العرض السياسي 42

الرفاق والأصدقاء الأعزاء:

تتطور الأحداث بسرعة في هذه المرحلة وتتميزب:-

- زيادة عنف النظام بهدف تحقيق انتصار سياسي يهرب منه من استحقاقات مؤتمر جنيف.

- وبالتدخل المباشر لأصدقاء سوريا الذين أظهروا أنهم أشد إجراما من جيش السلطة كم ظهر بتدخل حزب الله العلني والمباشر .

- وأيضا واقع المعارضة وشكل تطورها اللاحق وتأثير عملها في زيادة إرباك الثورة.

- وماجرى في اتحاد الديمقراطيين السوريين ...الخ

تحدثنا كثيرا في العروض السابقة عن وضع النظام وخروج أقسام واسعة من تشكيلاته المقاتلة من العمل بسسب الخسائر الشديدة التي منيت بها رغم المساعدات الكثيفة التي قدمت له من أصدقائه خصوصا روسيا وايران، وما نتج عن كل ذلك من تفاهم روسي أمريكي لايصب في مصلحة استمرار النظام الحالي لذلك تم تغير التكتيك بحيث يتضمن:

1- تحديد منطقة محددة وتركيز الإعلام عليها باعتبارها منطقة استراتيجية ودفع المعارضة للتجاوب مع هذه الدعاية

2- إدخال عنصر جديد بشكل علني في المعركة بهدف زيادة الفعالية العسكرية حتى تتراجع إلى أدنى حد إمكانية الفشل

3- إدخال عنصر جديد في المعركة حتى يتأزم الوضع في المنطقة بعد أن فشلت كل المحاولات السابقة.

4- استخدام أعلى درجات العنف والإرهاب والقتل لترويع الأهالي بهدف تأمين انتصار سريع

وتقررأن تكون المعركة في مدينة القصير ومنطقتها لسهولة مناورة حزب الله ولطبيعة المنطقة المنبسطة .....الخ .

 

والمفاجأة كانت في الصمود الأسطوري الذي أبداه مقاومو القصير واستطاعوا إنزال ضربات موجعة في صفوف مجموعات حزب الله وبين القوى العسكرية التابعة للنظام السوري لأيام طويلة فاقت كل توقعات المخططين للهجوم ،مما أدى إلى طلب مساندة مجموعات مقاتلة من إيران والعراق ومناطق أخرى لزيادة دعم القوى المهاجمة ،وأيضا إلى زيادة القتل بين المدنيين عن طريق تدمير الأحياء والمباني مبنى مبنى بالترتيب وتهديم هذه المباني على رؤوس أصحابها وسكانها من نساء وأطفال وشيوخ دون رحمة مما زاد عدد الجرحى إلى أرقام غير محتملة 1500 جريح مات قسم منهم بسسب نقص الدواء وفرض على المقاتلين الانسحاب .

طبعا هذا من أحد الأسباب الرئيسية وليس السبب الوحيد ،وهنا علينا أن نفرق بين ضربات الجيش السوري – على إجرامه – وما قام به اتباع نصر الله الأكثر دموية ،الجيش السوري كان يقصف بشكل عشوائي أو ما يتصور أنه مكان لمصادر نيران الثوار،أما مجرمي نصر الله فقد بدؤوا بتهديم المباني واحدا إثر آخر وهذا بالنسبة لهم هو تنفيذ لتعليمات دينية عبأهم بها نصر الله وهي لاتمت للدين ولا لأي مذهب بصلة .

وقد أدت شدة الإجرام وما نتج عنها من سقوط قتلى وجرحى بأعداد كبيرة بين صفوف المدنيين، وإلى فقدان الذخيرة عند المقاومين إلى انسحابهم من بعض مناطق القصير واعتمادهم على حرب العصابات أي القيام بهجمات مفاجئة وقوية على المجموعات المسلحة والانسحاب الفوري ،أدى هذا التكتيك إلى تأمين انسحاب مجموعات واسعة من المقاتلين وسحب عدد من الجرحى الذين وقعوا بغالبيتهم بين أيدي عناصر حزب الله الذين قتلوا المئات منهم بدم بارد،ورغم أن المقاومين انتصروا بصمودهم وشكل انسحابهم إلا أن القسم الأكبر من القصير احتل من قبل عناصر حزب الله وقطعان النظام ،والغريب هنا أن محطة العربية والائتلاف أعلنوا سقوط مدينة القصير بينما لايزال رجال المقاومة صامدون وينزلون الضربات الأليمة في صفوف المهاجمين كما ذكرنا.

