العرب قادرون على كسر حصار غزة.. لو أرادوا!!

الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني المتجرد من كل القيم والأخلاق يأخذ وجهين، أحدهما يتعلق بالمساعدات والأخر متعلق بالإعلام.

ففي مجال المساعدات نعرف جميعا أن الاحتلال يمارس حرب تجويع ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني في غزة هدفها كسر إرادته وتحطيم معنوياته واختراق روحه الصلبة، وللأسف يساعده في ذلك عرب ومسلمون لم يقوموا بأخذ موقف موحد وصلب لإدخال المساعدات رغما عن أنف الاحتلال، ولديهم القدرة على فعل ذلك إذا اتحدوا، لكنهم لا يريدون، لا توجد لديهم رغبة لفعل الصواب، اختاروا الوقوف في الجانب الخاطئ من التاريخ.

ما يدخل من مساعدات حاليا بالكاد يكفي، والضجيج الإعلامي حول انطلاق سفينة محملة بالمساعدات من ميناء لارنكا القبرصي متوجهة لغزة، ليس سوى حفلة علاقات عامة، وتطبيل وتزمير لأحداث ضجة فقط، وهروب من تحمل المسؤولية أمام ٧٠٠ ألف مواطن تمارس ضدهم حرب تجويع واضحة.

بحسب ما تم الإعلان عنه فإن حمولة السفينة لا تزيد عن حمولة شاحنة أو شاحنتين وستستغرق أياما ولا يعلم حتى اللحظة أين سترسو وكيف ستصل لشاطئ غزة، فضلا عن أنها ستخضع للتفتيش من قبل جيش الاحتلال، والأهم من سيتولى عملية توزيع هذه المساعدات؟!

مع أن العالم ومنظمات الإغاثة تقول دون توقف أن الحل لمحاربة المجاعة وهزيمتها بإدخال قوافل المساعدات برا وعبر المنافذ المعروفة مثل معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم أو تفعيل معابر: المنطار والشجاعية وبيت حانون.

حيث تنتظر آلاف شاحنات المساعدات والإغاثة وتصطف على الجانب المصري من معبر رفح ويرفض الاحتلال إدخالها، مديرا مؤخرته لقرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية، ومطالب المجتمع الدولي، وحتى مطالب الدول التي تقيم علاقات معه، التي لم تفلح في إدخال أية مساعدات برا.

وحتى لا يرى العالم حجم الدمار الذي أحدثه القصف الهمجي النازي في قطاع غزة، وحتى لا يقف العالم على حجم الكارثة والمحرقة الفلسطينية، قام الاحتلال بحصار وسائل الإعلام ومنع أية وسيلة إعلام من دخول قطاع غزة للشهر السادس، وفي حال سمح لأية وسيلة إعلام فهي ستكون مرافقة لقواته وتتبنى رواية الجيش وسرد الاحتلال.

لذلك بات من الضروري كسر وسائل الإعلام الدولية حاجز القمع الصهيوني ونقل ما يجرى من جرائم العدوان على الأرض، فالاحتلال لا يريد المزيد من الشهود والكاميرات التي توثق جرائمه التي وثقتها منصات التواصل الاجتماعي، لذلك يمنع دخول الصحفيين الأجانب، ويستهدف الصحفيين الفلسطينيين، حيث ارتقى منهم أكثر من ١٣٠ شهيدا خلال العدوان.

من الواضح أن هذا الكيان الذي ولد مشوها وبقي مشوها طيلة 75 عاما أصبح في نظر العالم كيانا مارقا ومنبوذا يجب على العالم التخلص منه لكي يعود السلام والهدوء والتعاون والمحبة والألفة تلقي بظلالها على الكرة الأرضية بأسرها.

وسوم: العدد 1073