الأسلحة البيولوجية والكيمائية بيد مجنون ويائس..

هل ستتركون الفرصة لشمشون ليدمر المعبد؟!

زهير سالم*

[email protected]

مع أنه أصبح من الثابت ميدانيا أن بشار الأسد يستخدم القنابل العنقودية والرصاص المتشظي المحرمين دوليا كما وثقته المنظمات الحقوقية إلا أن ذلك لم يعن للمجتمع الدولي شيئا ، حتى الآن .

بل إن وزير الخارجية الروسي ( لافروف ) قال متهددا الشعب السوري ، تعقيبا على زيارة المجلس الوطني لروسية ورفضه للعروض الروسية ، ( قالوا إن ما يحدث في سورية هو ثورة فعليهم أن يدفعوا ثمن الثورة ولماذا يطالبون الآخرين بالتدخل !!  ) ألا يمثل هذا الكلام الضوء الأخضر لبشار الأسد ليوغل في مسلسل القمع بلا حدود تحت غطاء الحماية الروسية والصينية من جهة ، ولا مبالاة الآخرين الذين ما زالوا يلعبون دور المتفرج من جهة أخرى  . ماذا يغني من الحق أن يتظاهر هؤلاء بالأسى والأسف بعد كل مجزرة تقع ، وتزهق خلالها مئات الأرواح من الأطفال والنساء والأبرياء ؟!!

ولكن كيف سيتطور اليوم الوضع مع انتقال المعركة إلى قلب العاصمة دمشق ، فأصبح بشار الأسد  ينام ويصحو على دوي القذائف وأزيز الرصاص ، ومع ما يعانيه هذا الشخص من فصام وذهان  ووسواس قهري وقلق واضطراب وانفصال عن الواقع ويأس ؟! ألن يجعله ذلك أكثر خطرا مع كل ما في يديه من سلطة وسلاح ؟!

إن الأخبار المؤكدة عن قيام عصابات الأسد بتحريك الأسلحة البيولوجية والكيماوية من مواقعها تؤشر إلى نية مبيتة لتوظيف هذه الأسلحة في معركة ( اللحظة الحرجة ) عندما سيخيل لليائس الممسوس أنها قد حان حينها ؛ إما حسب وهم المذهون على أنها قد تشكل له حبل خلاص ، أو حسب رغبة اليائس على أنها طريق للانتقام . ألن يدفعه كل ذلك ليكون  شمشون الذي يهدم المعبد ، أو نيرون الذي يحرق روما .

ماذا ستنفع مع مثل هذه الحالة الإنذارات الدولية ، والمواعظ الجوفاء ، والتهديدات التي لم تفلح حتى اليوم في حماية عنق رضيع من ساطور القتلة والمجرمين ؟!

وكيف يمكن لدول كبرى أخذت على عاتقها حماية السلم والاستقرار في العالم أن تظل تتمارى في حقائق ناطقة كالتي وثقتها المنظمات المختصة في الحولة وكرم الزيتون والقبير وحمورية والتريمسة وتفتناز وكفرعويد ..؟! أليس عجيبا أن يعجز المجتمع الدولي بالأمس عن إصدار بيان لإدانة مجزرة التريمسة وثقت البعثة الدولية أنها اشتركت فيها أسلحة ثقيلة لا يملكها غير بشار الأسد وعصاباته ؟ وماذا يمكن لمن لا يزال يفكر بمبادرة تحت سقف مجلس الأمن أن ينتظر من بوتين المتقمص شخصية الأسد .

وأي مستقبل للشعب السوري يتصوره هؤلاء اللامبالون إذا ما نفذ السهم وخرج علينا مجرم ناطق باسم بشار يروي لنا قصة رعيبة عن عصابة مسلحة سرقت بعض المخزون في اليد الآثمة من الكيماوي أو البيولوجي وتصرفت به على هواها وظلت تنفي وتثبت وتجاحد الشمس وتنكر ضوء النهار .

إلى أي مدى سينجح الاختباء وراء الفيتو الروسي في إعفاء الضمير الإنساني من مسئولياته ؟ أليس بوتين المتطلع اليوم إلى العظمة  بشبق نازي محموم على طريقة هتلر مجنون آخر طامح إلى السلطة على حساب دماء السوريين ؟!

هل يظن هؤلاء وأولئك الذين ما زالوا يديرون ظهرهم لما ينفذه شمشون دمشق على الشعب السوري أنهم سينجحون أو أنه سينجح في إبادة عشرين مليون سوري بإدارة اللامبالاة بالطريقة التي يمارسونها ...؟! ( ولكل قوم هاد ..)

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية