سنة سادسة احتلال .. القرار السوري بيد من !!؟؟

#سنة-سادسة-احتلال .. القرار السوري بيد من !!؟؟

ومهما قالوا، ومهما كادوا ، يبقى القرار السوري بيد أصحاب الحق من السوريين، يعني بأيدينا جميعا ، إن شئتم قلت بأيدينا نحن  ...وإن شئتم قلت بأيديكم أنتم ، ففي لحظة التماهي العام تختلط النحن بالأنتم وبالأتنن وبالهم وبالهنّ ...

القرار السوري بيد صاحب كل حق كليّ عام أو جزئي خاص، حتى ينال حقه، وللا يلغي هذا الحق قانون ولا طاغوت ..

القرار السوري الحق ليس بيد بشار ، ولم يكن يوما كذلك، وليس بيد بوتين ولا بيد بايدن، ولا بيد أي جهة من الجهات في الداخل أو الخارج التي فيها يأمل الآملون ، ومنها يتخوف المتخوفون ..

القرار السوري بيد أصحاب الحق من السوريين، وهم وحدهم الذين يمكن أن يتنازلوا عن حقهم، أو أن يتمسكوا به حتى يدركوه، وما مات حق وراءه مطالب. ..

لاحظوا القضية الفلسطينة، بعد سبعين سنة، والعالم أجمع يقف وراء المحتلين والمستوطنين، بالسلاح والمال والقرار!! سينتصر الصهيوني فقط  يوم يتخلى آخر عجوز فلسطيني من الجيل السابع والسبعين عن حقه هذا إن حصل، وما نظنه يحصل ..

والأمر بالنسبة إلينا نحن السوريين كذلك، حقنا في الحرية والكرامة الإنسانية وحقنا في العيش في وطننا، وعلى أرضنا، وبالطريقة التي نرتضيها بجمعنا،   لن يستطيع أن يصادره علينا أحد ..

لا أحد يستطيع أن ينتزع منا هذا الحق، ولا أحد يستطيع أن يكرهنا على ما لا نريد، وفي الطريق إلى ما نريد سنجد الكثير من تضارب المصالح أو تقاطعها، لقوى ودول وأفراد يستجد لهم ما يسمونه "مصالح آنية" عاجلة أو مستعجلةأو عارضة أو قريبة، أو يسوغ لهم مبدأ عنوانه " شيء خير من لاشيء" ويعدون تعديل مادة في دستور إنجاز أو مكسب ، سنجد كثيرا من هؤلاء  على الطريق عقبات وعثرات وقطاع طرق ومثبطين ...وأسوء شيء يحصل هو أن يؤثر فينا منطق هؤلاء، أو طرائق هؤلاء، أو عجلة هؤلاء؛ إلى مائدة "يحلم بها أشعب"، فيقول قائلنا: لعله خير وقد سبقونا إليه...

التمسك بالحق، والدفاع عنه، يحتاج إلى كثير مما يسمى في لغة العرب "الصلابة والعناد ويبوسة الرأس" والتمترس وراء " لا " الكبيرة يرمى بها  قائلها في وجه كل شيء.. !!

والعناد ويبوسة الرأس تنفي عن صاحبها الميوعة والتكسر والتخلع والتردد أمام المغريات، ولكنها لا تنفي التعقل ولا حسن التأتي ، وحسن التدبير، والتفكير المستدام ، وصناعة المقاربات، ولالتفاف على العثرات والمطبات..

لعلي لا أحلم كثيرا ولا أحلم طويلا أيضا، وحتى الآن لم نستطع - والضمير يعود علينا جميعا - أن نجد "مائة سوري" على قلب أو عقل أو يجتمعون تحت لواء. وأفرق بين قولي يجتمعون وبين قولهم يجمعهم وزير أو سفير ، وأسمعهم عندما يتفذلكون يقررون أن هذه المؤسسة أو الهيئة يعترف بها الذين ...وأقول يعترف بها الذين يخططون " للكدنة " عليها ولعلها الشاة لا تعلم سر تسمينها..

وحتى الذين كنا نظنهم مجتمعين أو نحسبهم أ ونغبطهم على اجتماعهم كشفوا عن انفراط عقد وتيه في وادي (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا) فباتوا في ريبهم يترددون..

ومما قالوه عن أهل الاعتزال في عصر البطر الفكري لهذه الأمة، أنهم كانوا كلما نبغ فيهم رأس أسس فرقة باسمه ، وكذلك  اليوم يفعلون ..

قرارنا ..حاضرنا ..مستقبلنا ...مستقبل أجيالنا بأيدينا، نصنعه في كل سطر نكتبه، وفي كل كلمة نقولها، وفي كل بيان نصدره، وفي كل خطوة نخطوها..

وعلى الرغم من كل ماكان ، وعلى الرغم من ألف سلاح جربها شويغو على أهلنا وديارنا ، وعلى الرغم من مجلس الأمن وكل قراراته وفيتوياته المجحفة، وعلى الرغم من بايدن والإيباك وكل من لف لفهم ....

يجب أن نخاف من شيء واحد فقط، يجب أن نخاف من أنفسنا، ومما تكسبه أو تجنيه أيدينا، وغيرنا لا أحد يستطيعنا. وفرارنا دائما إلى الله ربنا ، وعياذنا دائما بالله ربنا ..لعلكم تتفكرون

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 948