عنجهية مذهلة تسود العالم العربي

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏14‏/07‏/13ماذا يجري في  بعض  دول العالم العربي ، تلك الدول التي يُطلق عليها الربيع العربي ،  الفوضى تعم مصر، سوريا تعيش في ظل حرب يشنها نظام تلك الدولة ضد شعبه منذ اكثر من عامين والعراق ولبنان يعيشان في ظل حرب دينية وليبيا تعاني من انهيار أمني ، المنطقة بأجمعها تحترق ، وقد استطاع حكام دول الخليج بسياستهم خاصة السعوديين والقطريين  الحيلولة دون وصول نار الفتنة الى بلادهم جراء سياسة حكيمة ينتهجونها .

هذا ما أجمع عليه صحافيون عن تلك المنطقة بندوة للصحافيين يوم  الاحد 14من  تموز/يوليو 2013 الحالي  / ندوة الصحافيين اسبوعية /  بالعاصمة برلين متشمتا بأهل مصر لانهم رضوا بانقلاب جيشهم ومصادرته حرية المصريين من جديد  فالحرية التي عاشها المصريون منذ اطاحتهم بحسني مبارك تعتبر فريدة من نوعها والاحتجاجات التي قاموا بها ضد الرئيس المنتخب ديموقراطيا وشعبيا محمد مرسي خيانة لانتفاضة الشعب المصري . وعزا الصحافيون  الفوضى في مصر الى عدم تقدير شعبها لمعنى الحرية اذ  أذهلتهم جرأتهم بانتفاضتهم على حسني مبارك وانتهاج مرسي وحكومته سياسة حريات الراي والمحافظة عليها هذه الجرأة كانت وراء ضياع حرية المصريين .

أما عن الحرب التي يشنها نظام سوري اجرامي بربري فقد جميع معاني الانسانية  ضد شعبه ، فقد استطاع ذلك  النظام  تغيير وجه الحرب من حرب لاجل الحرية واستراداد الكرامة الى حرب دينية من خلال استعانته بايران وربيبها حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية عراقية والغرب  وبعض الدول العربية تتحمل مسئولية إطالة الحرب وتغيير وجهها والذي بقي مع الشعب السوري هي السعودية وتركيا بعد أن سحبت قطر يدها من الشعب السوري بضغط امريكي ، الغرب مسئول عما يجري في سوريا ، فمجلس الامن الدولي فشل مرات عديدة بانتهاج سياسة حازمة ضد رئيس نظام سوريا بشار اسد خشية من موسكو وبكين علما ان احتجاج روسيا والصين  ضد اي قرار للمجلس المذكور انما هي فقاعات هوائية واذا ما أراد مجلس الامن مساعدة الشعب السوري بحق من خلال اصدار قرار بمنع تحليق جوي واقامة مناطق آمنة للاجئين السوريين فلن ينتطح من اجل ذلك عنزان وطامة الشعب السوري  الكبرى تكمن بجناحهم السياسي الذي يُطلق عليه ائتلاف المعارضة السورية فأكثر اعضاء هذا الائتلاف لا يوجد عندهم دراية بالسياسة الدولية .

وسوريا ستتعرض للانقسام من خلال دويلات ستقام عليها اذا لم يسارع اهل الخليج لنجدتها وتعاون اكيد ووثيق مع الدول الغربية المحبة لسوريا والمحبة لدول الخليج ، فمخطط اقامة دويلة للعلويين قديم ، فقد كانت هناك خطط تكمن اقامة دويلة علوية من حمص مرورا بالساحل السوري تحت قيادة حافظ أسد ودويلة لاهل السنة يحكمها الملك حسين بن طلال الاشمي ودويلة للدروز في جبل العرب تحت حكم آل جنبلاط والارسلانيين  الا ان هذا المخطط مات مع اندلاع الحرب الاهلية بلبنان .

المشكلة الكبرى التي يعاني شعوب بعض تلك الدول انهم ينظرون الى الاسلام كمصدر رئيسي لحل  مشاكلهم انتخب المصريون جماعة الاخوان المسلمين وانقلبوا عليهم باقل من عام بل انقلبوا عليهم منذ الايام الاولى لاستلام رئاسة مصر ولم ينتظروا ويعطوا الفرصة لهؤلاء لحل مشاكلهم لقد زجوا الدين بالسياسة ثم انقلبوا على الدين ، أن انهاء مشاكل بعض شعوب الدول العربية تكمن بدراستهم للتاريخ الانساني فاوروبا عاشت حروبا كادت ان تهلك الحرث والنسل وكلها من اجل الحريات العامة والزعامة والدين واسباب الحروب الاوروبية بدأت تنتقل الى شعوب منطقة الشرق الاوسط بسبب عدم معرفتهم بالتاريخ الانساني ولعبة الامم .

وربما تكون الاحزاب هي وراء احتراق المنطقة بسبب تنازعها على السلطة، فالاحزاب مثل بعض الملوك اذا دخلوا أهل قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون / الا من رحم ربي ..