كلمة مفتاحية فيما أكتب وأنشر وأغرد لعل بعض الناس يتدبرونها

عندما أكتب : "على جميع قوى المعارضة السورية....."، أو "على جميع هيئات المعارضة...." أو "على جميع مؤسسات المعارضة...."، أو "على جميع تشكيلات المعارضة" ؛ تدخل "جماعة الإخوان المسلمين" ضمنا فيما أقول إن كانت مطالبة وإن كانت معاتبة، وإن كان حثا، أو كان تحميلا لمسئولية ...!!

كوني من جماعة الإخوان المسلمين لا يعني أنني الحاكم بأمره فيها. والأجمل في جماعة الإخوان المسلمين أنه ليس هناك فرد حاكم بأمره فيها .. هناك آليات لأي موقف ولأي قرار يتخذ من خلاله، وقاعدة الشورى الملزمة هي التي تحسم المختلف فيه، وكل فرد يعيش على الهامش مثلي ومثل كثيرين من إخواني ، يملك هامشا من حرية التعبير، يستفيد منه من يشاء، بالطريقة التي يقدر أنها الأنفع...ولو كان صمتا !!

ولعل بعضكم يتابع طريقة "جماعة الإخوان المسلمين" اللطيفة المحببة الدبلوماسية في الرد عليّ ، فعندما أكتب أو أعلن رأيا شخصيا متقدما " بمعى منفردا أو غير منسجم ، ولا توافق هيئة الجماعة عليه، تصدر بيانا أو تصر يحا يقول: لا أحد يعبر عن رأي الجماعة وموقفها غير مؤسساتها الرسمية المتمثلة في المراقب العام، أو في مكتب الإعلام !!

وأكمل أنا المشوار معهم، فأنشر تصريحهم وأبرزه، وأنوه به ، وأؤكده، وأكتب وكل ما أنشره أنا شخصيا ولاسيما فيما يتعلق بالموضوع المختلف عليه فأحدده ، يعبر عن رأيي الشخصي ولا علاقة لجماعة الإخوان المسلمين به ..

وهذه طريقة راقية ناعمة في التعامل، لا "الجماعة - الحزب" تلغي الفرد، ولا الفرد يتقدم أو يفتئت على الجماعة جمهورها أو قرارها ..وهي طريقة من تجاذب الرأي المعلن، ولا يفسد الود بين المختلفين..

وكل رجل في هذه الجماعة يوقن أن الحساب يوم الدينونة الكبرى فردي ( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) لا أهل ولا عشيرة ولا حزب ولا فئة ..

أقول قناعتي وقد أكون مخطئا ، ولا أصمت عن حق اعتقده، ولا أفتئت على الناس، ولا أحمل غيري مسئولية لا يرضاها ..فالإخوان المسلمون كجماعة أولى بقرارهم وأنا أولى باحترامه ..ولا يعني احترام القرار، الصمت عن الحق في ذات مضمونه ..

فأنا عندما أعلن : كل الذين يأكلون الحصرم سيضرسون، وكل الذين يشربون البحر سوف يملحون، وكل الذين يتبعون الغراب سوف يضلون...لا أكون قد افتئت على أحد ..

عندي مقال لعله منذ 2015 وقد بانت لي حقيقة الائتلاف وغايته وطريقة التجاذب فيه، دعوت فيه المخلصين من السوريين أن يغادروا المركب المضطرب، ولا أعتقد أنني إذا دعوت يجب على كل الناس أن يستجيبوا لدعوتي، ولا أعتقد أن كل من يخالفني الرأي سيصير إلى النار ، وما زلت من ذلك اليوم أعلم وأرجو وآمل، فإن من شأن الناصح أن يبذل نصحه، ثم يدعو للمنصوح أخذا بنصيحته أو لم ...

طبتم وطاب مسعاكم هذا تحذير من سوء فهم يظل يلازم بعض الناس..

وللعلم جماعة الإخوان المسلمين رفضت " اللجنة الدستورية" شكلا ومضمونا، ورفضت الدور والمشاركة، ورأت في اللجنة الدستورية محقة تقزيما لمشروع هيئة الحكم الانتقالية، وقفزا فوق ظهر المقررات الدولية وأهمها 2254 ...وها نحن اليوم نتابع التنازل عن فكرة " دستور جديد" إلى فكرة " إصلاحات دستورية " فقط

وللالتباس على البعض اقتضى مني التنويه. ولو كنت صاحب كلمة في جماعة الإخوان المسلمين، لأصدرت بيانا أو توضيحا أو تذكيرا عند كل محطة وطنية في عمل ما يسمى اللجنة الدستورية،أوضح للناس موقف الجماعة من اللجنة الدستورية في مبتدئه إلى منتهاه، لأن الناس كثيرا ما ينسون أو يتناسون ؛ ولكن لعلي لإخواني في الصمت والتجاهل وإدارة الظهر حكمة لا أدرك كنهها ومغزاها!!

"بل عجبت ويعجبون".

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 951