الخيانة المغلفة بثوب الصمود والتصدي

أعزائي القراء …

كان مخطط حافظ أسد منذ إنقلابه عام ١٩٧٠   هو السيطرة على سوريا طائفيا ً ، ولم تكن هذه المؤامرة  لتنجح لولا تحويل الجيش السوري الوطني إلى جيش طائفي ، ولكن هذه المؤامرة على جيشنا الوطني  يجب أن تكون وفق استراتيجية ظاهرها الصمود والتصدي وباطنها تدمير الجيش لبناء جيش طائفي بدلاً عنه . هذه الإستراتيجية لم تتغير حتى الان فهي نتاج دراسة مخابراتية اسرائيلية تم تلقينها لنظام الاسد منذ ستينات القرن الماضي .

سأعطي مثاليين حول هذه الإستراتيجية التآمرية. الأول يتعلق بتدمير سلاح الطيران  عام ١٩٨٢ والذي كان عموده الفقري الاكثرية العربية السنية بحكم تركيبة المجتمع السوري  والذي كان مضرب المثل بشهادة الاعداء في التصدي لأي إعتداء اسرائيلي ، فكان لابد من  تدميره في معركة خيانية مدروسة مع إسرائيل وصفها ضابط فرنسي كبير بقوله : إن إخراج سوريا هذا العدد من سلاحها الجوي فوق منطقة  محدودة هي سهل البقاع اللبناني  كان انتحاراً واضحاً ان لم تكن مؤامرة، فلم يحصل  في أكبر المعارك الجوية بالتاريخ مثل هذا الصدام  الجوي حتى في الحرب العالمية الثانية ، حيث  اعطى  الاسد أوامره بمشاركة أكثر من  ١٧٠ طائرة مقاتلة تشكل نصف سلاح الجو السوري ، لتقع في كمائن وسط صمت راداري  أرضي مطبق . فتم تدمير حوالي ١٠٠ طائرة  مقاتلة  إضافة لتدمير ١٥ بطارية سام للدفاع الجوي من أصل ١٩ بطارية . كل ذلك تم خلال ساعتين فقط. ودون خسارة طائرة اسرائيلية واحدة ( لاحظوا تغطية مجزرة حماة التي وقعت في شهر شباط من نفس العام والتي راح ضحيتها ٤٠ الف انسان ، فكانت معركة البقاع جزءاً من التغطية على مجازر حماة ايضاً )  .وبعد مؤامرة التدمير الشامل لسلاح الطيران والمغطاة  بثوب الصمود والتصدي، بدأ الأسد مع السوفييت بإعادة بناء سلاح الطيران وفق تشكيل طائفي إسوة ببقية مكونات الجيش والمخابرات ، وبالتالي تم إحتلال سوريا عسكرياً بجيش طائفي ولكن وفق صراخ ونباح وطني .

والمثال الثاني حيث  تجري  اليوم معارك  تصفية ما تبقى من المقاومة الفلسطينية  في جنوب لبنان  بنفس الطريقة التآمرية وذاك  بدفع الفلسطينيين للواجهة مع إسرائيل وانسحاب حزب الله للخلف بحيث تقع اقسى العقوبات على الفلسطينيين رغم ان تنفيذ العملية كان ايرانياً بحتاً ، فقد تم إختيار الوقت بين الطرفين  الاسرائيلي والايراني بهدف التغطية  على مؤامرة الأقصى وتعامل  الاسرائيليين الوحشي مع الفلسطينيين ،ولدعم نتيناهو لدفع الأمن الاسرائيلي إلى الواجهة وتخفيض رفض الاسرائليين لحكومته.

أعزائي القراء ..

هذا هو الأسلوب الماكر المتبع منذ  إحتلال حافظ أسد لسوريا .كل ذلك يتم وفق استراتيجية النباح والرقص على قعقة السلاح  ولكن على

 تلفزيونات الصمود. 

فإستفيقوا يا عرب

شعوبكم تغتصب

أرواحهم تُهدر

أصواتهم تنتحب

بني قريظة تخطط

والملالي و الاسد 

يترجموا  الخطط  

ولكن بلسان العرب

وسوم: العدد 1027