رسالة خاصة إلى الأخ معاذ الخطيب

الكتلة الوطنية الديمقراطية السور

الأخ الكريم ، أحمد معاذ الخطيب، رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ،

تحية الثورة والثبات 

إنطلاقا من إحساسنا بالمسؤولية ، ومن واجبنا أمام الثورة والوطن ، ومن حرصنا الشديد على تسليط الضوء على كل من تسوله نفسه الخروج عن أهداف الثورة وقيمها مدفوعا من مصلحة شخصية أو من أي مصلحة أخرى تتنافى مع مبادىء وقيم الثورة ، وأمام إلحاح بعض الأخوة من الائتلاف الوطني على مراسلتكم وإطلاعكم على ملف ما يسمى " ب كتائب الوحدة الوطنية " وملابساته ،نوجه إليكم هذا الكتاب ، كوننا نحن أعضاء " الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية ـ الأمانة العامة "على علم ودراية بمشروع تأسيس هذه الكتائب من قبل رفيقين سابقين لنا في الكتلة (وهما الأخ عقاب يحيى والأخ توفيق دنيا )وحاربناه كوننا نعتبره منافيا للمصلحة الوطنية وأهداف الثورة إن كان على صعيد تمويله أو من حيث أهدافه أومن حيث طبيعته .

قد يعتقد البعض بأن إثارة موضوع هذه الكتائب في مثل هذه التوقيت ليس سوى وسيلة رخيصة لتصفية حسابات سياسية أو شخصية. والحقيقة كان خوفنا من أن يُنظرُ إلى هذه القضية من هذه الزاوية الضيقة هو السبب الرئيسي في تلكؤنا بإثارتها وفتح ملفها وكشف مداخلاتها . ولكن الغوص في أسرار وخفايا تشكيل هذة الكتائب والتحقيق في ملفها المالي والميداني على أرض الثورة قد يثبت العكس تماما.

وليكن ، واجبنا الوطني يتطلب منا ـ كل من موقعه النضالي ـ الحذر والجرأة والإحساس بالمسؤولية وخاصة في هذه الظروف الحرجة والتي يحاول فيها الإئتلاف الوطني ترتيب وبناء بيته ومؤسساته . وكم أملنا كبير بنجاحه وكم خوفنا أكبر من أن تجلس على بعض مقاعده عناصر مشبوهة ،بعيدة عن المثل والقيم الأخلاقية الثورية التي يحاول شعبنا تثبيتها عبر نضاله ضد البغي والفساد الأسدي .

لسنا أول من يخرج هذا الملف من الأمكنة المظلمةالمثيرة للشكوك إلى ضوء الشمس ولسنا أول من يتساءل عن طبيعة الكتائب الوطنية ودورها وتمويلها . في الواقع ، كانت أن عرفت، قبل أكثر من شهرين ، صفحة المجلس الوطني السوري سجالات طويلة حول هذا الموضوع لما للأخوينيحيى ودنيا العضوين في المجلس الوطني آنذاك من دور قيادي ومالي وتعبوي في تشكيل ودعمهذه الكتائب . لقد عادت هذه السجالات مؤخراً على ذات

الصفحة وداخل صفوف الائتلاف على خلفية الواجب الوطني

هكذا يصبح من واجبنا التنويه بإيجاز كبير إلى النقاط الرئيسة التالية :

1 ـ يمكن لكم الطلب إلى أحد معاونيكم نقل أو تلخيص مجمل السجالات المذكورة ،خاصة الاعترافات العلانية التي سجلها الأخ توفيق دنيا والتي وصلت إلى حد الحديث عن " حقه بتشكيل كتائب خاصة للدفاع عن النفس أمام القتل على الهوية. نعتقد أن الأخ عبد الرحمن الحاجيملك نسخة عن هذا السجال .

ب 2 ـ يمكن الاستفسار المباشر عن هذه المسألة الملتبسة من عديد الأخوة أصحا

الاطلاع أو الثقة الموضوعية من مثل الأخوة منذر ماخوس ، وحيد صقر وحبيب صالح

الذي سجّل علانية اسم ضابط الارتباط لهذه الكتائب ريبال رفعت أسد ، وطلب من قيادة المجلس الوطني استدعاءه لتقديم شهادته ومعلوماته .

3ـ ومن المصادر المطلعة على هذا الملف يمكننا ذكر اللجنة ا لقانو نية للمجلس الوطني السوري ، وفي المقدمة الأخ مروان حجّو ، والتي استدعت ـ قبل أكثر من شهرين ـ الأخ توفيق دنيا ، عضو المكتب التنفيذي للمجلس في حينه، و ْعقاب يحيا عضو المجلس الوطني أيضاً .. و لكن بقصد واضح لتلافي التحقيق أعلن الأخ توفيق في حينها انسحابه من المجلس مما أسقط مساءلة الأخ عقاب يحيا في نفس الوقت .