لقد صور إعلام النظام وحلفائه الإنسحاب على أنه انتصار ساحق في معركة استراتيجية كبرى وأن هذه المعركة ستؤسس لبداية نهاية الثورة وهزيمتها عسكريا ،وفورا أعلن النظام وحلفاءه تطوير الهجوم في حلب وريف دمشق ولكنه لم يحقق أي انتصار ورغم كل ذلك علينا أن نبحث برؤيا انتقادية قادرة على تجاوز بعض الأخطاء نتائج ما جرى في القصير .

1- لقد أدى انسحاب المقاتلين في القصير إلى انتشار حالة من الإحباط وانسداد الأفق أمام أعداد واسعة من جماهير مؤيدي الثورة بسبب أن الثوار قد وقعوا في الفخ وأن معركة القصير هي معركة استراتيجية بينما نرى أن معركة القصير هي معركة من المعارك التي يخوضها الثوار على طول الجبهة السورية الممتدة على غالبية المحافظات والمدن السورية، ونحن نعتقد أن المعركة الاستراتيجية الحاسمة لم تبدأ بعد ولن تبدأ قريبا ،إن المعركة الاستراتيجية الحاسمة بالنسبة لنا هي المعركة التي تؤدي إلى إسقاط النظام ،وغير ذلك فهي معارك متفرقة هنا وهناك حيث نتقدم بمواقع ونتراجع في مواقع ونثبت في مواقع ،تلك هي طبيعة الثورة وكفاحها المسلح.

2- لا يمكن أن نجابه المجموعات العسكرية المنظمة بشكل عسكري هذا يفقدنا تفوقنا كقوى ثورة تعتمد حرب العصابات دائما وفي كل مراكز الثورات في العالم تعمل الجيوش على سحب الثوار إلى معارك صدامية حيث يستطيع العدو أي الجيش النظامي أن يستخدم تفوقه ونحن نرى أن العودة إلى حرب العصابات والقيام بهجمات خاطفة تحقق ضربات موجعة لأنصار النظام وفي مناطق متفرقة وواسعة من سورية هي التي تنهك النظام وليس الانجرار إلى معارك مجابهة

3- آن الآوان لأن نرفع شعار وحدة جميع القوى العسكرية إننا نطالب بتشكيل قيادة عسكرية تمثل جميع المجموعات العسكرية العاملة في الثورة ومن يرفض المشاركة في هذه القيادة وفي وحدة العمل يصبح خارج الثورة وقد يكون معادي للثورة ........ لقد كشفت الأحداث أن العديد من المجموعات العسكرية قد شكلت من قبل النظام وهي مرتبطة بمخابراته ونفذت أعمالا اجرامية قذرة أساءت للثورة تحت اسم الثورة ونؤكد في هذه المناسبة حتى النصرة ليست مجموعة واحدة فالنصرة التي تتشكل من سوريين هي مجموعات تقاتل مع جميع الثوار ويمكن الحوار معها ويمكن دفعها باتجاه النشاط الديمقراطي هذه المجموعة يقودها أبو اليمن الشامي ،ومجموعة القاعدة الحقيقية وهي تنفذ أعمالا ليست لها علاقة بالثورة السورية بقدر ما لها علاقة باستراتيجية القاعدة ولا يمكن لها أن تتعاون مع المجموعات الأخرى هذه المجموعة يقودها الجولاني ،والمجموعة الثالثة وهي نصرة النظام أي التي أنشأها النظام والتي تنفذ الأعمال القذرة والتي تعكس الأعمال القذرة وفي الإعلام ويقود هذه المجموعات العبسي وأبو عدس ،والمجموعة الرابعة واسمها جند الشام وهي أيضا تابعة للنظام ويقودها أبو الزبير وهذا الرجل مرتبط كما علمنا بالضابط علي مملوك ،والمجموعة الخامسة تسمي نفسها لواء أمن العاصمة وهذا اللواء يرتبط مباشرة بمحمد حمشو , إن هذه المجموعات المرتبطة بالنظام والتي تطرح شعارات إسلامية متطرفة وشعارات سياسية متطرفة يجب الإنتباه إليها والحذر منها ولايمكن أن تكشف إلا بوحدة عمل المجموعات العسكرية وتشكيل قيادة لها تمثل جميع فصائلها أصبحت حاجة وطنية وهي التي تنقذ الثورة .

إن أمامنا الكثير من المهام وعلينا أن نستفيد من الدروس السابقة

ومن الأخطاء السابقة حتى لا نقع فيها ثانية .

لماذا تدخل حزب الله؟؟؟!!! :

ما هي التطورات الجارية في سورية وما هي الأهداف التي يريدها حزب الله من تدخله السافر وما هي نتائج هذا التدخل .

أولا التطورات الجارية في الثورة السورية :

رغم الآلام الشديدة والتضحيات الكبرى التي قدمها شعبنا المناضل من أجل التغيير الديمقراطي ،ورغم طول الفترة ورغم العديد من الإخفاقات إلا أن هناك عددا من التطورات جرت داخل الثورة علينا أن نلتقطها ونستفيد منها

أ‌- بداية تراجع التيار الديني بعد أن وصل إلى ذروته في الفترة الماضية أي الاخوان المسلمين والتيارات الدينية المتطرفة , إن هذا الإنحسار الناجم عن إخفاق المجموعات التي حاولت أن تتصدر النضال الثوري وتستولي على السطة فيما بعد بدأ يظهر اخفاقها المتعدد الأشكال وبدأ يظهر هذا التذمر والإستنكار في صفوف أوساط مؤيدي الثورة فالهجوم على الاخوان وعلى النصرة وكل التيارات المتطرفة والمتخاذلة بدأ يكون واضحا بينما بدأت تتقدم التيارات الإسلامية المعتدلة والمنسجمة مع القوى الديمقراطية والمدنية الأخرى في النضال من أجل إسقاط النظام الاستبدادي وبناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية , ما نراه الآن هو البدايات الأولية لتشكل هذه الحالة علينا نحن في هذا المجال أن نزيد من تلاحم القوى الديمقراطية من أجل زيادة فعاليتها في النضال الهادف إلى تحجيم وإضعاف هذه التيارات المتطرفة

ب‌- يلاحظ إجماعا في رفض التدخل الأجنبي وفي بداية المناقشات في الأوساط الشعبية لتأمين بدائل وطنية عن التدخل الأجنبي 

وعن المساعدات التي لم تصل لا في مجال السلاح ولا في غيره الآن تأخذ الثورة منحاها الوطني وأيضا هذا ملعبنا الذي يجب أن نتقن اللعب فيه لقد نبهنا طويلا إن الإعتماد على الخارج لن يؤدي إلا إلى إرباك الثورة فالخارج كان ولا يزال مهتما في إضعاف سورية كوطن حتى تخرج من هذه المرحلة ضعيفة منهكة جاهزة للخضوع لشروط الخارج كسلطة أو ثورة لافرق انتهت وهذا تطور هام في عقل الثورة .

ت‌- بداية الإنفضاض عن التجمعات السياسية القائمة وإدانة سياستها مثل الائتلاف وهيئة التنسيق وغيرها وأيضا وعلى التوازي من ذلك تزايد الأزمة داخل هذه التجمعات وداخل الأحزاب المشاركة فيها وانفتاح الأفق أمام دعم التكوينات الثورية القائمة خارج هذه التجمعات وأمام بناء قيادة وطنية ديمقراطية تخرج من قلب الثورة متزنة وعاقلة غير متطرفة قادرة على التعامل مع جميع التطوارت بحكمة وبدون الخضوع لأية ضغوط خارجية فهي لا تخضع سوى لشروط انجاح الثورة

ث‌- والمتابع يرى بداية هذه التشكلات من شباب الثورة ومن قوى عاملة على الأرض ولها نفوذها ،ونحن سنعمل على تشجيع هذه التيارات وتطورها والمشاركة معها لتكوين عمل سياسي يخرج من رحم الثورة ويقودها للنجاح ،أيضا فإننا نلاحظ التباشيرالأولى لهذه العملية الهامة ونعتقد أنها ستتسارع 

وبالمقابل نلاحظ فشل النظام في دفع الأمور نحو اقتتال طائفي أي حرب أهلية وفشله في تنفيذ تهديداته في تقسيم سورية وفشله في دفع الأكراد في التجاوب مع مطالبه في التقسيم وأيضا فشله في الإجهاز على الثورة رغم شدة العنف وشدة القتل وشدة الاجرام ،وانعكاس كل ذلك في زيادة الإحباط في الوسط السياسي التابع له وإلى زيادة إنهاك قواه العسكرية وخروج قسم منها من المعركة بسبب الخسائر الكبيرة التي أصيب بها وإلى الإنهيار الإقتصادي المريع الذي يتم رغم الدعم المالي والاقتصادي الكبير من قبل ايران وروسيا،كل ذلك ،وعي الثورة و إنهاك النظام بدأ يشكل ملمحا جديا في انتصار الثورة .

من هذا الواقع كان لا بد للنظام من إدخال عنصرجديد يوقف هذه التطورات ويعيدها إلى المربع الأول فكان تدخل حزب الله المدعوم من ايران بشعاراته الاستفزازية وأعلامه الاستفزازية التي كانت ترفع على بعض المساجد وخصوصا مسجد عمر في القصير،

وعلينا أن نتحدث بصراحة ،لقد استطاعت الأعمال الشريرة 

والمجرمة والإستفزاية إضافة إلى القتل الجماعي الذي مارسه حزب الله تحت شعارات استفزازية مثل (لبيك يا حسين) استطاعت تجييش رأي عام واسع ضد التيار الشيعي واستطاعت تغيير مؤقتا مجرى التطور الذي تم والذي تحدثنا عنه و هذا له التأثيرات السلبية الضارة والقاتلة في المنطقة وهو يقسم العالم الاسلامي ويدفع الأمور إلى صراعات لا تحمد عقباها .

نحن نعرف أن إمكانياتنا بالتصدي لهذه القوى الآن ليست فاعلة تماما ولكننا علينا أن ننبه عبر إعلامنا الفردي وعبر علاقاتنا الواسعة وعبر لقائتنا المختلفة وعبر الإستفادة من وسائل الاعلام التي يمكن أن نصل اليها يجب أن ننبه من خطورة هذا التطور الجديد و علينا أن نحبطه من أجل إعادة الصراع إلى أشكاله الهادفة إلى إسقاط النظام الاستبدادي وبناء النظام الديمقراطي .

أما حزب الله فهو يتبع ولاية الفقيه وولاية الفقيه في الشيعة هو تيار متطرف قاتل مستجد في الساحة الدينية الشيعية اعتمد في الثورة الإيرانية ليلغي الدولة الديمقراطية وليؤسس لاضطهاد متعدد الاشكال في ايران ثم ليحاول الامتداد إلى المنطقة العربية عن طريق حالة التطرف التي يقوم بها حزب الله بعد أن بنى ( كانتونا ) استطاع من خلاله أن يرهب الدولة اللبنانية والشعب اللبناني بصفته بلطجي الثورة الايرانية ونحن جميعا نعرف أنه بدأ حياته بقتل اثنين من كبار المفكرين الديمقراطين في الوسط الشيعي وهم العالم اليساري حسين مروة والمفكر التقدمي مهدي عامل والآن 

وبالتعاون مع السفارة الايرانية قتل وجرح العشرات من الشيعة المحتجين على النشاط الايراني في لبنان و المتظاهرين أمام السفارة الايرانية في بيروت

إن تطرف حزب الله لا يقل إجراما وتعنتا وإلغاءا للآخر عن تطرف تيار القاعدة إن لم يفوقه في عمليات الإجرام .

و قد أصبح وجود حزب الله بهذا الشكل عامل إزعاج دائم لسورية الان في دعم النظام بكل أشكال القتل ،ولاحقا في دعم المتمردين على النظام الديمقراطي ،إن وجوده الحالي يشكل خطرا على الدولة السورية ،ونرى أن الحكومة اللبنانية عاجزة عن فعل شيء في مواجهة التدخل العسكري الوقح لحزب الله في سورية ،وعلينا الآن وفي المستقبل أن نعد للانتهاء من هذه الحالة الشرسة وهذا لا يعني مطلقا المساس بالمقاومة ولكن يعني تحويل المقاومة من مقاومة مذهبية إلى مقاومة وطنية تحمي الدولة اللبنانية ولا تساهم في سيطرة مذهب على الدولة اللبنانية .

واقع المعارضة

إن التصدي لهذه المهام من زيادة عنف السلطة وإحباط مخططاتها في تحقيق انتصارات على الأرض ومنع الإندفاع نحو التعبئة الشيعية السنية وتغيير التكتيك العسكري بما ينسجم وزيادة إرباك وإجهاد النظام يتطلب وجود معارضة متماسكة قادرة على تنفيذ هذه المهام ودافعة باتجاه زيادة محاصرة النظام على المستوى العسكري والاقتصادي والاجتماعي والوطني والخارجي .

و المشكلة الرئيسية التي تعاني منها الثورة السورية كما تحدثنا مرارا و تكرارا هو أن الثورة السورية لم تمتلك بعد معارضتها القادرة على تنفيذ هذه المهام فالائتلاف لا يزال مشغولا بمشاكله الداخلية التي ازدادت بعد توسيعه ،هذا التوسع الذي فرضه الخارج كما لاحظنا عن طريق التدخل المباشر من قبل كافة المؤسسات الخارجية الضاغطة والفاعلة داخل الائتلاف ،التركية والأوربية 

والخليجية والاميريكية ،ورغم هذا التدخل لم يستطع أن يعقد اجتماعا لانتخاب رئيسه ومجلسه، ولم يستطع أن يحدد موقفا واضحا من جنيف 2 أي أنه مرتبك تنظيميا وسياسيا، بالاضافة للفضائح الأخرى التي بدأت تظهر و التي تطال عددا من أعضائه. وأيضا فإن المنبر الديمقراطي رفض دخول الائتلاف واعتبر أن المشاركة في الائتلاف من قبل بعض أعضائه إنما شاركوا بصفتهم الفردية مما ينذر بأزمة في داخله ،والوضع داخل هيئة التنسيق معروف لديكم حيث لم تستطع أيضا أن تعيد تأهيل نفسها ولا أن تدعو لمؤتمر للمعارضة ،إن هذا الوضع يزيد من إرباك الثورة 

ويخفف من النتائج الايجابية التي يحققها المقاتلون على الأرض بتضحياتهم الجسيمة ويؤهل النظام للاستفادة من هذا الواقع لإطالة عمره و زيادة خراب البلد

ما هو الحل

نعتقد مما قدمناه سابقا إن الحل بدأ يتوضح وعنوانه تشكيل قيادة للثورة تنتخب ديمقراطيا من الداخل يشارك في انتخابها الأحزاب 

ومجالس المدن والتجمعات العسكرية والوجهاء في المحافظات 

واللجان الشبابية ولجان الإغاثة والمكاتب الطبية المختلفة، تنتخب في كل محافظة لجنة تجمع هؤلاء ويجتمع الجميع في مؤتمر داخل الوطن لانتخاب قيادة تمثل فعاليات الثورة وتلغي هؤلاء المتصارعين أوتضغط من أجل تشكيل وفد موحد للمعارضة للذهاب إلى جنيف يحدد الحدود الدنيا لمطالب الثورة ،الإتفاق على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين والسماح بالتظاهر السلمي وإطلاق سراح المعتقلين، والحد الأعلى بالاتفاق على نقل السلطة والاتفاق على مصير الأسد وتأمين انتقال سلس للمرحلة الانتقالية يشارك فيها جميع السوريين ما عدا من تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري

وبنهب الاقتصاد السوري أو من ثبت تبعيتهم للخارج

مؤتمر جنيف2 :

نحن نرى أن مؤتمر جنيف 2 ساحة من ساحات الثورة علينا أن نعمل فيها من أجل الإنتصار على النظام والاستفادة من الواقع العالمي ومن مقررات مؤتمر جنيف واحد ومن مقررات مؤتمر الجامعة العربية ومبارة كوفي عنان لتحقيق الانتقال السلمي للسطة 

والدخول الى المرحلة الانتقالية التي تحقق بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية والقادرة على بناء نظام العدالة الاجتماعية , إن هذا الصراع يتطلب وحدة المعارضة بأشكالها السياسية – التجمعات القائمة – والعسكرية – المجموعات الموجودة على الأرض – 

والمدنية والشبابية والاتفاق فيما بينهم على الحدود الدنيا والعليا التي يمكن التفاوض حولها , إن ترك هذه الفعالية ستفتح المجال واسعا أمام آفاق خطرة لا نعرف إلى أين ستودي بنا ..؟؟؟

وإن نتائج مؤتمر حنيف ستكون انعكاسا لموازين القوى على الأرض علينا وعلى الثورة وعلى المجموعات الوطنية في المعارضة أن تعمل لتحسين هذه الموازين لصالح الثورة بما ينسجم و مصالح الشعب

اتحاد الديمقراطيين السوريين :

لا نريد أن نتحدث طويلا لقد خرج المؤتمر التشاوري كما أسموه بلا نتائج سوى الاتفاق على اسم التجمع وهو اتحاد الديمقراطيين السوريين ولم يخرج بقيادة واضحة ونعتقد أن هذا ما كان يريده الاستاذ ميشيل الذي خرج من القاهرة إلى استانبول ليتفاوض على الدخول إلى الائتلاف وأدت هذه المفاوضات إلى دخوله مع مجموعة ممن انتقاهم وسمى كتلته بالكتلة الديمقراطية أي أنه استند إلى هذا الاجتماع الواسع لتحسين موقعه التفاوضي مع جماعة الائتلاف، 

