته في أول يوم أسر فسمت الولد أسير بناء على طلبه قبل ما يعتقلوه. سموا زي ما أنا أسير قال”.

كل أسير ورقمه

“في المعتقل كان رقمي 7246 في إجليل اشتغلت بالحفريات ثلاثة شهور وبعدين نفونا على صرفند ست شهور وأخوي الكبير أندراوس ظل وراي ثلاث شهور بالمعتقل. كنا 15 أسير في كل خيمة. الأسرى اللي بتذكرهن: عبد الله زكرور، عبد الله النقيب، سالم صخن، يعقوب بطشون، أنا وأخوتي الأربعة أندراوس أبو منة، خليل أبو منة، سمعان أبو منة، خميس أبو منة، أبو أحمد رويس، فايز حبش. أعطونا خيمة ونمنا على الرمل. الأستاذ فايز حبش عمل جبلة رمل وعمل مخدة. أجا جندي لابس برنيطة كاكي وسأل خليل: شو بتسوي هون. وقال إنه بده يرد له الجميل بعد ما تبين إنه كان منقذ أخوه لكن خليل رفض وقال: شو مع بقية إخوتي. بعدين نقوا خليل وسمعان أبو منة وواحد من دار الأسمر على معتقل تل ليتفنسكي علشان يشتغلوا هناك. أنا اشتغلت مع الجيش في المطبخ قبال المطار في محانيه يسرائيل ثماني شهور. كنت أراسل أهلي بمكاتيب. جابونا على المحطة في اللد مرتين علشان نشوف أهلنا داخل الجامع. كان ييجي الأب والأم ويوخذوا الأسير ليوم واحد. كان معنا فرقة مصرية أسرى من عراق سويدان. كانوا يعرضوا علينا نطلع برية البلاد. كنت بدي أروح على عمان عند أخوي بس عاودت روحت على اللد. في السجن تعلمت صنعة الحلاقة ففتحت محلقة”.

وسوم: العدد 914