وبطرفة عين أصبح ما يسمى "الجيش العربي السوري" هو المعاذ وهو الملاذ..

وبطرفة عين أصبح ما يسمى "الجيش العربي السوري" هو المعاذ وهو الملاذ..

ولكن ماذا تبقى من هذا الجيش ؟؟

وهكذا تعلن الدولة التركية رضاها، بأن يكون "الجيش العربي السوري" ضامنا لحدودها على الضفة الأخرى، فيمنع عنها عصابات البي ك ك المنتشرة على الطرف الآخر من الحدود...

وهكذا أيضا يتذكر البككيون هويتهم السورية، وأغلبهم ليسوا سوريين، فيطلبون النجدة مما يسمى "الجيش العربي السوري"ـ ويعلنون فيئتهم إليه، واعتمادهم عليه...

لن ندخل في حيثيات قرارات الطرفين المتنازعين، اللذين اختصرا المشهد السوري، وحذفا القضية الأساسية من صلب المعادلة. ليس ذلك بظلم من أحد الطرفين، بل بفعل نوم أصحاب القضية عن قضيتهم، حتى غاب أصلها، واشتغل المجتمع الدولي اليوم كيف يحل الإشكال التاريخي العالق بين الدولة التركية والزعيم "عبد الله أوجلان" وكأنه لحل هذا الإشكال قامت هذه الثورة...

لن أناقش الموقف التركي فهو حق للدولة التركية، ولن أناقش موقف البككيين فقد حفظت وأنا طفل : الأقرع بياكل حلاوة ؟؟ ويكون الجواب: بفلوسه. ولقد استطاع زعماء البي ك ك أن يجعلوا من أنفسهم رقما أخيرا على الطاولة السورية في حين عجز عن ذلك آخرون..!! ومهما اختلفنا في قيمة هذا الرقم فهو الساعة موجود!!

في إطار مناقشتنا لما آل إليه الموقف، من تذرع بعض الناس أو اعتدادهم بما يسمى "الجيش العربي السوري" العنوان الوهمي أو الفخري، لبقايا من المجندين والقيادات أرهقتها الحرب، واستبد بأمرها المسيطرو، حتى يُجذب القائد العام لهذا الجيش من كمه، أو يُدفع في صدره، من قبل جندي روسي، أو يتحكم في فرقه وألويته بعض من يسمون رسميا "الخبراءَ الإيرانيين"

نتساءل : ماذا تبقى من الجيش العربي السوري؟؟ ماذا تبقى من علم الجمهورية العربية السورية، ماذا تبقى من الجعرافيا السورية الوطن المحتل من قبل عددأكبر من المحتلين...وحسيك أن تذكر دول التحالف الأمريكي دقها وجلها...

سخر جمهور الثورة السورية كثيرا من صورة وزير الدفاع المحسوب على الجيش العربي السوري، وهو يُجلس - مبني للمجهول" على الكرسي الواطئ في حضرة آمريه من قادة الأركان الروس!! ولكن على أي كرسي يمكن أن "يُجلس" اليوم ممثلو ثورة كلفت أهلها مليون شهيد، إذا تداعى الناس ليقضوا أمرهم...!!

من الفقه الشرعي المعتبر أن يدرأ الإنسان المفسدة الأعظم بالسكوت على المفسدة الأصغر..

ولكن هل هناك مفسدة أعظم مما آل إليه وضع سورية والسوريين. ؟؟؟ ويبقى المطلوب من العقلاء أن يقلبوها على كل الوجوه وبكل الاحتمالات، ثم يرجعون إلى أنفسهم، وليس لنا القول: من أين .. وإلى أين .. وكيف ...؟؟

سيكتب صمتهم ويسألون..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1008