عجيب أمركم... يا بني قومي!!

م. عز الدين سلامة

[email protected]

إن ما ينشر عبر مواقع التواصل الإلكتروني أو ما يذاع في الفضائيات والإعلام أو ما يصرح به الناطقون الإعلاميون أو المحللون السياسيون حول إصدار محكمة قضاء الأمور المستعجلة في مصر قراراً باعتبار كتائب القسام بداية وحركة المقاومة الإسلامية حماس بعدها كمنظمات إرهابية يبعث على الحيرة والإستغراب من المستوى الذي وصلنا إليه في الوعي والتفكير مما يستثيرنا لنصرخ بأعلى صوتنا عجيب أمركم يا بني قومي فماذا تريدون؟

ولنبدأ الحكاية من أولها:

في البداية رفضت تلك المحكمة إصدار تلك الأحكام بسبب عدم الإختصاص فما الذي جد في الأمر. ولا أرى له سبباً غير تدخل السياسة في الموضوع وزيادة الضغط من صناع القرار لاستصدار مثل هذا الحكم القضائي، فالذي يصف الموضوع بأنه قرار قضائي أولي يمكن الإستئناف عليه، أو أن القضاء المصري هو قضاء مستقل فهو واهم لأن القضاء المصري شأنه شأن أي قضاء في الوطن العربي " قضاء مسيس بامتياز ومنحاز للجهات الحاكمة ولا يقضي إلا بما يمليه السلطان " فلا داعي للتخفيف من حدة القرار أو الاستهانة به والادعاء بأن النظام المصري لم يصد حكمه بعد. لا فقد أصدره مسبقاً منذ أن أطاح بالنظام المنتخب شعبياً ومنذ ذلك الحين وهو يسير بخطوات ثابتة ومتتابعة للوصول إلى الهدف المنشود.

أدانت معظم الفصائل الفلسطينية هذا القرار بتفاوت في صيغة الإدانة وكم سرني ما قراته من إدانة كتائب الأقصى / جناح الشهيد نضال العامودى، أو ما كتبه اللواء منذر ارشيد في دنيا الوطن رغم التحفظ على بعض الصيغ والعبارات ولكن لم نسمع من السلطة أو حركة فتح أي إدانة وهو متوقع لأن فتح تعتبر حماس الضد الوجودي وجاءت فرصة تاريخية لتجريم حماس وذراعها العسكري من قبل أكبر دولة عربية وعلى رأي المثل العامي " قلوا شو بتتمنا ؟.. " ، حتى رأينا بعض التشفي المقيت من بعض الناطقين والمتحدثين أو الكتاب المحسوبين على فتح ، حتى الإدانات التي سمعناها من بعض الفصائل فيها شيء من التعريض بحماس عند مطالبتها بعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية وهذا بحد ذاته فيه شيء من التساوق مع القرار وإدانة ضمنية لحماس وإرضاء للنظام المصري الذي يتهم حماس بالتدخل في شؤون مصر الداخلية رغم نفي الأخيرة لهذه الاتهامات جهاراً نهاراً وعلى لسان قادتها السياسيين والعسكريين ، ورغم تحدي حماس للنظام المصري أو أذرعه الأمنية بإثبات مثل هذه التهم الباطلة والمضللة.

على الصعيد الشعبي في الضفة الغربية أو بعض البلدان العربية لم نشهد أي تحرك لإدانة مثل هذا القرار الخطير والسبب معلوم هو تحكم القبضة الأمنية في الشارع العربي الذي بات لا يتحرك إلا بأمر من الأنظمة ووفق هواها.

أما الإعلام المصري والذي أقل ما يمكن وصفه بإعلام الردح وإعلام العوالم والراقصات فلا يستحق التعليق إذ أننا نعيش حالة من التيه والتخبط وغسيل الأدمغة الذي يمارسه هذا الإعلام الهابط والذي يريد أن يصل بوعي المواطن العربي إلى الحضيض فهو إعلام موجه وأداة رخيصة بأيدي النظام والجيش المصري وأجهزته الأمنية وما نراه في هذا الإعلام من مذيعين ورداحين سوى دمى وببغاوات تهرف بما لا تعرف وتردح وترقص على الموسيقى التي يشغلها لها النظام ، وللعلم في هذه الإسطوانة المشروخة باتت مكشوفة لدى المواطن حتى الذي يؤيد النظام المصري بسبب السخافات والأكاذيب المكشوفة التي يرددها صباح مساء.

وفي النهاية أعيد صرختي "عجيب أموكم يا بني قومي! ماذا تريدون من حماس؟"

على صعيد حكومة غزة: سلمتها طواعية للسلطة الفلسطينية وللرئيس محمود عباس واستعدت لتسليم المعابر وكافة مفاصل الحومة

على صعيد المصالحة: حماس تنادي ليل نهار باستعدادها لإتمام المصالحة التي تم الاتفاق عليها في كل بقاع الأرض

على صعيد الانتخابات: حماس على استعداد لإجراء الانتخابات والتي تطالبون بها وكنتم تضعونها شرطاً لإتمام المصالحة

على صعيد التدخل في مصر: حماس تعلن ليل نهار أنها حركة تحرر وطني فلسطينية المنشأ والهدف والمصير ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية أو إسلامية أو إقليمية ولا تمارس نشاطها إلا على الأرض الفلسطينية حتى لو تم الإعتداء عليها خارج الوطن.

على صعيد العلاقة مع الإخوان: ما يربط حماس بجماعة الإخوان المسلمين هو رابط فكري أيديولوجي وهو مرتبط باسلاميتها ومنهج الإخوان ومنهج الإسلام الوسطي وليس هناك رابط عضوي إلا ما يربط المسلم بأخيه المسلم وفقاً لقوله تعالى " إنما المسلمون إخوة " ووفقاً لحديث المصطفى " المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه"

وكلمة أخير فإن ما تطرحونه ما هو إلا غطاء لما تخفونه وتريدونه في الحقيقة ألا وهو أن تلقي حماس السلاح وتضع يدها بأيديكم وتأخذ نتنياهو بالأحضان ولن ترضوا عنها حتى لو فعلت ....