وقد ارتكب أخطاء كبيرة في هذه المرحلة منها تهديده بأنه سيفضح علاقات الائتلاف المشبوهة على محطة العربية ثم اعتباره أن الائتلاف ممثل الشعب السوري بعد أن دخله ...الخ بالاضافة إلى محاولاته تشكيل تنظيم باسم اتحاد الديمقراطيين ليدير به الصراع ليس مع النظام الذي اثنى على رئيسه السابق وترحم على روحه في لقاء تم على الاورينت بقدر ما يريد إدارة هذا الصراع من أجل تعزيز موقعه داخل الائتلاف هذه الوقائع فرضت علينا مهام جديدة داخل الاتحاد اهمها:

1- رفض الازدواجية بين وجود أي منا في هذا الاتحاد ووجوده في أي اتحاد آخر مثل الائتلاف أو هيئة التنسيق ...الخ

2- اعتبار الاتحاد تحالف واسع يضم أحزابا وتجمعات وهيئات 

ولجان شبابية ،وأفراد على أن يعبر هذا الاتحاد عن أكبر تجمع للديمقراطيين في سورية يعمل بشكل ديمقراطي ويخرج من حالة الصراعات المقيتة داخل التجمعات السياسية الأخرى

إننا أمام تنفيذ هذه المهام ونعتقد أننا سنخوض حوار واسعا من أجل أن يتشكل الاتحاد الديمقراطي غير تابع لأحد لأن وجود عناصر من داخلنا في الائتلاف سيؤدي إلى سحب الاتحاد إلى فلك الائتلاف لأن الائتلاف الآن هو الأقوى ماديا ومن حيث الاعتراف الدولي ومن حيث مشاركته في الفعاليات والمؤتمرات الدولية،وهذا ما لانرضى به ،أي تبعية اتحاد الديمقراطيين للائتلاف عن طريق وجود مجموعة بداخله في قيادة الائتلاف ونحذر منه ،ومن يقرأ التطورات جيدا يلاحظ أن اتحاد الديمقراطيين الذي تحدثنا عنه بدأ ينمو ويظهر وسيفرض نفسه على الحياة السياسية السورية متجاوزا كل اولئك الذين يريدون الاستفادة منه لمصالح ضيقة أو لضغوط غير قادرين على تحملها

نحن 

إن المهام المذكورة وهي كبيرة وكثيرة ومعقدة ومتشعبة تتطلب وجودا قويا لنا ،وتتطلب زيادة في فعاليتنا وفي وجودنا الشعبي الجماهيري 

والسياسي، وتتطلب تأمين أشكال من العمل المشترك بين قوى اليسار لزيادة فعالية اليسار ودوره في هذه الظروف خصوصا، وتتطلب تجميع كافة القوى والمنظمات الداخلية السياسية العاملة لزيادة الوزن السياسي الديمقراطي الوطني داخل البلاد ،وتنفيذا لهذه التوجهات فقد أرسلنا رسالة إلى القوى اليسارية وكنا قد أبلغناكم عنها في العرض السابق لاقت الرسالة صدى طيبا داخل التجمعات اليسارية حيث لا تزال ترد الموافقات على المشاركة في تأمين اجتماع لليسار يحدد أشكال العمل المشترك،ونعتقد أن الاجتماع سيعقد بمن يوافق عليه خلال الشهر القادم وأيضا فنحن نشارك في الحوارات التي تتم في الداخل والتي تجمع مجموعة القوى الديمقراطية المنظمة والعاملة في الداخل بغض النظر عن حجمها ،وعلى المستوى الداخلي فإن المهام المطروحة كما ذكرنا تتطلب زيادة فعاليتنا وزيادة وجودنا وتوسع صفوفنا وهذا ما نعمل عليه ولكن النجاحات المحققة حتى الآن لا تنسجم والمهام المطروحة فلنزد من فعاليتنا ولنستفد من طاقات أصدقائنا من أجل إنجاح ثورتنا الديمقراطية .

الى الامام في سبيل سورية القادمة سورية المدنية الديمقراطية سوريا العدالة الاجتماعية

دمشق في النصف الأول من حزيران 2013 

القيادة المركزية المؤقتة لهيئة الشيوعيين السوريين