هل نضجت الظروف لوحدة عمل المعارضة

عقاب يحيى

اكيد أن موجبات كثيرة تصل حدّ الضرورة تستدعي الآن قبل الغد وحدة عمل المعارضة في  إطار جمعي عملي، وأقله : التوافق على المشتركات التي أرست دعائمها وثائق مؤتمر القاهرة للمعارضة.. والتي ما تزال صالحة، وتحتاج التجسيد والالتزام ..

ـ لكن إلى أي درجة تتوفر مقومات ذاتية لوحدة عمل المعارضة، وتجاوزها الموضوعي والذاتي اللذان حالا، وقد يحولان دون ذلك ؟؟ ..

ـ هل ارتفع منسوب الوعي المهيّأ للارتقاء والإمساك بالرئيس من الأهداف بعيداً عن الحسابات الحزبية والذاتية ، وعدم الجاهزية للالتزام بما يتقرر ؟؟ ..

ـ هل للضغط العربي والدولي دورهما في الدعوة إلى لقاء تشاوري يمهد لاجتماع واسع ؟؟

ـ إن اتفاق أطياف المعارضة : القديمة والحراك الثوري بكل أشكاله وتفرعاته، والجيش الحر، والمقاومة المسلحة متعددة الأشكال.. بات واجباً تمليه معادلة الصراع المصيري مع الطغمة، وسبيلاً لمواجهة آلة الفتك والدمار الي تمارس على بلدنا وشعبنا، وإقامة معادل وطني من شأنه أن يتعاطى بمقدرة مع الدول العربية والعالمية على قاعدة سيادة ووحدة واستقلال وطننا غير القابل للتجزيء والاقتتال الطائفي، والتعامل مع جميع الأطراف تعاملاً ندياً يمحور المصالح المشتركة ولا يتعكز على التوسل والاستغاثة، أو رهن القرار الوطني لأية جهة خارجية كانت ..

ـ الذي لا شكّ فيه أن وعياً متنامياً، وواسعاً يتقدّم بين معظم أطياف المعارضة بأهمية الاتفاق والتمحور حول الهدف المركزي : إسقاط نظام الطغمة والعبور إلى إقامة الدولة   المدنية الديمقراطية من خلال إنجاز مهام المرحلة الانتقالية ..

هذا الوعي لا بدّ أن تترجمه إرادة السوريين المصممة على الخلاص من الوضع الخطير وتجنيب بلادنا الدمار الشامل الذي تمارسه طغمة الإجرام، وما يحيق بها من مخاطر جدية متعددة الأشكال.. لهذا فالدعوة إلى لقاء تشاوري يجب أن يضع الهدف في صلب أولوياته فلا يتوه في زواريب جانبية، أو من خلال تفويت هذه الفرصة كما حدث في مؤتمر القاهرة للمعارضة.. حين ابت الحسابات والتقديرات الخاصة الوصول إلى نتيجة مقبولة تواصل العمل التوحيدي، وتعمل على حشد الجهود لتجسيدها ..

ـ نعم هناك كلام كثير عن نوايا غربية وخارجية، وضغوط، وتدخل.. و"نصائح" و"اقتراحات"، وحسابات.. وهناك، ولا شكّ أيضاً، مشاريع واتجاهات يعرفها الجميع.. لكن الوطنية السورية المعمّدة بشلال الدماء، وبتضحيات شعبنا الأسطورية، وتصميمه الذي لا حدود له في انتزاع الحرية واشتلاع طغمة الإجرام والفئوية.. لا يمكن أن تغطس في إرادة الأطراف الخارجية، او الإذعان لها، والتي تتناقض مع مبدأ السيادة والقرار الوطني.. كما أن قوى الثورة في الميدان لن تسمح لأية جهة التلاعب بمقدرات الثورة والبلد .. وستملك إمكانية الإطاحة بأي مشروع لا يلبي جوهر الثورة، وما عبرت عنه وترجمته من أهداف .

لقد آن أوان الانتقال من الشرذمة إلى التجميع، ومن التفرقة إلى التوحيد.. بأمل أن يكون لقاء قطر التشاوري خطوة مهمة على طريق وحدة عمل المعارضة في زمن قريب ...