الدكتور برهان غليون رئيساً للمجلس بالانتخاب هذه المرة

الدكتور برهان غليون رئيساً للمجلس

بالانتخاب هذه المرة

عقاب يحيى

يتعرّض الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني، لحملة انتقادة وهجومات عنيفة بسبب انتخابه رئيساً للمكتب التنفيذي لدورة مدتها ثلاثة أشهر .

ـ أغلب الانتقادات والهجومات لا تنطلق من تقويم الأداء، ومن مواصفات الشخص، ومدى قدراته، وتناسبه للموقع، وإنما لجهة التجديد والتمديد اللذين تعاقبا في ظروف غير واضحة البنود النظامية، ومقارنة ذلك بفكرة التأبيد، والواحد الكل التي اكتوى منها شعبنا عقوداً، وبالتالي : من حقه أن يعلن تخوفه من تكرار الأمر في المجلس، خصوصاً وأن سوس الاستبداد ينخر فينا، وكثيرنا نتاجه، أو متأثر به ـ إلى هذه الدرجة أو تلك، وإن فرخ المستبد" العادل وغير العادل" يقبع في داخل عديد، باحثاً عن المسوغات واستغلال الظروف ..

ـ وهناك من يرى في التجديد، والانتخاب نسفاً لفكرة التداول المكرسة في النظام الأساسي للمجلس، والتي يتمّ الالتفاف عليها كل مرة بوسيلة جديدة، وآخرها : انتخاب الرئيس من الأمانة العامة مباشرة وليس من قبل المكتب التنفيذي ..

ـ لنقل، وبغض النظر عن أهلية الدكتور برهان، وما يتمتع به من مواصفات، وما اكتسبه من خبرات خلال الأشهر المنصرمة، بأن فكرة التداول الصحيحة مبدءاً، مشوّهة نصاً في النظام الأساسي بتحديدها لفترة أشهر ثلاث فقط، بينما كان المفروض، مثلاً، أن تكون لستة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة، أو لسنة دون تمديد، لأنه من غير المعقول أن يشهد المجلس تناوباً كل ثلاثة أشهر لا يستطيع من يكون في الموقع اكتساب أي خبرة، وكأننا في مدرسة لتعليم السياقة حتى إذا ما بدأ المتعلم بالتقاط الأولويات، وممارسة الخطوات العملية الأولى تركناه وشأنه لاستقبال متمرن آخر، وهكذا.. آخذين بالاعتبار أن العمل الجماعي، بهذا الحجم والمستوى جديدة على معظم أعضاء المكتب التنفيذي، ناهيك عن التجربة الشخصية لمعظمهم، وافتقار المعارضة السورية لتقاليد العمل التحالفي والتوافقي بكل خصوصياته وتشعباته، وتنوعاته بما يستلزم الوقت من عمل مشترك لخلق مناخات وأسس العمل الجماعي، وروح الفريق والمؤسسة، والتكامل والاندماج في تحمل المسؤوليات بعيداً عن الروح الفردية، والحزبوية، والعصبوية الضيقة .

ـ في اجتماع الهيئة العامة للمجلس الوطني الوحيد، واليتيم حتى الآن، كانت آراء الكثيرين، بل الأغلبية مع تحديد الفترة بستة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، أو لمدة سنة لا تقبل التمديد، وقد فاز الاقتراح بالأغلبية عندما عرض على التصويت، لكن الأجواء المشحونة، وعمليات التأليب والتشبيح التي قام بها البعض، والتوتر الذي هدد الاجتماع بالانهيار دفعت إلى سلق الفكرة، والإبقاء على القديم كحل لمشكل متفجر ..

ـ من ناحية ثانية.. إلى الذين يتمسكون بالنظام الأساسي وتقديسه ـ حسب رؤيتهم ـ ومع احترام نصوص النظام، وضرورة التقيّد به، فلا بد من القول أن النظام المعتمد لم تجر مناقشته بشكل مكدقق، وفي جو طبيعي، وتم حرقه على لهب التفجر، فمرر كما هو بدقائق، دون الأخذ بالاعتبار لأكوام الملاحظات والتعديلات، بما فيها تعديلات جوهرية شاملة كنت أحد المكلفين بها، والذي وضع صياغات بديلة شاملة لم يؤخذ بأيّ منها .

ـ عدا عن أن التجديد هذه المرة جرى بالانتخاب المباشر من قبل الأمانة العامة، بما يعني توسيع قاعدة الاختيار، واعتماد الانتخاب بديلاً للتوافق، والحصر في دائرة المكتب التنفيذي، وبأمل أن تهيكل مؤسسات المجلس كافة( الأمانة العامة والمكتب التنفيذي) بالانتخاب المباشر من الهيئة العامة للأولى، والأمانة العامة للثاني ..وإيجاد الصيغة المناسبة لعملية التوافق التي لا يجب أن تكون متراساً يمنع ممارسة حق الانتخاب كمبدء أساس يجب تكريسه ..