الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

زهير سالم*

[email protected]

كانت جماعة الإخوان المسلمين في سورية في صراع مفتوح مع هذا النظام منذ قيامه سنة 1963 ولقد شهد هذا الصراع  أشكالا ووتائر عديدة . وفي الوقت الذي ظن فيه هذا النظام أنه أسكت الكثير من الأصوات الوطنية في سورية . إلا أن صوت جماعة الإخوان المسلمين المرتبط دائما بإعلان المؤذن الله أكبر لم يخمد قط ، وجذوة مشروعهم الداعي إلى رحمة الإسلام وعدل وعدالة شريعته لم تنطفئ  . ..

وعندما قامت هذه الثورة المباركة بإرادة شعبية وتحت راية وطنية أعلن الإخوان المسلمون التحامهم بها ودعمهم لها بكل ما يستطيعون ..

وحين بدأت المبادرات الوطنية في لقاءات المعارضة تتقدم أعلن الإخوان موقفهم الإيجابي من كل المبادرات . وشاركوا بإيجابية مشهودة تحت سقف وطنية الثورة وبعيدا عن أي خلفية ايديولوجية أو برامج حزبية قناعة منهم  أن المرحلة هي مرحلة توافق وطني لإسقاط هذا النظام المستبد والفاسد في أفق المطالب الشعبية الثورية وبعيدا عن أي برامج حزبية أو أهداف فئوية .

اندمج الإخوان في كل المبادرات كداعم وشريك إيجابي وشاركوا في بناء المجلس الوطني بالروحية الوطنية نفسها . واحتملوا في سبيل إنجاحه الكثير من القيل والقال ..

ثم كان المبادرة الوطنية الأخيرة التي قامت عليها بعض الشخصيات الوطنية . وقد تعاملت جماعة الإخوان من خلال الشخصيات الوطنية الإخوانية التي دعيت للمشاركة في دراستها بالروح الإيجابية الوطنية نفسها . وتعاملت معها في أفقها الوطني المفتوح وليس في أي إطار لصراعات ضيقة ..

ومن هنا فإننا ننظر إلى الإعلان عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أنه خطوة إيجابية نتمنى أن تنجح في تحقيق آمال الشعب السوري وتطلعاته في خدمة مشروع الثورة على جميع المستويات .

من حق الائتلاف الجديد على جميع القوى والشخصيات الوطنية أن تمنحه من الثقة والتأييد والفرصة ما يعينه على النجاح في أداء دوره ..

نتمنى على قنوات الإعلام العربي أن تلجم أصوات المشككين والمخذلين في هذا الظرف الوطني الحساس ..

نأمل أن يكون تشكيل هذا الائتلاف الجولة الأخيرة لانشغال المعارضة السورية أو إشغالها بنفسها لتلتفت لخدمة المشروع الثوري التحاما مع الثورة وأداء لحق الثوار ..

ندعو للزملاء الذين تحملوا الأمانة بالتوفيق ونسأل الله أن يعينهم على أداء الأمانة .

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية