لماذا تستهدف إسرائيل المدنيين الفلسطينيين

في كل عدوان إسرائيلي تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ تأسيسها، كانت تستهدف المدنيين، وارتكبت المجازر البشعة لقتل أكبر قدر من الفلسطينيين. فما هي الأسباب التي تحرص إسرائيل على تحقيقها من استهداف المدنيين الفلسطينيين:

1-     قامت العقيدة الصهيونية على تفريغ فلسطين من سكانها، سواء بالقتل أو بالتهجير.

2-     يؤمن اليهود بأن العرب مجرد حشرات ضارة يجب قتلها والتخلص منها. هذا ما صرَّح به الحاخام اليهودي الأكبر عوفاديا يوسف.

3-     يؤمن اليهود بأن قتل كل مَن هو غير يهودي، هو عمل يتقربون به إلى الله، حيث يقول التلمود، وهو الكتاب المقدّس الثاني لديهم: "اقتل الصالح من غير اليهود، ولا تُنجي أحداً منهم من عذاب، وإن وقع أحدهم في حفرة فسدها عليه بحجر".

4-     أدركت إسرائيل أن أكبر خطأ ارتكبته هو الإبقاء على 150 ألف فلسطيني داخل إسرائيل في عام 1948، أصبحوا عبئاً عليها، لكنها تعاملت معهم بعنصرية شديدة، وهي لا تريد الإبقاء على كثافة فلسطينية داخل حدود فلسطين التي تتطلع إسرائيل لتصفية الوجود الفلسطيني فيها بالتدريج.

5-     تثير الإحصاءات الديمغرافية لأعداد السكان اليهود والعرب داخل فلسطين مخاوف إسرائيل، حيث زاد عدد العرب عن اليهود بحوالي مائتي ألف تقريباً، وهي تعتبر ذلك أشد خطراً من أية حرب تخوضها، ولذلك فهي تعمد إلى تقليص أعداد الفلسطينيين بشتى الطرق، ففي أوقات التهدئة، تلجأ إلى تنكيد حياة الفلسطينيين لتدفعهم للهجرة، وفي أوقت الحرب تلجأ لقتلهم بارتكاب مذابح جماعية واستهدافات فردية، وتدمير بناهم التحتية، لتصعيب حياتهم ودفعهم بعد الحرب للهجرة.

6-     تعتقد إسرائيل أن كل عربي هو مشروع مقاوِم، ويجب التخلص منه في أسرع وقت قبل أن يشكل خطراً أكبر عليها؛ ولذلك هي تستهدف الأطفال الفلسطينيين.

7-     ترى إسرائيل أن المقاوِمين الفلسطينيين قد نشأوا في عائلات وأسر فلسطينية؛ ولذلك وجب الانتقام من هذه العائلات، كما يجب ردع العائلات الأخرى عن القيام بتصدير مقاوِمين من أبنائها.

8-     تعتقد إسرائيل أن أكثر من خمسة مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة يمثلون استنزافاً لموارد فلسطين الطبيعية، من مياه وصخور وأملاح، ويستغلون الأرض التي تسميها إسرائيل : "أرض إسرائيل". وبالتالي يجب حرمان الفلسطينيين من التمتع بخيرات "إسرائيل"، لأنها يجب أن تبقى حصراً لشعب إسرائيل اليهودي.

9-     تدرك إسرائيل صعوبة ملاحقة المقاتلين الفلسطينيين، لأنهم مدربون جيداً، ولديهم تحصينات تجعلهم خارج مرمى نيران إسرائيل، ولذلك تجد إسرائيل فرصتها الوحيدة في تكبيد الفلسطينيين أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية بين المدنيين، لأنهم أهداف سهلة جداً.

10-  تدرك إسرائيل أن بقاء ملايين أو مئات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة وغزة سيجعل المجتمع الدولي يتحدث عن حقهم في تقرير المصير، ولذلك هي ترى أن الحل الأفضل، والأقل تكلفة هو التخلص من الفلسطينيين من خلال قتلهم وتهجيرهم، فهذا يجعل العالم أقل حرصاً على إنشاء كيان فلسطيني.

إن هذه التصورات والمعتقدات الإسرائيلية تشكل خطراً كبيراً على حياة البشر في هذه المنطقة من العالم، وتؤكد أن هؤلاء اليهود لا يقبلون بالتعايش ولا بالسلام مع العرب، وإن الحل الأمثل هو تفريق هؤلاء السكان اليهود بإعادتهم إلى بلدانهم التي جاءوا منها، من أجل إضعاف قدرتهم على ممارسة الإرهاب والتطرف والعنصرية بحق السكان الأصليين في فلسطين والمنطقة العربية.

وسوم: العدد 929