أكبر مجزرة تشهدها البلاد خلال قرن ..

الأسد يقتل 1300 مدني في قصف بالكيماوي

إبراهيم العلبي

مسار للتقارير والدراسات 21 آب 2013

 1300 شهيد أحدث حصيلة لضحايا المجزرة، والحر يرد بقصف منصات الصواريخ في قاسيون .. النظام ينفي ودعوات محلية وعربية ودولية لتوسيع التحقيق ليشمل مجزرة الغوطة فوراً

تفاصيل المجزرة:

قام النظام السوري اليوم الأربعاء بارتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، وهي أكبر مجزرة تشهدها سوريا في القرن الحالي، وذلك بحسب وصف محمد السعيد عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق، وقال السعيد إن أكثر من 850 شخصاً قتلوا في قصف بأسلحة كيماوية على بلدتي عين ترما وزملكا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وارتفعت حصيلة الشهداء الذين سقطوا جراء القصف بالغازات السامة والأسلحة الكيميائية على مناطق في دمشق وريفها إلى أكثر من 1300 شهيداً بحسب ما ذكرته وكالة مسار برس.

وذكر ناشطون لـ"سكاي نيوز عربية" أن قوات النظام السوري استهدفت كلاً من زملكا و عين ترما و جوبر على التوالي بغازات سامة، ما أدى لمقتل عدد كبير من الأشخاص ومئات الإصابات في كل من هذه المناطق جراء استنشاق هذه الغازات، ومعظم المصابين هم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.

وأفاد ناشطون بأن صواريخ "أرض- أرض" تحمل مواد سامة سقطت على وسط منطقة مكتظة بالسكان في عين ترما.

وقال إدريس الشامي الناطق الإعلامي باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في اتصال مع الجزيرة: إن الصواريخ أُطلقت من جبال قاسيون القريبة وتلتها غارات بالطائرات الحربية على مناطق زملكا وعين ترما وحي جوبر بالغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية. وأضاف أن أعداد المصابين جراء استنشاق الغازات السامة والقذائف الصاروخية تجاوز خمسة آلاف شخص بالغوطة الشرقية وحدها.

وبين الشامي أن هناك جثثاً ملقاة في شوارع مدن ريف دمشق، وأن فرق الإسعاف في المنطقة تواجه صعوبات جمة في معالجة حالات الاختناق بين المصابين وجلهم من الأطفال والنساء.

عجز طبي:

وأوضح أحد الناشطين أن غاز السارين هو أحد الغازات السامة التي تسببت في هذا العدد من القتلى والإصابات، منوها إلى غياب الرعاية الطبية في المناطق التي تعرضت للقصف.

وبث ناشطون صوراً على الإنترنت تظهر محاولات إسعاف أشخاص بينهم أطفال قالوا إنهم استنشقوا غازات سامة بعد القصف.

من جانبها ذكرت تنسيقية دوما أنه حتى الكوادر الطبية التي تقوم بإسعاف المصابين تأثرت هي الأخرى بالغازات السامة لعدم توفر أقنعة واقية كافية.

وأشارت التنسيقية إلى أن أعداداً من المصابين تتوافد على المشافي الميدانية رغم ما تعانيه تلك المراكز الصحية من عجز طبي.

وقال مسؤول الملف الطبي في الائتلاف الدكتور جواد أبو حطب إن هناك أدلة تشير إلى استخدام غاز السارين السام في الغوطة، مشيرا إلى أن هناك نحو ألف قتيل وآلاف الإصابات.

وتابع أبو حطب: "نحو 35 % من القتلى من النساء والأطفال وليس بينهم مقاتلين. الجميع كانوا نياما لأن القصف كان صباحا".

نفي رسمي:

وقد نفى التلفزيون التابع للنظام السوري استخدام أسلحة كيماوية في هجوم وقع في الضواحي الشرقية لدمشق، ونقل عن مصدر رسمي قوله إنه لا صحة للخبر. وقال إن مثل هذه الأنباء تهدف إلى إلهاء فريق خبراء الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة عن مهمته.

ردود فعل محلية وعربية ودولية:

وفي رد فعل مباشر، قالت وكالة مسار برس: كتائب الثوار تستهدف بالصواريخ منصات قوات الأسد على جبل قاسيون التي قصفت الغوطة الشرقية بالغازات الكيميائية محققة إصابات مباشرة.

وطالب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا مجلس الأمن الدولي للانعقاد بشكل فوري لتحمل مسؤولياته تجاه "الجريمة التي ارتكبها الأسد ضد الإنسانية" باستخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية. كما طالب فريق الأمم المتحدة المتواجد في دمشق بالتوجه إلى مكان "المجزرة" والوقوف عليها.

وقطعت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري اجتماعها الدوري، وشكلت خلية أزمة لمتابعة الأوضاع الاستثنائية و"المجزرة" التي ارتكبتها قوات الأسد في دمشق وريفها. كما أكدت عزمها القيام باعتصامات أمام مقرات الأمم المتحدة في مختلف العواصم.

فيما أعلنت بريطانيا أنها سترفع تقارير عن شن قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد هجوماً بأسلحة كيماوية إلى مجلس الأمن وطالبت دمشق بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى مكان الهجوم.

من جهتها، طالبت الجامعة العربية فريق المفتشين الدوليين بالتوجه "فوراً" إلى الغوطة الشرقية في سوريا للتحقيق في ملابسات "الجريمة" التي رأت أنه يتوجب تقديم مرتكبيها للعدالة "الجنائية الدولية"

وأبدى العربي "استغرابه لوقوع هذه الجريمة النكراء أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة في دمشق"، مناشداً "الأجهزة والهيئات الطبية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية التدخل فوراً من أجل المساعدة على إنقاذ المصابين"

من جانب آخر، قال رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة الكيماوية، إنه يجب التحقيق في أنباء وقوع هجوم بغاز الأعصاب في سوريا، ونقلت وكالة الأنباء السويدية عن أكي سيلستروم: "إنه لم ير سوى لقطات تلفزيونية وإن ضخامة عدد القتلى المذكور يثير الريبة" وقال للوكالة في اتصال هاتفي من دمشق "يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه... سيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو بالأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وتقول إننا يجب أن ننظر في هذه الواقعة".