الأشقاء العرب الذين فهموا الرسالة الأمريكية خطأ ..

منذ أن فهم بعض الأشقاء العرب، الرسالة الأمريكية أنها تدعو إلى إعادة تأهيل بشار الأسد، فسارعوا إلى اختصار المسافات، وربما اختصار المعاناة، بالمبادرة إلى التمهيد أو التطبيع مع بشار الأسد؛ والساسة الأمريكيون يحاولون أن يستدركوا، تلميحا وتصريحا أن رسالتهم أو رسالة رئيسهم فُهمت خطأ، وأن الطريق في سورية ليس هنالك..

ولا زلنا نشكك بدورنا، هل الخطأ فيما فهمه بعض القادة العرب، أو في تصريحات القيادة الأمريكية المتذبذبة مثل تجاعيد وجه حبة العنب بعد أن تصبح زبيبا..

نعذر -نحن السوريين- وهذا منصوب على الاختصاص وليس خبرا، وقد أزعجني خلال الأيام الماضية، أكثر من جهة تكتب وثائق رسمية، فتكتب نحن السوريون، لا يا صاحبي تقول نحن -السوريين- نقبل أو نرفض أو نستنكر أو ندين أو نؤيد أو نعارض فيكون في هذا الفعل الخبر ، أو تقول نحن-السوريين- صابرون أو ثابتون أو مطالبون فيكون لفظ السوريين منصوبا بفعل محذوف تقديره أعني أو أخص، والخبر صابرون أو ثابتون أو مؤيدون..

نُعذر - نحن السوريين - بتعلقنا بحبال الوهم للتصريحات الأمريكية، فنكاد يغشى علينا من الفرحة، حين نسمع مسؤولا أمريكيا، وإن سابقا، يصرح "محاولات التمسك بنظام الأسد مصيرها الفشل" يعجبنا هذا التصريح، ويطربنا، ويجعلنا نلتفت إلى الأشقاء العرب: يا إخوتنا طولوا بالكم ...

ومع كل ذلك يبقى المطلوب منا -نحن السوريين - أن نعد للأمر عدة. عملا بقوله تعالى (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً) فنحن حتى لو قطع كل أهل الأرض حبالهم فينا، يجب أن نظل أوفياء لوطننا، ولشعبنا، ولثورتناـ ولمعتقلينا ولشهدائنا..

وحتى لا ننسى التصريحات الأمريكية المتذبذبةـ فإن دولة الولي الفقيه قد استطاعت منذ زمن إحداث اختراق في الكونغرس الأمريكي ..ولنتصور، وبالأمس كان ثلاثون مشرعا أمريكيا يحتجون على الضربات الأمريكية في سورية ضد إيران ,,

ويسألون رئيسهم بايدن كما يسأله بوتين والولي الفقيه: ماذا يفعل جنودنا يعني جنودهم الأمريكيين هناك. ويطالبونه بوقف الحرب والانسحاب من سورية ..

ونحن نطالب بانسحاب كل الأقدام الغريبة المعادية للشعب وتطلعاته المشروعة من سورية، لاحظوا قولي : الأقدام الغريبة المعادية، فالوصف بالمعادية اسمه قيد، ومعنى الكلام أنني أطالب بانسحاب الأقدام الغربية المعادية لتطلعات الشعب السوري، وليس المؤيدة لتطلعات الشعب السوري. تكنيك الخطاب السياسي، يفهم ولا يشرح، وليس من الجميل شرحه في كل مقام ...

لتنسحب الولايات المتحدة وتحالفها من سورية ولتتوقف عن دعم كل أنواع الميليشيات العنصرية والطائفية، وقولي العنصرية أشير إلى قوم، وقولي الطائفية أشير إلى كل ميليشيات الولي الفقيه..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 956