قد نختلف مع حماس ولكنها تبقى حركة تحرر لا يقرر مصيرها إنقلابي
قد نختلف مع حماس
ولكنها تبقى حركة تحرر لا يقرر مصيرها إنقلابي
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
اعزائي القراء...
التخبط الذي يشوب القيادة الإنقلابية في مصر وصل الى مرحلة خطيرة .هذا التخبط يعطي فكرة واحدة تفيد ان راسم سياسة مصر الداخلية والخارجية لايرى امامه سوى خارطة واحدة . هذه الخارطة تقول : كل مشكلة يعحز النظام المصري عن حلها سببه الإرهاب..فالفقر سببه الإرهاب.. وإرتفاع الأسعار سببه الإرهاب..والإقتصاد المتهالك سببه الإرهاب وعدم وجود فرص للعمل وراءه الإرهاب ، والمظاهرات وراءها الإرهاب.. والهيئات السياسية التي لا توافقه الرؤيا هي منظمات إرهابية ..واخيرا منظمة حماس هي منظمة إرهابية.
نظام عاد بمصر الى عصور الإنحطاط يوم اصيبت الأمة العربية بهذا المرض بعد ان توسد امرها غير اهلها ..فضرب داء الإنحطاط كل نواحي حياتها حتى ان لغتنا العربية صارت مهزلة عندما تسلم امرها جهلة الامة تماما كما استلم الإعلام المصري اليوم حثالة البشر.
مصر اليوم مريضة يحاول حكامها ان يستعينوا على مرضها باثارة الإرهاب في وجه شعبها ووجه العالم بأسره . فهي الكلمة السحرية التي يستعين بها كل ديكتاتوري العالم العربي ليخلصوا من عقاب ديكتاتورياتهم .
الخطوة التي اتخذتها محكمة القاهرة للأمور المستعجلة التابعة لنظام السيسي بإعتبار حماس منظمة إرهابية هو نوع من الهروب الى الأمام حتى يتخلص هؤلاء الحكام من وصفهم بالإرهابيين لذلك كانت الإحالة لمحكمة الامور المستعجلة .
هذا الحكم هو عار على حكام مصر بتشويه سمعة المقاومة التي جعلت القضية الفلسطينية حية في وجداننا حتى الآن .
قرار عار على حكام مصر ان يقلبوا التاريخ رأسا على عقب ويجعلون من إسرائيل حمامة سلام ومن المقاومة الشيطان الاكبر.
قرار عار ان يكتب نصه السياسي عسكري متكسب، ولكن يتلوه قاض طيع مطيع.
عار على حكام مصر ان تنقطع هذه الدولة العظيمة عن التاريخ والجغرافيا لينفذوا مخططا لم يعد خافيا على احد.
حكام مصر لم يعد يهمهم تأمين لقمة عيش مواطنيهم ..فليذهب المواطن المصري الى الجحيم.
حكام مصر يهمهم ان يرثوا مصر ومن عليها على الطريقة الفرعونية ..ولن يرثوها الا إذا رضيت عنهم إسرائيل ولن ترضى عنهم اسرائيل الا اذا انهوا القضية الفلسطينية. وتشويه سمعة حماس هو جزء من مخطط الرضا الإسرائيلي. فإن سقطت حماس حسب فهمهم .. سقطت فلسطين.
اعزائي القراء..
منذ اكثر من نصف قرن كنا شبابا صغارا نخرج بمظاهرات لدعم فلسطين كانت فلسطين مقدسة لدى كل العرب .. كنا نتجرأ على شتم حكامنا ونصفهم بالعملاء والخونة ولكن لم يكن مسموحا لاي عربي ان يتعرض للمقاومة فلسطينية ..
مصر لن تستمر إذا بقي حكامها يخترعون الإرهاب ويختبؤوا وراءه.
ان إثارة الارهاب امام الشعوب هو بإعتقادهم الحل لكل معضلات الديكتاتوريين
لعبة الارهاب في سوريا وفي مصر وفي دول عربية اخرى لم يعد سرا...
الإرهاب ..اصبح بنظر الشعوب الكلمة المرادفة للحكام الديكتاتوريين..
فعندما تدك الشعوب أوكار الحكام الديكتاتوريين ينتهي الارهاب الى غير رجعة..
