تساؤلات حول المذابح الأسدية

بين لحظة وأخرى ينتهي الكابوس الأسدي

ويشرق فجر الحرية

نبيل شبيب

يتساءلون: كيف يصنع رئيس دولة بالوطن والشعب ما يصنعه بشار الأسد؟..

والجواب: وهل كان بشار الأسد يوما من الأيام رئيس دولة، أم كان سفاحا وريث سفاح؟.. هل كانت وعوده الكلامية في السنوات الثلاث الأولى لوراثة السلطة (وفتح الباب أمام بعض الكلام لندوات حوارية) إلا جزءا من مخطط خبيث لاستكمال السيطرة وتوجيه الضربات لبقايا ما عرف بالحرس القديم.. وآخرهم عبد الحليم خدام رفيق درب أبيه في مسيرة الإجرام؟.. وهل كانت مذبحة سجن صيدنايا يوم 5/7/2008م "ردّا على ثورة.. أو عصابات إرهابية" أم مجرّد صورة من صورة التعبير عن طبيعة الإجرام الأسدي المتوارث؟..

يتساءلون: علام تستخدم بقايا النظام سلاح الجو الذي يستحيل أن يؤدّي إلى "نصر عسكري" مقلّدة الأمريكيين والإسرائيليين في أفغانستان وفلسطين ولبنان؟..

والجواب: وهل هي إلاّ من جنس من كان ولا يزال يمارس القتل عن بعد ويخشى المواجهة المباشرة؟.. ألا يكشف استخدام القصف الجوي عن حقيقة عدم وجود أحد من العصابات الإجرامية المتسلّطة في المواقع المستهدفة بالقصف.. أي في جميع المدن السورية وأريافها، ويكشف عن حقيقة صدق مصادر كتائب الجيش الحر عندما تتحدّث عن السيطرة على زهاء 80 في المائة من أرض الوطن؟.. ألا يسجّل الخبراء والعامّة كيف يصدر الإعلان بعد الإعلان عن عصابات التسلّط أنّها "طهّرت المدينة أو البلدة أو الحيّ الفلاني من الإرهابيين" ثم يأتي القصف بعد القصف لذلك الذي تمّ "تطهيره" من قبل؟..

يتساءلون: علام يستمرّ المجرمون في معركتهم الخاسرة؟..

والجواب: هل يمكن العثور أصلا على جواب "منطقي" سياسي أو عسكري أو حتى بمنطق البقاء على قيد الحياة، في أيّ خطوة تخطوها العصابات المتسلّطة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة الشعبية حتى اليوم؟.. ربما يتوهّمون القدرة على استخدام "حجم الإجرام" مادة للمقايضة كيلا يقترن سقوطهم بالمحاكمة التي يستحقونها (بل يستحقون أكثر منها).. وربما يتوهّم من يخطّط لهم من خارج الحدود أنّ استمرار الثورة مع التضحيات التي تصنعها المذابح يعطيهم القدرة على المقايضة على "موقع قدم" لأنفسهم في سورية ما بعد الإجرام الأسدي.. ومثل هذه الأوهام أو تلك لا يمكن العثور على جواب منطقي سياسي أو عسكري عليها.. الجواب: هو محض إجرام انتحاري!.

يتساءلون: كيف ستسقط رؤوس الإجرام ومتى؟..

والجواب: أما الكيفية فهم يصنعونها لأنفسهم، على غرار شاه إيران الذي ضاقت أرض حلفائه الأقدمين عن استقباله، أو تشاوسيسكو الصريع تحت أقدام الشعب في أرض الوطن الذي كان يعتقله، أو بوكاسا آكل لحوم الأطفال، أو يبتكرون لأنفسهم مصيرا أشنع وأفظع فقد جمعوا موبقات أولئك المجرمين وأمثالهم جميعا.

أمّا متى.. فبين لحظة وأخرى، وعلى وجه التحديد عندما يصل الثوار بأنفسهم إلى صياغة مستقبل الوطن فيما بعد الإجرام الأسدي، ويفرضون ما يرونه على العالم الذي لم ينقطع إعداده لاختطاف حصيلة الثورة الشعبية البطولية التاريخية.