الارهاب..

لماذا لم يكن تنظيم  القاعدة ارهابياً قبل زوال الاتحاد السوفيتي ، وبعد زواله صار ارهابياً كما اعلمنا الغرب بذلك! ، ثم لماذا انتشر اصطلاح الارهاب الاسلامي بعد انهيار السوفييت كانتشار النار بالهشيم ؟

ثم لماذا لم يمر على  تاريخ الاسلام النقي  الصافي العقيدة  اي فرقة منه تتبنى القتل والاغتيالات لان ذلك الفعل ليس من العقيدة في شيء، بينما انتشرت فرق القتل والاغتيالات من المنحرفين عن الاسلام  امثال  النصيريين الى الصفويين  الى القرامطة الى الحشاشين  الى الخمينيين. بينما تم تبرئة كل هؤلاء المنحرفين من تهمة الارهاب ليحاولوا لصقها بالاسلام النقي كما انزله الله على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام  وهم العمود الفقري للمسلمين في شتى بقاع الارض؟

هذا الاختراع التآمري كان في محل اهتمام منظرين عديدين من غير المسلمين كتبوا ابحاثاً في هذا الموضوع  كلها تبين ان الحرب في المنطقة هي ضد المسلمين السنة ، وهذا كان موضوع مقالي الاسبوعي الاخير .

اعود واقول : قبل إنهيار السوفييت في افغانستان  كان يسبق اسم اسامة ابن لادن "السيد" اسامة ابن لادن  وهذا مالاحظته شخصياً في اعلامهم، وكانت التسهيلات في دول الخليج للتبرع للمجاهدين في افغانستان تتم في كل الجوامع دون تقييد وكانت هذه التبرعات تتم برغبة امريكية ، وكانت جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية والتي كنت احد المهندسين الذين اشرفوا على بنائها  في فترة ثمانينات القرن الماضي مرحباً بها غربيًا لانها تدرس في كلياتها مختلف الدراسات الاسلامية فهي بنظر الغرب في فترة الحرب الباردة مع السوفييت  تساهم في وقف المد الشيوعي ، بينما تغيرت اليوم نظرة هذا الغرب  لهذا النوع من الجامعات باتهامها من انها مصدر الارهاب .  

وعندما انهار السوفييت رحل كل المجاهدين لديارهم قبل ان تتصيد المخابرات الغربية بعضهم وهي التي ارسلتهم بمعرفتها لافغانستان  ليكونوا النواة الاولى للارهاب في المستقبل  ، واذكر ان ابن لادن  بعد اندحار السوفييت ترك الجهاد والتحق بمهنته الهندسية واسس مكتبا هندسيا في السودان وقام بعدة مشاريع هناك. لكن المخابرات الغربية ضغطت على حكومة السودان لاخراجه منها وحيث انه لايستطيع العودة لبلده السعودية بضغوط امريكية ايضاً فاجبروه من حيث لايدري الى التوجه  لافغانستان ثانية فكانت مصيدة الارهاب ، فحيكت مؤامرة تدمير برجي نيويورك فالبسوه العملية وبلع ابن لادن الطعم. علماً  ان علماء الهندسة في الجامعات العالمية في اوروبا وامريكا  رفضوا علمياً فكرة الانهيار حسب الطرح الامريكي ، وبرهنوا على استحالة انهيار البرجين عن طريق صدمة افقية  مع انفجار لخزان الوقود تاثيرة لن يبلغ اكثر من عدة طوابق فقط تحت مستوى الصدمة! ثم ماذا عن انهيار برج اصغر لم يصدم باي طائرة ؟ وماذا عن طائرة بنسلفانيا والتي قيل انها اسقطت قبل الوصول لهدفها ولكن لم يعلن شيء عنها ؟

 ثم لماذا رميت جثة ابن لادن في البحر مباشرة بعد اغتياله بينما كان يمكن القبض عليه حياً واجراء محكمة تاريخية له اين منها محاكم رايخ هتلر بعد هزيمته! ؟ كل ذلك كان محل تساؤل منطقي لم يجاوب عليه اي مسؤول حتى الان .

ثم لماذا  تم شن الحرب  بعد هذه المؤامرة  على العراق  ويكتفوا بافغانستان ، بينما العراق كان منضبطا جدا في تلك الايام ولم يسمح باي تنظيم غير تنظيم حزب البعث بقيادة البلد !.

كل ذلك كان مقدمة لترسيخ فكرة الارهاب عالمياً في عقول الناس،  وحصرها بالمسلمين ، حيث بدأت  بعدها مراحل المؤامرة تتدحرج امام الجميع من تسليم ايران للخمينيين ثم تمدد هؤلاء الخمينيين في العراق  وتحضير سوريا بحكمها الاقلوي للتحالف مع الايرانيين  ليتمدد الايرانيون الى احتلال لبنان ثم  الى الانحدار جنوبا  لليمن.... وقد كتبت عن ذلك في الاسبوع  الماضي  مايكفي من براهين .

اذن علينا ان نفهم هذا المخطط جيداً ويفهم العقلاء  من ان الاسلام السني هو المستهدف  وسبيلهم الى ذلك كلمة الارهاب ويمكن تناسخ هذه الكلمة مستقبلاً حسب حاجتهم لها .

وقبل ان اختم  هذه الخاطرة اقول : الرئيس بايدن رفع اسم الحوثيين المدعومين من ايران  من قائمة الارهاب ولكنه ابقى على حماس بالقائمة وشتان بين  اقلية في اليمن تريد اغتصاب الحكم مفسحة لايران للتمدد والاحاطة بالجزيرة العربية وبين  جماعات فلسطينية اغتصبت ارضهم وهم يسعون لتحريرها .

وسوم: العدد 930