ظلم ذوي القربى للسوريين في لبنان و مصر

يحيى بشير حاج يحيى

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

لبنان جزء عزيز من بلاد الشامم

طفل فُـصل عن أمه قبل الفطام

و رضع حليبا مراعيه في بلاد [ برج إيفيل ]

فغدا شرسا و عاقا و متمردا و صار له أبناء و أحفاد ، فكانوا مثله إلا أقل قليل ؟!

حافظ هؤلاء الأقل على الحبل السري، فإذا أصابهم شر تذكروا هذه الأم ، فوجدوا عندها المأمن و المرتع

و إن وقعت عليها مصيبة تجهموا لها و هذا ما يفعله لبنان (الرسمي و جزء من الشعبي ) مع المهجرين السوريين ؟!

حتى وصل بهم الجحود إلى أنهم لم يسمحوا لمن فرضت عليهم الهجرة أن يستظلوا بظل أشجار غرسناها معا ؟!

فالسوريون ا لقادمون من مصر لم يسمح لهم بالبقاء في أرض لبنان سوى 48 ساعة و عليهم أن يجدوا مكانا آخر .

 

و الـ(48) لأنه الساعات المسموح بها للسوري القادم من مصر أن يبقى في لبنان..

فأما في مصر فإن فراعينها انقضوا علينا ، فإذا هم يعودون من جديد في ثياب الفلول و شراذم الانقلاب ..

مصر التي جعل فيها فرعون نفسه إلها فبنى المقابر ليجثم على صدور أهلها الطيبين حيا و ميتا ..

مصر التي أظلها الإسلام بعد ذلك فأعلنت أن لا إله سوى الذي خلق الوجود و قـدّر الأقدار

فكان فيها الفسطاط ، و قلعة صلاح الدين و ألوية بيبرس و قطز ..

فيا أيها المتورطون بذبح الشرعية و طرد ضيوفها من سوريين و فلسطينيين

إن مصر التي نحبها إلى درجة العشق و الهيام و كانت في خواطرنا و جوانحنا

هي مصر التي تكالب عليها العدوان الثلاثي 1956 فخرجنا كبارا و صغارا و من كل ألوان الطيف السوري ، نهتف : مصر الحرة مع سورية و كل القوات العربية

اخرج بره  ... بره .. بره

تصدح بها إذاعة دمشق عاصمة الجمهورية السورية ، لا عاصمة البعث ..

فاتجهت الجماهير إلى أنابيب النفط القادمة من عراق نوري السعيد لتنسفها في بادية الشام و تحرم المعتدين على مصر من نفطها الذي يقصفون به أهلنا هناك !

و لو علمنا يومذاك أننا نصل إلى نهر السين و التايمز لقطعنا الماء عنهم !

فنحن – الشاميين – ننصر إخواننا ظالمين و مظلومين بالفهم النبوي الراقي لهذا المعنى

و من شدة حبنا لمصر قذفنا أنفسنا في أحضانها نبحث عن الحب و الدفء و قد أحاط بسورية سعير المد الشيوعي و أعاصير أحلاف الغرب فهتفنا و أخلصنا للوحدة و رضينا أحد أبناء مصر أن يكون رئيسا لها على الرغم من أن شكري القوتلي أكبر سنا و أقدم نضالا

و لسان حالنا يقول : لأن نكون في حضن مصر خير لنا من أن نخطف إلى أحضان الغرب أو الشيوعية و لذا جعلنا من يوم الانفصال يوم حزن ..

إنه الانفصال الذي حرض عليه البعث ، ليخطف سورية بعد الثامن من آذار 1963

*                 *            *

ضحكت لنا مصر كثيرا ، و ضحكنا لها

سماها الناس أو سمت نفسها أم الدنيا ، فسمينا ها أمنا الحنون ! .

فكم كان و سيكون حجم مصيبتنا عندما نخطف من حضنها – و نحن فرادى لا كيان – و أشد ما نكون إلى الدفء و السكينة ؟!

و كم كان و سيكون حجم مأساتنا عندما تشرئب رؤوس الأفاعي لتبث سمها من خلال قناة الفراعين و أمثالها من الشياطين ؟!

و هم يحرضون على السوريين و يهددونهم بالطرد و يتجاوزون ذلك إلى التضييق ، و لا يتوانى الفلوليون عن قذف أعراض حرائرها و هم يعلمون أو لا يعلمون أن السوري تجتمع فيه غيرة المسلم و شهامة العربي .

و كم هي مصيبتنا عندما يتجهم هؤلاء لنا و يبتسمون للصهاينة !

نقول لهم : إننا و نحن في المعاناة ، و بعد المعاناة التي ستنتهي قريبا – بإذن الله – بالخلاص من البعث النصيري و المد الصفوي

سنظل محبين لمصر و مشفقين على لبنان

فالدم كما يقول عوامُنا : ( ما بصير مي ) [ماء] و العقيدة و القرابة كما تقول نُخبنا ليست مصلحة و لا سلعة في أ سواق المنافع !!