زيارة وفد الائتلاف إلى الجامعة العربية، في أي إطار تمت؟؟

في إطار سعي الجامعة العربية لإعادة تأهيل بشار الأسد، بعد أن تم تأجيل مؤتمر القمة العربي ستة أشهر لإنجاز هذا التأهيل، وذلك بناء على إصرار الرئيس الجزائري بن تبون على ذلك.. قام وفد من الائتلاف الوطني بزيارة الأمانة العامة للجامعة العربية. والتقي السيدان أحمد أبو الغيط "عدو الشعوب العربية والربيع العربي" وكل ما كان فيه، والسيد سالم المسلط ممثل ما يسمى "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضه" في سورية طبعا، وكانت الدعوة قد وجهت للائتلاف، في محاولة الساعين إلى تذليل العقبات في وجه تأهيل الأسد، والتمادي في العبث بملف القضية السورية، وتهوين أمر إعادة تأهيل الأسد على العرب المترددين. وإليكم ما حصل ولن أطيل، ولن آتي بشيء من عندي...

أبو الغيط عدو الشعوب العربية، وعدو الربيع العربي، يتحدث للوفد المذكور: بأنه وفريقه متمسكون بوحدة الأرض السيورية والسيادة السورية ، وأنهم يرون حلا سياسيا في سورية في إطار، "كل ما هو ممكن" تأملوها هذه فهي مهمة. ووقف معاناة الشعب السوري. واستعادة الحياة الطبيعية للسوريين" وهذا كل شيء . طبعا ويقصد بالحياة الطبيعية الحياة البيولوجية بأبعادها الثلاثة: أكل وشرب ونمو وتكاثر. حياة الدود والعلق وكل الدواب والهوام...!!

السيد سالم المسلط يذكره هو الآخر: بمعاناة السوريين. وبالدور الإيراني في سورية المهدد للإقليم العربي. وبعرقلة بشار الأسد للحل السياسي المنشود في الصيرورة إلى حكم انتقالي..

لا أدرى لماذا يستحيي ممثلو المعارضة أن يذكروا للعالم أجمع أن ثلاثة عشر مليون لاجئ ونازح سوري، وهذا رقم من الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أصل 22 مليون سوري، يرفضون العودة إلى بيت الطاعة الأسدي. لماذا يستحيّون أن يقولوا لكل هؤلاء الناس: إن الشعوب في كل العالم تختار حكامها. فلماذا تريدون أن تعطوا لبشار الأسد وحده حق اختيار ما يسمى "شعبه"

 وهذا الذي تريد منا لجامعة العربية وأبو الغيط بالذات أن نصادق عليه، ليعلم أبو الغيط ومن التقى معه أن ثلاثة عشر مليون سوري اختاروا اللجوء والنزوح يتقدمهم مليون حامل مشعل من الشهداء ليسوا على مقاس بشار، ولن يكونوا متجانسين معه !!

تتبعت كل الرويات عن " اللقاء المذكور" في زيارة وفد المعارضة إلى أحمد أبو الغيط حيث الجامعة العربية مصادرة، والدولة السورية مصادرة . والثورة والمعارضة السورية مصادرة. . فلم أجد كلمة واحدة تذكر أبا الغيط أن الشعب السوري قدم مليون شهيد لكي يسقط هذا النظام. هذا النظام وليس فقط رأس النظام. ولم أجد أحدا يذكر أبا الغيط بوصف بشار الأسد لزعامات الجامعة العربية بأشباه الرجال!!

وعاشت سورية ويسقط بشار الأسد..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 971