: 4 ـ من طرفنا ، وبكل أمانة المسؤولية الوطنية ، نضيف ونوجز ما يلي

آ ـ لقد تمّ إخفاء مشروع " كتائب الوحدة الوطنية " عن " الكتلة الوطنية.." وعندما علمنا به عبرنا عن رفضنا له إنطلاقا من مبدىء وطني بسيط وهو : رفض أي مشروع عسكري أو ميليشاتي خارج إطار البنية الوطنية للجيش الحر ،وخاصة عندما يكون هذا المشروع ذو طبيعةأقلوية ،أو مرتبط بمصادر دعم مجهولة أو مرفوضة .. وقد أكدنا رفضنا لهذا المشروع خاصة بعد التصريح من قبل الأخ عقاب يحيا قبل أكثر من أربعة أشهر "عن الإعتراف بوجود هذه الميليشيات السرية والتي تتشكل ـ حسب تصريحه ـ من 7 كتائب علوية و3 اسماعيلية وتعداد كل كتيبة منها بين 70 و 120 وتترأسها هيئة أركان من ضباط كبار عديدين ومهمين جداً " وإن أكثر ما دفعنا لرفض هذا المشروع حقيقة هو ما كانت هذه الكتائب السرية تثيره عند مؤسسيها ، الأخوين يحيا ودنيا من تساؤلات حول الفائدة من من تركها نائمة لما بعد سقوط النظام أم يجبتحريك بعضها؟" "

سؤالنا كان دوما : إذا لم تقاتل هذه الكتائب المسلحة النظام الحاكم إذا من ستقاتل ؟ وما هي فائدتها بعد سقوط النظام ؟ 

ب ـ أراد الأخوين يحيا ودنيا تبرير هذه الطبيعة " النائمة " لما بعد سقوط الأسد بطرق ملتوية وغير عقلانية وغير مناسبة لعقل الثورة. وأمام موقف الرفض و الاستهجان داخل الكتلة الوطنية انتقل الأخوين المذكورين إلى تبرير وجود هذه الميليشيات من خلال الحديث عن دور" إغاثي "ممكن لها في حال عدم مشاركتها في المعارك إلى جانب الجيش الحر .

والحالة هذه : نريد أن نؤكد

أولا ـ لم يُعطى حتى الآن لهذه الكتائب أي دور في العمل الإغاثي في الخارج أو في الداخل ثانيا ـ لم تشارك هذه الكتائب المزعومة بعمليات قتالية إلى جانب فصائل الجيش الحر .

ثالثا ـ تمت من قبل الأخ عقاب يحي محاولات لشراء بعض التشكيلات بالمال من أجل ظهورها ميدانيا تحت اسم " كتائب الوحدة الوطنية ". وبالفعل تم تشكيل كتيبة في محافظة ادلب من عناصر معروفة بارتباطها بالأمن السوري .

رابعا ـ مارس هذا التشكيل المشبوه ـ حسب ما أوردته مصادر محلية ـ تصفيات جسدية لقيادات ثورية هامة .

خامسا ـ أورد الناشطين والقياديين في منطقة إدلب ما يفيد بتعامل هذا التشكيل ميدانيا مع كتائب الأسد وذلك باستخدامه الطلقات الخطاطة كوسيلة للتنسيق معها ...

سادسا ـ إن توضيح وتفصيل هذه الممارسات من قبل ما يسمى ب " كتائب الوحدة الوطنية " سوف تتمخض حتما ـ بعد سقوط النظام ـ عن مساءلات قانونية تدين جرائمها وتحاسب كل من ساهم بتأسيسها وقيادتها ميدانيا.

سابعا ـ شراء نشاط موسمي لتشكيل آخر في جنوب دمشق ركّز على بعض الأخوة من جبل العرب كما كانت هناك محاولات عديدة لزج بعض الأخوة المسيحيين بنفس الإسلوب ولتنفيذ نفس الأهداف ولكن سرعان ما باءت بالفشل . ,

8 ـ توريط بعض الشباب المحتاجين ماديا بنشاط إعلامي موسمي استعراضي وتسويق تجاري ، ومحاولات شراء عناصر أو تشكيلات عسكرية ...لا نريد الدخول هنا بتفاصيلها ولكن الأشخاص المعنيين بهذا الأمر ما زالوا أحياء يرزقون ويملكون من التفاصيل مما قد يكون مثيرا.

ج ـ لقد كانت لمسألة تأسيس " كتائب الوحدة الوطنية " آثارا سياسية سلبية على " الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية " وأدخلتها في أزمة حادة أضيفت إلى أزمات أخرى حذت بكل منتوفيق دنيا وعقاب يحيا وحبيب حداد إلى محاربة الإخوة الأعضاء المطلعين والرافضين لهذه الممارسات وإلى عزلهم عن مواقعم النضالية بقصد الإستيلاء على الكتلة الوطنية واستعمالها كفقاعة تخدم أجنداتهم الشخصية ومصالحهم المالية وتضعهم في أمكنة قد تضعف من مصداقية أرفع مؤسسة وطنية وتنال من حماس وتلاحم الأصوات الشريفة والمناضلة على أرض الوطن .

إننا لنأسف بالغ الأسف لتقمص هذا الدور و إصدار مثل هذه الأحكام ...ولكن كان علينا الخيار بين الذات والمصلحة الوطنية العليا .

في الختام ندعو لكم ولإخوتنا من حولكم بالتوفيق وبسداد الخطى نحو النصر . النصر لثورتنا والخلود لشهدائنا والشفاء لجرحانا والحرية لمعتقلينا وشعبنا ...

إخوتكم في أمانة سر الأمانة العامة و الهيئة التنفيدية للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية

ـ الأمانة العامة

الدكتور نصر حسن 

الدكتور ميشيل سطوف 

الأستاذ مراد درويش 

الأستاذ سمير سطوف 

الدكتور محمد الشمالي 

الدكتور وليد نادر

الأستاذ يسار باريش

في 14 كانون ثاني 2013