لماذا يسكت العالم وعلى رأسه ما يسمي بالحر عن الجرائم المرتكبة في حق الشعب المصري؟

لماذا يسكت العالم وعلى رأسه ما يسمي بالحر

عن الجرائم المرتكبة في حق الشعب المصري؟

محمد شركي

[email protected]

 آلة التقتيل التي يستخدمها نظام السيسي في مصر تشمل الشعب المصري بكل طوائفه وشرائحه الاجتماعية ، ذلك أن تقتيله لا يقتصر على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم بل يشمل كل من يعارض الانقلاب على الشرعية والديمقراطية مهما كان انتماؤه . وبالأمس تفرج العالم بدم بارد على قتل نظام السيسي أربعين من أنصار فريق لكرة القدم لأنهم رفعوا شعارات ضد الانقلاب مطالبين بمحاكمة متزعمه والاقتصاص منه . ولم يحصل في التاريخ من قبل في العالم قتل قوات الأمن لجمهور رياضي بسبب شعارات رفعها في الملاعب الرياضية . وعلى غرار القتل الذي كان في الذكرى الرابعة لثورة يناير ، والقتل الذي شمل طلابا جامعيين يعتبرون أطباء ومهندسي مصر، جاء قتل جمهور رياضي اجتمع من أجل الفرجة في جو خنق الحريات بمصر، وذلك بسبب حالة الطوارىء المفروضة على الشعب المصري المسكين من أجل ترسيخ الانقلابيين أقدامهم في الحكم بعد الإجهاز على الديمقراطية والشرعية ، فوجد هذا الشعب هامشا من الحرية في فضاء ملعب الكرة ليعبرعن معاناته من حكم العسكر الجائر ، فواجهه هذا الأخير بالحديد والنار وقتله تقتيلا . أما أحكام الإعدام المعلن عنه يوميا فتعطي انطباعا وكأن المصريين صاروا عبارة عن قطعان أنعام تنحر للاستهلاك . وأمام هذا الوضع يسكت العالم خصوصا المتبجح بالدفاع عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان سكوت الشيطان الأخرس ،والسر وراء ذلك هو كونه مدبر الانقلاب وضالع فيه بذريعة استئصال ما يسميه الإسلام السياسي الذي يعتبر خصمه العنيد . وتحت ذريعة محاربة ما يسمى الإرهاب غض العالم خصوصا الغربي منه الطرف عن جرائم مشير الانقلاب السفاح والدموي ، و الذي بدأ بتصفية خصومه السياسيين من جماعة الإخوان المسلمين ثم توسع في القتل والإجرام ، فصار يقتل كل من يرفض جريمة الانقلاب . وعندما يصير جمهور رياضي هدفا للقتل فإن ذلك يعكس مدى دموية هذا النظام الانقلابي الذي يريد الظهور بمظهر الجبار لترويع الشعب المصري حتى لا يفكر مرة أخرى في انتفاضة كانتفاضة يناير التي أسقطت نظام ديكتاتوري عسكري من الضباط الأشرار الذين ابتليت بهم أرض الكنانة التي ترنو إلى ربيع ديمقراطي ينهي الحكم الديكتاتوري الجاثم . ومن المخزي أن تقف شريحة من المحسوبين على الفكر والثقافة والفن ... مع المشير السفاح لمجرد أنها تختلف مع جماعة الإخوان المسلمين فكريا . و يبدو أعضاء هذه الشريحة الضالعة في النفاق خزايا وهم يبررون جرائم السيسي الفظيعة التي يندى لها جبين البشرية في عصر الديمقراطيات ـ يا حسرتاه ـ . وسيسجل التاريخ خزيهم وخزي كل الذي يسكتون سكوت الشيطان الأخرس عن جرائم المشير السفاح . ولا بد أن ينجلي ليل الاستبداد والظلم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.